الجمعة، 5 أبريل 2024

الأخبار النبوية الفاصلة في الأحداث العالمية المقبلة خراب (يثرب)

 

بحث مخصص الرئيسية الكتب المؤلفون ar مرحبا بك! قم بالتسجيل الآن للإستفادة من جميع خدمات الموقع الأقسام عرض الكل العقيدة 1874 التفاسير 553 علوم القرآن 1360 متون الحديث 470 الأجزاء الحديثية 900 كتب ابن أبي الدنيا 126 شروح الحديث 364 كتب التخريج والزوائد 356 كتب الألباني 139 روابط هامة رواة الأحاديث القرآن الكريم إرسال كتاب للموقع المؤلفون عرض الكل حمل تطبيق جامع الكتب الإسلامية Ios IPhone/iPad Android All Devices Windows Pc Version حمل الآن التطبيق وتمتع بالمزامنة بين الأجهزة، تنزيل الكتب، إضافة التعليقات، إنشاء مجموعاتك الخاصة، 

 

 === وأكثر من ذلك بكثيربحوث ومسائل الأخبار النبوية الفاصلة في الأحداث العالمية 


 المقبلة خراب (يثرب) المدينة المنورة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عمران بيت المقدس خرابُ يَثْرب، وخراب يثرب خُروج الملحمة، وخُروج الملحمة فتح قسطنطينية، وفتح القسطنطينينة خروج الدجال ... ) [١]. ومعنى (عُمران بيت المقدس) أي: عمارته بكثرة الرجال والعقارات  والمال. وعمرانه سبب خراب يثرب وهو وقت خرابها. لأن عمرانه يَكُوْن باستيلاء الكفار. وقيل المراد بعمران بيت المقدس: عمرانه بَعْدَ خرابه، فإنه يخرب في آخر الزمان ثُمَّ يعمره الكفار. والأصح: أن المراد بالعمران: الكمال في العمارة، أي عمران بيت المقدس كاملاً مجاوزاً عن الحد ـ وقت خراب يثرب ـ، فإن بيت المقدس لايخرب [٢]. وأَمَّا قوله صلى الله عليه وسلم: (خراب يثرب) فيثرب اسم المدينة المشرفة [٣]، مدينة سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم [٤]، فقد كانت تسمى بذلك في الجاهلية، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم تسميتها بهذا الاسم [٥]، كما في حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُمرت [٦] بقرية تأكل [٧] القُرى، يقولون يثرب، وهي المدينة.) الحَدِيث [٨] فيُفهم من هذا الحَدِيث النهي عن تسمية المدينة (يثرب) . (١) أَخرَجَه أبو داود في الملاحم باب في امارات الملاحم: ٤/ ٤٨٢ رقم ٤٢٩٤، وجوّد إسناده وحسنه ابن كثير في النهاية في الفتن: ١/ ٩٤، وكذلك حسنه الألباني في المشكاة: ٣/ ١٤٩٤ رقم ٥٤٢٤. (٢) عون المعبود: ١١/ ٤٠٠ ـ ٤٠١. (٣) المصدر السابق. (٤) لسان العرب: ١/ ٢٣٥. (٥) الأَحَادِيث الواردة في فضائل المدينة ٣٤. (٦) أي: أُمرت بالهجرة اليها، قاله الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه: ١٠٥. (٧) أي: انها مركز جيوش الاسلام في أول الأمر فمنها فتحت القرى وغنمت أموالها وسباياها وهناك وجه آخر وهو أن أكلها وميرتها تكون من القرى المفتتحة وإليها تساق غنائمها. [ينظر: شرح النووي عَلَى مُسْلِم: ٩/ ١٥٤، غريب الحَدِيث: ١/ ٤٣٤ للخطابي، شرح السنة: ٧/ ٣٢٠ للبغوي] . (٨) أَخرَجَه ... مُسْلِم في الحج باب المدينة تنفي شرارها: ٢/ ١٠٠٦ رقم ١٣٨٢. قال النووي رحمه الله عند شرحه لهذا الحَدِيث: (يعني أن بعض الناس من المنافقين وغيرهم يسمونها يثرب، وإنَّمَا اسمها المدينة وطابة وطيبة، ففي هذا كراهة تسميتها يثرب) [١]. وسبب كراهيته صلى الله عليه وسلم لهذا الاسم لأنه مأخوذ من الثَّرْب، وهو فساد في كلام العرب [٢]، أو من التثريب، وهو التوبيخ والملامة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الاسم القبيح إلى الحسن [٣]. وذكر النووي: أن تسميتها في القرآن (يثرب) إنَّمَا هو حكاية عن قول المنافقين الَّذِينَ في قلوبهم مرض [٤]. وأَمَّا مايتعلق بخراب المدينة، فقد ثبت في الأَحَادِيث الصحيحة مايدل عَلَى حدوث ذلك في آخر الزمان، قرب قيام السَّاعَة، وأن الناس يخرجون مِنْهَا بالكلية، ففي الحَدِيث عن أبي هُرَيْرَة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تتركون المدينة عَلَى خير ماكانت لايغشاها إلا العوافي ـ يريد عوافي السباع والطير- وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشاً، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا عَلَى وجوههما ) ) [٥]. وفي رواية: (( لتُتْرَكَنَّ المدينة عَلَى أحسن ماكانت حتى يدخل الكلبُ أو الذئب فَيُغَذّي [٦] عَلَى بعض سواري المسجد أو عَلَى المنبر )) فقالوا: يارسول الله فلمن (١) شرح النووي عَلَى مُسْلِم: ٩/ ١٥٤. (٢) لسان العرب: ١/ ٢٣٥، غريب الحَدِيث: ١/ ١١٩ لابن الجوزي، الأَحَادِيث الواردة في فضائل المدينة: ٣٤. (٣) الأَحَادِيث الواردة في فضائل المدينة: ٣٤ ـ ٣٥، ولمزيد من التفصيل في هذا الموضوع يرجع إلى هذا الكتاب فإنه نافع في بابه. (٤) شرح النووي عَلَى مُسْلِم: ٩/ ١٥٥. (٥) أَخرَجَه البُخَارِي في فضائل المدينة باب من رغب عن المدينة (٤/ ١٠٧ رقم ١٨٧٤ مع الفتح) . و مُسْلِم (٩/ ١٦٠ بشرح النووي) . (٦) يُغَذّي: أي يبول عليها، يقال غذي ببوله إذا ألقاه دفعة دفعة. (النهاية في غريب الحَدِيث ٣/ ٣٤٧) . تكون الثمار ذلك الزمان؟ قال: (( للعوافي. الطير والسباع )) [١]. قال ابن كثير: (والمقصود أن المدينة تكون عامرة أيام الدجال، ثُمَّ تكون عامرة في زمان عيسى بن مريم رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى تكون وفاته بها ودفنه فيها، ثُمَّ يخرج الناس مِنْهَا بَعْدَ ذلك) [٢]. وعن عوف بن مالك قال: دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسجد ثُمَّ نظر إلينا فقال: (أما والله ليدعنها أهلها مُذَلَّلَةً أربعين عاماً للعوافي. أتدرون ماالعوافي؟ الطير والسباع) [٣]. قال الحافظ بن حجر عقب ذكره لهذا الحَدِيث مانصه: (وهذا لم يقع قطعاً) [٤] والحاصل: أنه يُستدل من هذه النصوص ومن كلام العُلَماء عليها أن المدينة النبوية تخرب فيخرج الناس مِنْهَا بالكلية في آخر الزمان قرب قيام السَّاعَة بَعْدَ خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم كما تقدم من كلام ابن كثير هذا مايتعلق بالسلسلة الثانية المذكورة في حَدِيث معاذ السابق وهي (خراب يثرب) بَعْدَ أن ذكر أن عمران بيت المقدس سبب لخرابها، ثُمَّ ذكر صلى الله عليه وسلم في حَدِيث معاذ السابق السلسلة الثالثة في الحَدِيث وهي خروج الملحمة فقال: (( ... وخراب يثرب خروج الملحمة .... )) أي: أن خرابها سبب لظهور الملحمة والحرب العظيمة بين أهل الشَّام والروم، وقيل: بين تاتار و الشَّام. والأظهر هو الأول [٥]. (١) أَخرَجَه مالك في الموطأ: ٢/ ٨٨٨، وقد استشهد بهذا الحَدِيث الحافظ بن حجر في الفتح ٤/ ١٠٨ وَقَالَ عقبه: (رواه جماعة من الثقات خارج الموطأ) ، وأصله في الصحيحين كما في الحَدِيث الَّذِيْ قبله. (٢) النهاية في الفتن: ١/ ٢٠٧. (٣) رواه عمر بن شبة بإسناد صحيح كما قال الحافظ في الفتح: ٤/ ١٠٨، وأصله في صحيح مُسْلِم (٩/ ١٥٩ ـ ١٦٠ بشرح النووي) بنحو هذا اللفظ. (٤) الفتح: ٤/ ١٠٨. (٥) عون المعبود: ١١/ ٤٠١. وعن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آخر قرية من قرى الإسلام خرابًا المدينة» [١]. وعن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: "أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم السَّاعَة، فما منه شيء؛ إلا قد سألته؛ إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟» [٢]." وعن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه: أنه قال: "لا يأتي عليكم إلا قليل، حتى يقضي الثعلب وسنته بين ساريتين من سواري المسجد (يعني: مسجد المدينة، يقول: من الخراب) " . [٣] قال ابن الأثير: "أي: يقضي نومته؛ يريد خلو المسجد من الناس بحيث ينام فيه الوحش" . (١) رواه: التِّرْمِذيّ، وابن حبان في "صحيحه" ، وَقَالَ التِّرْمِذيّ: "هذا حَدِيث حسن غريب" . (٢) رواه الإمام أَحْمَد. وأبو داود الطيالسي، و مُسْلِم. (٣) رواه ابن أبي شيبة. نبوءات اليهود والنصارى في الأيام الأخيرة [١] هل أصبحنا نعيش عصر (الأيام الأخيرة) أيام ما قبل النهاية؟! وهل صحيح أن حرباً عالمية ثالثة لا بد أن تنشب مع بدايات القرن الجديد؟ نحن معاشر المسلمين نقول: العلم عند الله، لأنه (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) [٢]، فالتحديد والقطع جرأة على الغيب، نربأ بأنفسنا عنه ونبرأ إِلى الله منه، خاصة إِذا تعلق بعلم الساعة التي (إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَا هُوَ) [٣]، أما أماراتها فأمر يدور بين الظن الراجح والظن المرجوح. لكن العتاة الغلاة من طوائف اليهود والنصارى يعتقدون بجزم ويعملون بحزم لهذه الأيام (الأخيرة) التي يربطونها بقدوم الألفية الثالثة، حيث يتوقعون أن تبدأ فيها نهاية أيام (العامة) ، لتأتي بعدها أيام (الخاصة) أتباع المسيح القادم للخلاص. ونحن معاشر المسلمين لا يهمنا من جزمهم أو حزمهم في معتقدهم هذا إِلا ما يمكن أن يترتب عليه من سياسات وخطوات يمكن أن يقدموا عليها بزعم التهيئة لتلك الأيام الأخيرة استدعاءً لعلاماتها واستجلاءً لأماراتها. ففي مسيرة منتظمة في طريق الاستدراج منذ بداية القرن الميلادي الحالي، نراهم يزعمون أنهم نجحوا في (إنجاز) علامات مهمة من أشراط الأيام الأخيرة، يأتي في طليعتها ما يعدونه أولى وأبرز العلامات وهي: (١) الأيام الأخيرة في المصطلح العبري (أحريت أياميم) وتعني مرحلة أخيرة من الزمان تقع داخل الزمان وتمهد لنهايته الذي يأتي بعده (يوم هدِّين) يعني يوم الدين. (٢) النمل: ٦٥ (٣) الأعراف: ١٨٧ ١ - إِعادة اليهود إلى أرض بيت المقدس [١]. ٢ - استيلاء اليهود على القدس. ٣ - اعلان دولة اسرائيل وعاصمتها القدس. ٤ - هدم المسجد الأقصى. ٥ - بناء الهيكل مكان المسجد الاقصى [٢]. ٦ - ظهور البقرة الحمراء العاشرة وذبحها قبالة الهيكل بغية التطهير من النجاسة [٣]. ٧ - حدوث معركة الهرمجدون الفاصلة بين قوى الخير والشر .. ٨ - ظهور المسيح المخلص ابن داود واتخاذه القدس عاصمة لحكمه التوراتي. (١) هم يطلقون عليها (يورشلايم) أو (أورشليم) ، أي: مدينة السلام، التي سيقودون العالم منها تحت قيادة (ملك السلام) ! هكذا نسبوا للتوراة. ففي التوراة كمّ كثيف من الحديث عنها؟ حيت ذُكرت فيها نحواً من ستمائة وثمانين مرة، ويطلق اليهود على القدس أيضاً (صهيون) نسبة إِلى الجبل الموجود فيها والمسمى بهذا الاسم الذي انتسبت إليه الحركة الصهيونية، ويطلقون على القدس أيضاً -كما في التوراة- (مدينة الإِله) و (مدينة العدل) و (مدينة الحق) و (مدينة الشعب المختار) وأيضاً يطلقون عليها (أريئيل) يعني: أسد الله. وكل هذه المعاني تشير إِلى مغزىً واحد، وهو ارتباط تلك المدينة بالعقيدة والشريعة اليهودية؛ حيث فرضت تلك الشريعة على اليهود أن يحجوا إِليها ثلاث مرات في العام، وأن يتوجهوا إِليها دون أرضٍ غيرها في العالم. (٢) لقد ردد أساطين اليهود عبارة بن غوريون (لا قيمة لاسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل) وأثبت زعماء اليهود أن هذه العبارة هي محور التحرك السياسي والعسكري طوال سني الصراع في السلم والحرب. وان منزلة الهيكل عند اليهود جعلتهم يتخذونه رمزا يتوسط العلم الاسرائيلي في نجمة داود السداسية فهي النجمة المطبوعة على هامات الجند وأكتافهم وأسلحتهم وهي الشعار الذي يجمع بمثلثيه المتماثلين الى تطابق السلطة الدنيوية والدينية وهي النجمة التي تشير الى الترس الذي كان يقاتل به داود وهي العلامة التي تذكر ببزوغ نجم ابن داود المسيح المنتظر. فهو رمز ديني وشعار لدولتهم التي سميت باسم ديني هو اسرائيل اسم يعقوب النبي عليه السلام. (٣) نقلت صحيفة الرأي العام الكويتية عن إحدى الصحف الإسرائيلية في (٥/ ٣/١٩٩٨) أن حواراً أجري مع واحد من أبرز الحاخامات الإسرائيليين ويدعى (البويم) حول العديد من الأسئلة الحائرة الدائرة حول البقرة فكان من ضمن الأسئلة: هل تكفى بقرة واحدة لخمسة ملايين يهودي ملوثين بالنجاسة؟ فأجاب: (أجل، ولسنواتٍ كثيرة أيضاً، لقد دون في التوراة أن البقرة الحمراء الأولى أعدت على عهد موسى أما الأبقار التالية فقد أعدها عزرا، فخلال فترة الهيكل الثاني أعدوا ثماني بقرات، إذن فالعدد كله تسع بقرات، ونحن الآن في زمان البقرة العاشرة) وقد ظهر لنا في واقعهم الحاضر مدى سعيهم لهدم الأقصى وتسارعهم لبناء الهيكل [١]، وإعلانهم لظهور البقرة الحمراء، وتصميمهم على إِسكان القدس بالمتشددين الدينيين ومن ثم محاولة اضفاء الصفة الدينية على دولة اسرائيل وتسميتها بالدولة اليهودية. ولكن تبقى هناك علامة أخرى تبرزها مصادرهم العقدية ويؤمنون بحتمية حدوثها عندما تبدأ الأيام الأخيرة في التوالي، وتتمثل في (إِقامة) قيامة صغرى تهيئ للقيامة الكبرى! وتأويل هذا يجيء باشتعال أو إِشعال حرب مدمرة تهلك فيها غالبية سكان الأرض، ففي (الأيام الأخيرة) لا بد أن تقوم حرب بسبب (إسرائيل) وعلى أيدي أحباب (إِسرائيل) وعلى أرض (إسرائيل) ! ومن أجل (إِسرائيل) ! (١) أذاعت وكالة الأنباء الفرنسية تقريراً في أوائل أغسطس/أيلول من عام ١٩٩٧ م جاء فيه: (إن المتطرفين اليهود في القدس أعدوا كل شيء وفق طقوسهم لبناء الهيكل وجاءوا بأحجار تم قطعها من صحراء النقب وغيرها ليتم صقلها في القدس لاستخدامها في بناء الهيكل وسيحتاج المشروع وفق التقرير إلى ستة ملايين حجر، ونبه التقرير إلى أنه لم يعد سرا أن الهيكل تم تصميمه الهندسي في الولايات المتحدة الأمريكية على يد مستشارين هندسيين من يهود أمريكا وذكر التقرير أيضاً أن هذا التصميم وُضع تحت تصرف الحكومة الإسرائيلية الآن وتم إعداد فريق متكامل من عمال البناء سيظلون رهن الإشارة للعمل عندما يحين الوقت) . (الشرق القطرية ١٩/ ٨/١٩٩٧) نبوءات اليهود عن معركة الأيام الأخيرة تتحدث مصادر اليهود عن معركة الأيام الأخيرة ومنها: ١ - التوراة: تقول التوراة التي في أيديهم: (في الأيام الأخيرة، عندما تتجمع إٍسرائيل من الأمم، سوف تتسبب في أمرٍ ما، هذا ما سوف يحدث. إِني سوف أضع صنارة في أفواه القوى المؤتلفة) وجاء فيها أيضاً: (بعد أيام كثيرة تُفتقد في السنين الأخيرة، تأتي إِلى الأرض المستردة من السيف، المجموعة من جبال إِسرائيل التي كانت خربة للذين أخرجوا من الشعوب وسكنوا آمنين كلهم، وتصعد وتأتي كزوبعة، وتكون كسحابة تغشى الأرض أنت وكل جيوشك وشعوب كثيرون معك) . وهذه الجيوش الكبيرة المعادية ل‍ِ (إِسرائيل) وحلفائها يطلق عليهم في التوراة "جوج وماجوج" ، وهم سيأتون إِلى الأرض المقدسة في يوم من الأيام الأخيرة من جهة الشرق كما تتحدث التوراة: (ويكون في ذلك اليوم يوم مجيء جوج على أرض إِسرائيل، يقول السيد الرب: إِن غضبي يصعد، وغيرتي في نار سخطي، تكلمت أنه في ذلك اليوم يكون رعش عظيم في أرض إسرائيل، فيرعش أمامي سمك البحر وطيور السماء ووحوش الحقل، والدابات التي تدب على الأرض، وكل الناس الذين على وجه الأرض، وتندكُّ الجبال، وتسقط المعاقل، وتسقط كل الأسوار إِلى الأرض، واستدعي السيف عليه في كل جبالي، يقول السيد الرب: فيكون سيف كل واحد على أخيه، وأعاقبه بالوباء وبالدم، وأُمطر عليه وعلى جيشه وعلى الشعوب الكثيرة الذين معه مطراً جارفاً وحجارة بَرَد عظيم وناراً وكبريتاً) [١]. ٢ - التلموذ: أما التلمود الذي فسر به الحاخامات القدامى نصوص التوراة فقد جاء فيه ما يدل على أن (الأيام الأخيرة) ستشهد أحداثاً يكون اليهود محورها؟ فقد جاء فيه: "قبل أن يحكم اليهود نهائياً، لا بد من قيام حرب بين الأمم، يهلك خلالها ثلثا العالم، ويبقون سبع سنين يحرقون الأسلحة التي اكتسبوها بعد النصر" وجاء فيه: (( يجب على كل يهودي أن يسعى لأن تظل السلطة على الأرض لليهود دون سواهم، وقبل أن يحكم اليهود نهائيًا باقي الأمم يجب أن تقوم الحرب على (١) سفر حزقيال، الإصحاح الثامن والثلاثون. قدم وساق، ويهلك ثلثا العالم، وسيأتي المسيح الحقيقي، ويحقق النصر القريب، وحينئذ تصبح الأمة اليهودية غاية في الثراء، لأنها تكون قد ملكت أموال العالم جميعًا، ويتحقق أمل الأمة اليهودية بمجيء إسرائيل وتكون هي الأمة المتسلطة على باقي الأمم عند مجيء المسيح )) [١]. وحتى البروتوكولات التي خُطت في العصور المتأخرة تردد ذاك الصدى: "إننا نقرأ في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لنحكم الأرض، وقد منحنا الله العبقرية كي نكون قادرين على القيام بهذا العمل، إِن كان في معسكر أعدائنا عبقري فقد يحاربنا، ولكن القادم الجديد لن يكون كفؤاً لأيد عريقة كأيدينا. . إن القتال المتأخر بيننا سيكون ذا طبيعة مقهورة لم ير العالم لها مثيلاً من قبل، والوقت متأخر بالنسبة إلى عباقرتهم" [٢]. نبوءات النصارى عن معركة الأيام الأخيرة: أما النصارى، فإن الإِنجيل الذي بأيديهم يزيد في التفصيل عن هذه المعركة، بل ينفرد عن المصادر اليهودية بتحديد مكانها الذي ستقع فيه، إنه سهل (مَجِدُّو) بفلسطين حيث ستنشب أكبر معركة في التاريخ في وقت العودة الثانية للمسيح. ففي سفر الرؤيا، جاء على لسان عيسى -عليه السلام- وهو يصف وقت مجيئه المفاجئ: "ها أنا آتي كلص، طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً فيروا عُريته، يجمعهم إِلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية (هَرْمَجِدُّون) " [٣]. وهكذا نرى أن الاعتقاد بوقوع تلك المعركة، هو اعتقاد مشترك بين اليهود والنصارى، فاليهود يؤمنون بها وبأن خلاصهم سيأتي بعدها، أما النصارى فيؤمنون بالمعركة ذاتها ولكن على أن خلاصهم هم سيأتي بعدها، ولكن هذا (الخلاص) الموهوم عند الأمتين الضالتين، لن يتم -للأسف كما يعتقدون- إلا بالتخلص من جُل سكان الأرض عن طريق تلك الحرب المدمرة: الهرمجدون. الحرب المدمرة: الهرمجدون (١) الخلفية التوراتية للموقف الأمريكي، إسماعيل الكيلاني ص ٨٩ الطبعة الأولى ١٤٠٧ د. (٢) بروتوكولات حكماء صهيون - ترجمة خليفة التونسي - البروتوكول الخامس، ص ١٢٣. (٣) الإصحاح ١٦/ ١٥ معنى هرمجدون: وأصل كلمة (هرمجدون) عبرية، ومعناها الحرفي: جبل مجيدو، فكلمة (هار) تعني في العبرية جبل، فإذا أضيفت إلى اسم الوادي صار (هارمجيدو) التي دمجت في النصوص القديمة إِلى (هرمجدون) . موقع هرمجدون: وأرض مجدو تبعد (٥٥) ميلاً عن تل أبيب، وهي في موقع يبعد (٢٠) ميلاً شرق حيفا، على بعد (١٥) ميلاً من شاطئ المتوسط، وترتبط في الاعتقاد القديم بأنها الأرض التي كان الفاتحون القدامى يعتقدون أن أي قائد يسيطر عليها يمكنه أن يصمد أمام أعدائه مهما كانت أعدادهم. فريقا المعركة: وفي ضوء هذه الصورة يتنافس باعتقادهم فريقان: الاول: فريق قوى الخير المتمثل بدولة اسرائيل وأشياعها من دول العالم النصراني الغربي. أما (إِسرائيل) فهي نفسها إِسرائيل التي نعرفها اليوم، والتي لم يجد مؤسسوها اسماً آخر يصلح لها إِلا ذلك الاسم الذي تذكر به في التوراة في الأيام الأخيرة، والتي ستكون بسببه في بؤرة الأحداث العالمية. والثاني: فريق قوى الشر الذي سيشهد معركة (الهرمجدون) المتمثل بالمسلمين والروش (الروس) وماشك (موسكو) وفارس (ايران) وكور (اوروبا الشرقية) وتوغارما (القوقاز) ولوبيا (ليبيا) وغومر (القرن الافريقي مع جنوب اليمن) وآشور وبابل (العراق) . ولكن لماذا روسيا بالذات؟ في الحقيقة إِن روسيا -مع دول أخرى- يزعم هؤلاء الإِنجيليون أن أسماءها قد وردت بالنص في طليعة المشاركين في حرب الهرمجدون، ففي التوراة التي بأيديهم وفي سفر حزقيال على وجه التحديد في الفصل ٣٨،٣٩ يرد اسم (روش) وهي كما يقولون: روسيا! و (ماشك) التي يقولون: إِنها موسكو، و (توبال) التي يعتبرون أنها مدينة (تيبولسك) الكبيرة في روسيا، ويذكر السفر أيضا بلاد (فارس) وهي بالطبع إِيران التي يجزمون بأنها ستكون مشاركاً رئيساً في حرب هرمجدون، ويترجمون بلاد (كومر) بأنها منطقة بلدان أوروبا الشرقية كما كانت تعرف في أزمنة التوراة و (توغارما) التي تعني بلاد القوقاز، ولا ينسون ضم ليبيا التي يعتقدون أنها (بوت) المذكورة في التوراة، ومنطقة القرن الإفريقي مع إثيوبيا وقد يحشرون معها السودان وجنوب اليمن (غومر) ، أما العراق فهي (آشور الآثمة) و (بابل الزانية) التي يتحدث كتّاب التوراة عنها بلهجة حنق وغيظ تظن معها أنهم كانوا متحدثين باسم اللجنة الدولية للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل! الهرمجدون عقيدة مشتركة: ان من العقائد المشتركة بين اليهود والنصارى الاعتقاد بمجيء يوم يحدث فيه صراع بين قوى الخير والشر تدمر فيه الارض بالنار , ومن العجب العجاب أن رجال الدين النصارى من الطائفة البروتستانية يذكون هذا الاعتقاد في المسيحيين الانجيليين وفي اليهود مما حدا بمائة مليون منهم في الولايات المتحدة الامريكية الاعتقاد بنشوب حرب نووية فاصلة لا مفر منها في آخر الزمان. ويعتقد اليهود والنصارى أن جيوشاً من مِائتي مليون جندي [١] سيأتون إِلى مجدو للبدء في خوض حرب نهائية، ونصوصهم تدل على أن هذه المعركة سوف تتورط فيها الأمم، أي ستكون حرباً عالمية ولكن أوارها سيشتعل أولاً في منطقة الشرق الأوسط وفي فلسطين بالذات. والنصارى يعتقدون أيضاً أن تلك الحرب سوف تستغرق مدة سبع سنين، وهي مدة كافية تعطي لليهود فرصة كي يروا بأنفسهم كيف ينتقم الله من أعداء المسيح مما يدل على صدقه فيؤمنوا به. ويعتقدون أيضاً -بمقتضى الإِنجيل أنه ستمر سبعة أشهر حتى يتمكن (بيت إِسرائيل) من دفن جثت الضحايا وينظفوا الأرض منها. وتبقى طائفة النصارى الإِنجيليين أو (المسيحيين الصهيونيين) المتزايدة النفوذ في أمريكا اليوم، تبقى هي صاحبة الاهتمام الأول بمعتقد (الهرمجدون) والمجيء الثاني الوشيك للمسيح , فمن هم الانجيليون؟ (١) الحرب العالمية الثانية شارك فيها نحو (٨٥) مليون جندي، وفَنِيَ في تلك الحرب نحو (٥٠) مليون من البشر. الإنجيليون والمعركة المنتظرة من هم الانجيليون؟ بعد قرون طوال من تبديل المحرفين المخرفين للتوراة والإنجيل، جاء جيل من المخربين ليدّعوا أنهم جيل النهاية الذي سيشهد (نهاية التاريخ) وهؤلاء تمثلهم في الأساس جماعات الإنجيليين في أمريكا وكندا وإنجلترا الذين يقدر عددهم في الولايات المتحدة وحدها بنحو (١٠٠) مليون نسمة. إن الشيطان لم يعثر على صنف من أتباعه أنسب من غلاة طائفة البروتستانت الإنجيلية النصرانية [١] أدعياء التمسك الحرفي بالتوراة والإِنجيل. فالإِنجيليون حرفيون، ولهذا فهم يؤمنون حرفياً بحديث التوراة والإِنجيل عن معركة النهاية بكل ما فيها من تفصيلات مكانية وزمانية وما يتعلق بها من وقائع وأسماء أشخاص وزعماء وبلدان وبحار وأنهار وأشجار، فليس هناك -في اعتقادهم- معنى ظاهر وآخر باطن في نصوص الكتابين، ولهذا؛ فإن حديث التوراة والإِنجيل عن محاربة أنصار المسيح لأعدائهم بالسيف والرمح والخيل لا يدل على شيء آخر غير فناء الحضارة المادية المعاصرة وعودة الناس إِلى الحياة البدائية أو قريب منها!! فهؤلاء يرون أنهم سيعدُّون مسرح الدنيا لتمثيل الفصل الأخير من عمرها؛ فالهرمجدون أو (الهولوكست النووي) أو الحرب العالمية الثالثة هي المعركة المنتظرة التي يؤمن الإنجيليون النصارى بحتمية بل بضرورة وقوعها! ولهذا يروِّجون لها على أوسع وأعلى المستويات في الغرب. (١) شهد القرنان الماضيان من الحروب الطائفية في أوربا ما لا نظير له في التاريخ واكتشفت أمريكا في وقت كانت الحرب على البروتستانت من قبل الكاثوليك كبيرة وعنيفة مما اضطر البروتستانت إلى الهجرة إلى العالم الجديد. فأخذوا يتدفقون نحوها وإلى الآن لا يزالون هم أكثر سكان أمريكا وقد خرجوا من أوربا بروح التدين التوراتي فلما دخلوا أمريكا تفاءلوا بأن هذا خروج كخروج بني إسرائيل ودخولهم إلى الأرض المقدسة، وأخذوا يسمون المدن والمناطق في أمريكا بأسماء من التوراة، واعتقدوا أن هذه الأرض البكر بشرى بشرهم اللّه بها في الدنيا، وتأسس المجتمع الأمريكي على أساس بروتستانتي توراتي. الانجيليون والهرمجدون يقول (هال ليندسي) في كتاب له بعنوان: (العالم الجديد القادم) : "فكِّروا فيما لا يقل عن ٢٠٠ مليون جندي من الشرق، مع ملايين أخرى من قوات الغرب يقودها أعداء المسيح. . . إن عيسى المسيح سوف يضرب أولاً أولئك الذين دنّسوا مدينة القدس، ثم يضرب الجيوش المحتشدة في (هرمجدون) فلا غرابة أن يرتفع الدم إِلى مستوى ألْجِمَة الخيل مسافة ٢٠٠ ميل من القدس، وهذا الوادي سوف يُملأ بالأدوات الحربية والحيوانات وجثث الرجال والدماء" !! وأضاف: "إِن الأمر يبدو وكأنه لا يصدق! إِن العقل البشري لا يستطيع أن يستوعب مثل هذه اللاإِنسانية من الإنسان ضد الإنسان [١]، ومع ذلك فإن الله يُمكِّن طبيعة الإِنسان من تحقيق ذاتها في ذلك اليوم" ! إذن؛ فالحرب الثالثة عندهم ليست مجرد أمل ينتظر، وإنما هي قدر لا بد من الرضى به، بل والسعي إِليه في نظر هؤلاء المهاويس، أما ما يسمى ب‍ِ (المساعي الدولية للتعايش السلمي) فإنها في نظر الإنجيليين ضرب من تحدي الإِرادة الإِلهية. ألقى (جيمي سواجارت) القس الأمريكي الإنجيلي الشهير موعظة في ٢٢/ ٩/١٩٨٥ م تحدث فيها، -وكأنه يقوم بمشهد تمثيلي- فقال: "كنت أتمنى أن أستطيع القول بأننا سنحصل على السلام، ولكني أؤمن بأن هرمجدون مقبلة، إِن هرمجدون مقبلة، وسيخاض غمارها في وادي مجيدو، إِنها قادمة، إنهم يستطيعون إن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون، ولكن ذلك لن يحقق شيئاً. هناك أيام سوداء قادمهّ ... إنني لا أخطط لدخول جهنم القادمة، ولكن الإِله سوف يهبط من عليائه ... يا إِلهي!! إنني سعيد من اْجل ذلك ... إِنه قادم ثانية، إن هرمجدون تنعش روحي" !. ولكن ما هو سبب هذا (الانتعاش) الروحي المستمد من روائح الدم وأدخنة (١) هم يدربون العقل البشري من الآن على استيعاب معنى هذه اللاإنسانية، كما حدث في البوسنة وفي كوسوفا. الخراب؟! إنه فصل معاصر من فصول الحقد التاريخي اليهودي على البشر الذي انتقلت عدواه إِلى النصارى الذين كانوا يوماً مَّا من المغرمين بالحديث عن السلام تحت شعار: (الله محبة) ! فعقدة (الجويم) أو الكفار أو العامة أو (الجنتيل) الذين خلقهم الله لخدمة اليهود، ولكن خلقهم على هيئة البشر لئلا يستوحش منهم اليهود. هذه العقدة يشارك البروتستانت اليهود فيها، ولهذا؛ فإن الحديث عن فناء (العامة) من غير اليهود وأشباههم من البروتستانت هو من الأحاديث المنعشة لأرواحهم والمسعدة لأسماعهم. قال القس الإِنجيلي البارز (جيري فالويل) في محاضرة ألقاها في ١٢/ ٩/١٩٨٤ م عن أحداث هرمجدون: "ما أعظم أن نكون مسيحيين؟ إِن أمامنا مستقبلاً رائعاً، نشكر الله أن هذه المعركة سوف تكون نهاية أيام العامة (الجنتيل) ؛ لأنها بعد ذلك سوف تعد المسرح لقدوم الرب المسيح بقوة وعظمة" ! وأحباب (الهرمجدون) لا يقفون عند حد الأماني (الوردية) بقرب مجيء أيامه الحمراء أو السوداء، ولكنهم يصنعون سيناريوهات (واقعية) يمكن أن تجر الدنيا لمجيئه. أجرت صحيفة لوس أنجيلوس تايمز حديثاً مع القس المذكور (فالويل) في ٤/ ٣/١٩٨١ م، وسأله الصحفي عن تصوره لكيفية حصول الحرب النووية العالمية فقال: "أعتقد أن روسيا ستحدث بها أزمات، وعلى رأسها أزمة في النفط وسينفذ احتياطيها منه، وعندها سوف تتحرك إِلى الشرق الأوسط وأيضاً نحو إسرائيل، وعندما يحدث ذلك ستنفتح أبواب جهنم" ! وقد أصدر ذلك القس بعد ذلك بعامين كتاباً بعنوان: (الحرب النووية والمجيء الثاني) ، عقد فيه فصلاً عن الحرب التي ستشنها روسيا، وتكهن فيه بأنها ستخوض حرباً في الشرق الأوسط ينتج عنها إِبادة خمسة أسداس جنودها كما تنبأ بذلك سفر حزقيال، وقال (فالويل) : "بذلك سوف يبدأ الاحتفال الأول بقرب عودة الرب، ثم يأتي الاحتفال الآخر بعد انتهاء معركة الهرمجدون" ! على درب الدمار لم يعُد احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة مدمرة من الاحتمالات المستحيلة في ظل السياسات المجنونة للتسلح في العالم، حيث بلغت تلك السياسات نقطة اللاعودة بحيازة الولايات المتحدة الأمريكية للقنبلة الذرية في الأربعينات واستعمالها الفعلي لها في الحرب العالمية الثانية التي حصدت نحو خمسين مليوناً من البشر! ومن يومها والولايات المتحدة -فض الله وحدتها- تقود العالم إِلى سباق نووي شيطاني لا يعلم إِلا الله ما هي محطته الأخيرة. واستناداً إِلى كتاب: (ساحات المعارك النووية) لمؤلفيه (وليام آركن) و (ريتشارد فيلد) ؛ فإن الولايات المتحدة الأمريكية تملكت حتى بداية الثمانينات الميلادية (٦٧٠) أداة للأسلحة النووية في (٤٠) ولاية، بحيث يبلغ مجموع الرؤوس النووية الجاهزة (١٤٥٠٠) رأس، ولها محطات نووية خارج حدودها، ففي ألمانيا يوجد (٣٣٩٦) سلاحا أمريكياً، وفي بريطانيا يوجد (١٢٦٨) ، وفي إيطاليا يوجد (٥٤٩) ، وفي تركيا (٤٨٩) ، وفي اليونان (١٦٤) ، وفي جنوب كوريا (١٥١) ، وفي هولندا (٨١) ، وفي بلجيكا (٢٥) ، وتبلغ القوة التدميرية الإجمالية لهذا السلاح النووي -كما ذكر ذلك وزير الدفاع الأمريكي الأسبق (كلارك كليفورد) - مليون ضعف من قوة القنبلة التي أسقطها الأمريكيون على مدينة هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية، ورغم هذا، تساءل (كليفورد) عما يجب أن تفعله أمريكا في المستقبل فقال: "مع ذلك، ماذا علينا أن نفعل؟" ! ثم أجاب على نفسه قائلاً: "علينا أن نمضي قدماً في صناعة المزيد" !! وهل من مزيد؟ نعم؛ فهم لما بدؤوا السباق في مضمار الدمار الذي اخترعه (نوبل) رمز السلام النووي، اضطرت القوى الكبرى الأخرى أن تدخل السباق لتتمكن من ردع تلك القوة المجنونة التي صبت جام جنونها على هيروشيما ونجازاكي، ثم تتابعت الدول في حيازة ذلك السلاح (الهرمجدوني) حتى أصبحت الدول النامية تتسابق الآن هي الأخرى إلى حيازته، كما حدث في الهند وباكستان، وأصبحنا الآن نعيش عصراً تقتطع فيه الدول من أقوات الشعوب، لتطعِم ترساناتها بكل جديد مهلك من السلاح، فإذا لم تظفر بظروف تختطف فيها فرصتها النووية فإنها تبذل المساعي لامتلاك أسلحة كيماوية أو بيولوجية، أو تكتفي بالتجهيز لامتلاك صواريخ بالستية ريثما تتوفر لها الفرص لتزويدها بالرؤوس النووية التدميرية. وقد ذكرت مجلة (جنيس ديفنس ويكلي) المتخصصة في الشؤون الدفاعية التي تصدر في لندن في عددها الصادر في شهر أيار ١٩٩٩ م: أن أي دولة في العالم مهما كانت خبراتها وقدراتها الحالية، ستتمكن خلال خمسة عشر عاماً بعد العام ٢٠٠٠ م من استخدام ونشر الصواريخ البالستية العابرة للقارات، واستشهدت المجلة على تنامي أَخطار التسلح بما حققته دول مثل إِيران التي اختبرت عام ١٩٩٨ م صاروخ (شهاب ٣) ، وكوريا الشمالية التي جربت صاروخ (تايبو دونج ١) وباكستان التي اختبرت صاروخ (غوري) رداً على اختبار الهند لصاروخها (إجني) ! وهل توقف الأمر بعد الدول الكبرى عند حد الدول الفقيرة والنامية؟! لا؛ فالحديث الآن يتداول في الغرب بكثرة عن الفرص المتاحة أمام بعض الجماعات المسلحة في الغرب وفي الشرق لكي تحوز أسلحة كيماوية أو بيولوجيهّ أو حتى نووية تكتيكية [١] والفضل في النهاية -أقصد الإِثم- يعود إلى فجور المفجِّرين الأُوَل للقمقم الذي أخرجوا منه المارد النووي على مشارف النصف الأخير من القرن العشرين. وأين اليهود؟! هم من جانبهم أعدّوا عدتهم بحصيلة نووية (متواضعة) تتراوح بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ قنبلة نووية، وهم لن يحتاجوا لأكثر من ذلك إذا قسّموا هذه الحصيلة على العواصم المحيطة (المحبة للسلام) بواقع عشر قنابل لكل عاصمة! علماً بأن الغرب وعلى رأسه الأمريكان لم يسمحوا لواحدة من تلك العواصم العربية بالاقتراب من حيازة قنبلة واحدة نووية لردع الجارة الجائرة إسرائيل)! إِن هذه الدولة اليهودية (الصغيرة) بل الحقيرة تمسك بتلابيب الغرب النصراني مبتزة إِياه باقتنائها المتفلِّت لأسلحة الدمار الشامل، وهي تفرض بذلك هواجس دائمة (١) تحدثت (مادلين أولبرايت) أمام الكونجرس في ٤/ ٢/١٩٩٩ م عن ذلك الخطر فقالت: "إن إدارة الرئيس كلينتون تعتزم بذل كل ما بوسعها لدحر ما وصفته ب‍ ِ (الخطر الثلاثي) المتمثل في دول وتنظيمات إرهابية وشبكات متطرفين تمتاز بحرية في الحركة" وقالت: "إن نوعا جديداً من المواجهة يلوح؛ بينما القرن الجديد يبدأ" وأضافت: "من المحتمل أن يتجنب خصومنا ميادين القتال التقليدية، وقد يلجئون بدلاً من ذلك إلى أسلحة الدمار الشامل" وأعلنت أولبرايت في كلمتها عن برنامج جديد تبنته الولايات المتحدة يمتد لخمس سنين لمواجهة (الإرهاب) وخصصت له الإدارة الأمريكية (٥٠) مليار دولار وقالت: "إن الخطة الخمسية تمثل مجرد بداية" (الحياة، ٦/ ٢/١٩٩٩ م) . بأنها تملك جرّه إلى حرب مباشرة، كما حدث في حرب ١٩٧٣ م عندما هددت (إِسرائيل) في بدايتها باستعمال السلاح النووي مما دفع الرئيس الأمريكي الأسبق إلى أن يعلن استنفاراً نووياً من الدرجة الثالثة من الاستعداد في كل أنحاء العالم، وتكرر هذا الابتزاز في حرب الخليج عندما أطلق صدام حسين صواريخه على تل أبيب؛ ولكن اليهود مع هذا يعلمون أنهم سيكونون أول ضحايا حرب نووية في المنطقة، ولهذا؛ فإنهم يعتمدون ما يسمى ب‍ِ (الخيار شمشون) [١] ومعناه: أنهم سيضحون بالجميع إذا ترجح عندهم أنهم يواجهون خطر الاستئصال. الانجيليون والزخم الاعلامي في امريكا كلما اقترب قدوم الألفية الثالثة ازدادت وتيرة الصياح عن الحرب العالمية الثالثة؛ فقد صدرت في السنوات الأخيرة العديد من المؤلفات التي تتحدث عن هذه الحرب، ولاقى بعضها إقبالاً منقطع النظير، منها: ١ - كتاب (دراما نهاية الزمن) لمؤلفه (أوترال لوبرتس) وبيعت منه ملايين النسخ. ٢ - كتاب: (الكرة الأرضية، ذلك الراحل العظيم) من تأليف (هال لندسي) وقد بيعت منه نحو ١٨ مليون نسخة. ٣ - كتاب (أسرار نهاية العالم) ، وقد ألّفه عدد من العلماء وهم: الدكتور الفرنسي (لرجان بير) المتخصص في سيمولوجيا الانثربولوجي والدكتور الإنجليزي (ديفيد) المتخصص في مجال المعلومات، والدكتور اليوناني (ديمتري) المتخصص في علم اللغويات، والدكتورة (ميريام) الإسرائيلية المتخصصة في دراسة اللاهوت، وقد استنبطوا من سفر يوحنا في الإنجيل مادة كتابهم، وجاء في مقدمة الكتاب: "إن حضارتنا هذه ستكون ضحية مرة أخرى لجنون حرب عالمية ثالثة لن تستغرق كثيراً، لأن الأسلحة الموجودة الآن نووية، وستحرك هذه الحرب (يأجوج ومأجوج) الذي تمثلهم الصين في هذا العصر بما تملك من ترسانات نووية موجهة نحو الغرب" ، ويتوقع أن يفوق هذا (١) يراجع في ذلك كتاب: (الخيار شمشون -أسرار وخفايا الترسانة النووية الإسرائيلية) تأليف سيمور هيرش، دار الكتاب العربي، وشمشون هو أحد (أبطال) الأساطير اليهودية الذي هدم المعبد عليه وعلى أعدائه. الكتاب ما سبقه من كتب في شدة الإقبال وذيوع الصيت. وإلى جانب ذلك تُقدِّم السينما في الغرب كل مدة أفلاماً مرعبة تصور ما يمكن أن يحدث للعالم إذا نشبت الحرب العالمية الثالثة، منها: ١ - فيلم (الشتاء النووي) الذي عُرض في بداية التسعينات وأثار رعباً واسع النطاق. ٢ - فيلم (الشبح ... ظاهرة نهاية القرن العشرين) وقد بلغت ميزانية الفيلم (١١٥) مليون دولار. ولا ندري هل هذا الزخم الإعلامي الضخم هو المسؤول عن اللوثات الدينية (الأخروية) في أمريكا، أم أن تلك اللوثات هي التي تصنع ذلك الزخم؟ البعد الديني في السياسة الأمريكية الانجيليون والانتخابات الامريكية إن التيار الإنجيلي البروتستانتي الذي يطلق على نفسه: (التحالف المسيحي الصهيوني) أصبح يقود حركة مدّ ديني متنامٍ في الولايات المتحدة، وبات لا يكتفي بالتدخل في السياسة، بل يطمع في توجيهها، ويطمح إِلى الإمساك بزمامها. وللتذكير؛ فإن هذا التيار هو الذي انتخب الكونجرس الأمريكي عام ١٩٩٤ م وسيطر على أغلبيته لصالح الحزب الجمهوري، ولما تباطأ هذا الحزب في التنفيذ الشامل لكل برامجهم الموجهة أعلنت كتلتهم المسماة ب‍ِ (الائتلاف المسيحي) احتجاجها، وحذّرت الحزب بأنه لن يحظى ثانية بتأييدهم في انتخابات الكونجرس القادمة، وأمام هذا التهديد أذعن الحزب الجمهوري لمطالب (الائتلاف المسيحي) الذي سحب تهديده. وقد ظهر اثر وقوفه مع الحزب مرة أخرى في انتخابات تشرين ثاني من عام ١٩٩٨ م التي فاز بها الجمهوريون بأغلبية ساحقة كان سببها التأييد القوي من الائتلاف المسيحي الصهيوني، ويكرر هذا الائتلاف لعبته، فيتوعد الحزب الجمهوري بالتخلي عنه في انتخابات عام ٢٠٠٠ م إِذا لم يضع برامجهم الدينية موضع التنفيذ [١]، بل هدد أحد زعماء الائتلاف بنسف الحزب الجمهوري انتخابياً إذا تخلى عن برنامج الأصوليين (الإصلاحي) ! والائتلاف المسيحي لن يدع فرصة انتخابات تفوته ولهذا؛ فإن مؤسس الائتلاف المسيحي (بات روبتسون) بدأ في إِعداد حملة ضخمة لضمان سيطرة الأصولية الأمريكية على انتخابات القرن الحادي والعشرين التي ستأتي بالحكومة الأولى في الألف الثالثة، وقد سبق لروبتسون أن قاد حملة الحزب الجمهوري عام ١٩٨٨ م، وهو من الأصدقاء الشخصيين لكل من ريجان وبوش، بل إن تكتل الأصوليين الذي يتزعمه هو الذي جاء بالرئيس ريجان ليضعه على رأس أكبر دولة في العالم، وكان الائتلاف مسانداً قوياً لجورج بوش من بعده، وعندما حصلت الانتخابات التي جاءت (١) قارن بين هذا (التسامح) مع الأحزاب القائمة على أساس ديني (مسيحي) في بلادهم، وبين ذلك الرفض الهستيري منهم للتمكين لأي حزب يقوم على أساس ديني إسلامي في بلادنا نحن! بكلينتون مرشح الحزب الديمقراطي، كان منافسه فيها (بوب دول) مرشح الحزب الجمهوري، ولكن (دول) لم يفلح في كسب تأييد الأصوليين الإِنجيليين فتخلوا عنه فسقط [١]، وجاء كلينتون الذي أثبت أنه أصولي أكثر من الأصوليين في تأييده للإسرائيليين رغم انتمائه للديمقراطيين. ويستعد الإنجيليون دوما لخوض حملة رئاسية عنيفة وفاصلة من أجل تسليم زمام السلطة في أمريكا إِلى رئيس أصولي إِنجيلي أو تابع للأصوليين الإنجيليين في الانتخابات، وقد بدأ زعيم (الائتلاف المسيحي) روبتسون هذه الحملة باستعدادات وصفها المراقبون بأنها (أسطورية) ! فقد نشرت صحيفة لوس انجيلوس تايمز في ١٢/ ٣/١٩٩٩ م، أن القس الأمريكي (بات روبتسون) تعهد بإطلاق حملة ميزانيتها (٢١) مليون دولار لتوجيه الناخبين الأصوليين ودفعهم إلى مراكز الاقتراع في انتخابات عام ٢٠٠٠ للرئاسة ومجلس الكونجرس، وتقضي خطته الانتخابية بتجنيد (مليون و ٥٠٠ ألف) حركي لضمان صب أصوات (١٥) مليون ناخب في خانة المرشحين الأصوليين اليمينيين، وفي سياق إِعلانه عن الحملة ذكر القس الأمريكي أن الحركيين التابعين لتحالفه سيُكلَّفون بتوزيع (٧٥) مليون دليل انتخابي خلال الحملة المقبلة، وسيتحركون سياسياً في (١٠٠ ألف) كنيسة. أما عن المسائل ذات الاهتمام التي سيركز عليها في حملته فقد قال القس: إِن الائتلاف المسيحي مهتم أساساً بالمسائل الدينية التي تواجه أمريكا، وخارجياً فإن أشد ما يزعجه هو حصول الصين [٢] على أسرار تكنولوجية نووية أمريكية. وهذا (الملك) النصراني غير المتوج يؤمن إِيمانا مطلقا بإسرائيل، وبأنها المحور الذي تدور حوله أحداث (الأيام الأخيرة) يقول: "إِن إِعادة ميلاد إسرائيل، هو الإشارة الوحيدة إلى أن العد التنازلي لنهاية العالم قد بدأ، كما أنه مع مولدها؛ فإن بقية" (١) بالمناسبة، فإن السيناتور (بوب دول) هو الذي وضع مشروع القانون الذي يطالب الحكومة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بهدف كسب تأييد الأصوليين الإنجيليين في معركته ضد كلينتون، وأقر الكونجرس ذلك المشروع في ٢٤/ ١٠/١٩٩٥ م، ثم عاد فأكد القرار في حزيران ١٩٩٧ م. (٢) الصين على وجه التحديد هي أول من يمثل معسكر (جوج وماجوج) في اعتقاد الإنجيليين! الصفحة 188 / 199

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسماء الله الحسني