الجمعة، 5 أبريل 2024

أسماء الله الحسني

 

 https://i2.wp.com/haltosadiq.com/wp-content/uploads/2018/08/%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%89-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D9%871.jpg

 

 

 

 

 

 

كتاب الإكليل الهمداني أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني:

 كتاب الإكليل الهمداني

بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو محمد الحسن بن

 أحمد بن يعقوب الهمداني:

 

أولاد كهلان بن سبأ أولد كهلان بن سبأ، فأولد زيد عربياً ومالكاً وغالباً.

 

بنو عريب بن زيد بن كهلان فأولد عريب عمراً، فأولد عمرو زيداً والهَمَيْسع وهو ذو القرنين السّيار، ويكنى بالصعب بقول أهل السجل وبني عريب بن زيد بن كهلان. فأولد زيد بن عمرو أدد بن زيد، فأولد أدد بن زيد مرة ونبتا وهو الأشعر ومالكاً وهو مذحج وجلهمة وهو طيّء. فأولد مرة بن أدد الحارث ورهماً رهط الأفعى الكاهن، وهو الذي كان بنجران تتحاكم إليه العرب. وأولد الحارث بن مرة مالكاً وعدياً، فأولد مالك بن الحراث عمراً ويعفر فأولد يعفر المعافر وأولد عمرو بن مالك يكلى وخولان خولان العالية فأولد يكلى ذا جرة بطن وهم الجرتيون باليمن. وذو جرة وخولان هذه حلال. فأولد عدي بن الحارث عفيراً ومالكاً وهو لخم وعمر وهو جذام والحارث وهو عاملة وأمهم رقاش بنت همدان. فأولد عفير بن عدي كندياً، فأولد كندي معاوية وأشرس، فأولد أشرس السكون والسكاسك ويقال: اسمك السكاسك مثل العواجب من الصدف، والمصانع من حمير والمعافر ويقال اسمه سكسك، وجماع ولده السكاسك. وأولد معاوية بن كندي مرتعاً وهو عمرو ويزيد درج، فأولد مرتع ثوراً وهو كندة ومالكاً وهو الصدف وقيساً.

هؤلاء بنو عريب بن زيد بن كهلان.

 

بنو غالب ومالك ابني زيد بن كهلان وأولد غالب بن زيد جنادة الملك.

وأولد مالك بن زيد بن كهلان نبتاً والخيار، فأولد نبت الغوث، فأولد الغوث الأزد وعمراً وقدار ومقطعان، فأولد عمرو بن الغوث أراشة، فأولد أراشة أنمار، فأولد أنمار بجيلة وخثعم وبجيلة امرأة ينسب إليها أولادها من أنمار بن أراشة وهم: عبقر وصهيبة وخزيمة ودخل في الأزد والغوث أبو أحمس على وزن أفعل.

وخثعم نبز، وسامه أفتل. فأولد خثعم خلف بن خثعم، فأولد خلف عِفرساً، فأولد عفرس شهران العريضة وناهباً ونهشاً وكوداً وربيعة أبا أكلب بطون كلها.

وأولد الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان ربيعة بن الخيار والحارث الأعلى، فأولد الحارث الأعلى مالكاً، فأولد مالك الصعب ذا القرنين السيّار بقول همدان. والأزد وأنمار بن أراشة وآل عريب ومن نحا نحوهم يقولون: هو الهيمسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان. ولم يكن الملوك القدماء من كهلان إلا من ولد مالك وعريب ابني زيد بن كهلان.

وأولد ربيعة بن الخيار أوسلة بن ربيعة، فأولد أوسلة زيداً ويسمى نيلا، فأولد زيد بن أوسلة مالكاً وسبيع وتباع الأكبر، ويقال سبيع وسبع من قحطان. بطون دخلت في حاشد بن جشم. فأولد مالك بن زيد بن أوسلة الهان غي رمهموز وأوسلة وهو همدان. وقال بعض النساب لا اسم له غير همدان ولكنه أولد أوسلة، فأولد أوسلة نوفاً، وليس بمعروف. فأولد الهان بن مالك بكيلاً الكبرى وضماماً وصيحان وأنساً وإليه ينسب جبل أنس وهو ضوران. الذي به معدن البقران. من ديار الهان. وإلى صيحان بن الهاني ينسب وادي صيحان.

وبطن الهان في الهان بن مالك عدد كبير. وهم قوم عتاق عباد منهم حوشب بن التباعي بن المسان بن ذي ظليم قتل يوم صفين. وعثمان بن سعد بن عثمان بن أيمن بن مروان بن ذي ظليم. فعقب الهان هم أقرب قبيلة إلى همدان من غيرهم من أولاد كهلان.

 

نسب همدان وكان همدان يسمى تلاد الملك. وفي ذلك يقول ابن الزبير الأسديّ يؤنب مضر في تقدم دار أسماء بن خارجة:

فلو كان من همدان أسماء أظهرت ... كتائب من همدان صعر خدودها

لهم كان ملك الناس من قبل، تبّع ... يقود، وما في الناس حيّ يقودها

فأولد همدان بن مالك نوفاً وفيه العدد والعزّ، وعمراً وفيه الشرف والملك، ورقاشاً زوج عدي بن الحارث.

 

بنو عمرو بن همدان

 

فأولد عمرو بن همدان زيداً، فأولد زيد بتعاً الملك وإليه ينسب سدّ بتع بالخشب مما يصالي حاز من حدود حمير وهو قريب إلى شرح يحضب بن الصوار بن عبد شمس، ولم يزل الملك في عقبه، وإليه أفضى الملك بعد أبي شرح ولم يزل في عقبه إلى قيام الرائش على ما يذكر علماء همدان وعبداً ابتقروا من بطون همدان جانباً هم وبنو عبد إل وبنو سبع بن زيد بن أوسلة، وبنو عبد بن زيد بن جشم بن حاشد بن جشم فسموا عبد البقر، ويقال أنهم اجتمعوا على عبادة صنم لهم في صورة ثور، والأول من الابتقار أثبت وعفراً أبطن ثلاثة بنو زيد.

وأولد بتع الملك ابن زيد علهان ونهفان الملكين وأمهما جميلة بنت الصوار بن عبد شمس.

وفي بعض أخبار اليمن القديمة أنه لما قحط القطر في زمان يوسف عليه السلام، وألحت الجراد، ساءت أحوال اليمن والحجاز ونجد، لأنها أرض معلقة لا سوح فيها، فأمر بتع ابنيه علهان ونهفان أن يكتبا للناس إلى خزنة الملك بمصر، وهو الوليد بن الريان من العماليق الأولى، فكتبا إلى العزيز بمصر وهو يوسف عليه السلام في حفظ من ينتشر إليه من المسترسلين ببضائعهم ونعمهم وعروضهم وورقهم. فخرج الناس على كل صعب وذلول، وكثير من أزوادهم الجراد. فلما رآهم يوسف أوى لهم من بعد الشقة ورثى لهم من الضرة، فأمرهم باتخاذ النواضح ووصفها لهم، وعادوا فاحتفروا النواضح، فكل بئر من ذلك العهد باليمن فهي العتد العدّ التي لا تنكش ولم يزالوا يمتارون مع ذلك طول تلك المدة.

قال اللبخي: قال الحميري في كلام الحميرية وذكر خبر الأنواء: أقسمن أنجوم أبربع، ذو تغيب لو يرى سد بتع، ما بين حاز وبيت دفع ذو بمعنى لا، ولو بمعنى حتى. ذكره الحسن في التاسع من الإكليل. أي أقسمت الكواكب الأربعة وهي الصواب لا تغيب صلاة الغداة حتى يشرب سد بتع من الغيث بآذار، هذا على حد العادة.

وفي مسند بصنعاء على بعض الحجارة التي نقلت من قصور حمير وهمدان: علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان، لهم الملك قديماً كان.

وخبرني أحمد بن أبي الأغر الشهابي من كندة قال: قرأت في مسند بناعط: علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان، لهم الملك قديماً كان.

وحدثني محمد بن أحمد الأوساني أنه قرأ في مسند بعمران من البون دار همدان: علهن ونهفن، ابنا بتع بن همدان صحح حصن وقصر حدقان بن زيد يبن بنينا. كذلك يكتبون بحذف الألف إذا وقعت في وسط الحروف، وقفاهم المسلمون في كتابة المصاحف فطرحوا ألف الرحمن وألف الإنسن وألف السموات وكذلك علهن منقوص من علهان ونهفن منقوص من نهفان وهمدن من همدان وبنين من بنيان. هذا ما تؤديه أحرف الكتاب وإياها حكى الأوساني فأما اللفظ فعلى التمام. وكذلك يحذفون الواو الساكنة من وسط الحروف مثل مبعوث، والياء الساكنة مثل شمليل، والألف الساكنة في مثل هلال وبلال وأميال.

فأولد نهفا رياماً ويقال ذا ريام، وإليه ينسب محفد ريام من رأس جبل ذبيان ابن عليان بن أرحب وكان يحج إلى بيت فيه في الجاهلية الجهلاء وبه آثار عجيبة وشهران الملك. فأولد شهران تألب ريم المذكور في مساند ناعط وفي مساند حمير، وإليه ينسب محما تألب بغلوة وبيت شهير من أرض البون.

فأولد تألب يطاع ويارم، وأمهما ترعة بنت بازل بن شرحبيل بن سار بن أبي شرح يحضب بن الصوّار.

وفي المسند بناعط: أوسلة رفشان، وبنوه بنو همدان، حي، عثتر يطاع ويارم أقوال شعبين سعى سلبان دحاشدم وبأبهم تألب ريام. أي ملكوا بأبيهم تألب عن بتع الملك شعبين مختلفين من حمير وهمدان دع حاشد. والتسلبي التجمع والمسلبي المجمّع بلغة حمير. أي قالوا على الجميع كنف حاشد فأولد ريام أنكف وشرح وأروع ويقال لهؤلاء الثلاثة ملوك شهران، وهم أخوال الحارث الرائش، أمه سلوب ابنة ريام وأمها وردة بنت حاشد ذي مرع بن أيمن بن علهان، وبهذه الولادة لآل الرائش افتخر أسعد بعلهان ونهفان مع من افتخر به من أبويه من حمير فقال:

وشمر يرعش خير الملو ... ك وعلهان ونهفان قد أذكر

وخبرني مسلمة بن يوسف بن مسلمة الخيواني قال: قرأت مسنداً على حجر في مسجد خيوان، والحجر مما اقتلع من بعض قصور الجاهلي: شرح ما، وأخوه ما، وبنوه ما، قيول شهران بنو هجر، هم متعة، بدار القلعة.

وأولد ريام بن نهفان يشيع صاحب قصر يشيع، وكلاباً بضم الكاف، ودعّان الملك الذي ينسب إليه قصر دعان.

 

وقرأت في مسند بريدة: رئام ريثاما.

فأولد يشيع سخياً، وإليه ينسب قصر سخي بظاهر همدان وهو جين ابني يشيع، فأولد هوجين عمكرب ويرقم، الملكين. فأولد عمكرب صلالاً فرع.

وأولد يرقم شرعة صاحب قصر شرعة بظاهر الصيّد . وأولد دعان الملك ابن رئام دائماُ ورائم وذا راحم فأولد دائم راعياً وذا غفل. وأولد رائم جريراً وباقلاً. وأولد ذو راحم أسوق انقضاء نسب نهفان بن بتع.

وأولد علهان بن بتع أيمن بن علهان، وأمه أنيقة أخت الملطاط بن عمرو.

وخبرني مسلمة بن يوسف بن مسلمة الخيواني قال: قرأت مسنداً في مصاد ظباء بخيوان عاديّ، ويسمى هذا المصاد المدار: مصيد شحم لأيمن بن بتع بن همدان. قال: يريد بشحم لحماً. واللحكم: الطّعم المؤتى له الصيد، مثل الصقر، يقال: صقر وباز ضرم لحم. قال الأعشى يصف فرساً:

تدلى حثيثاً كأن الصوا ... ر يتبعه أزرقيّ لحم

وقوس مطعمة مؤتى لها الصيد.

فأولد أيمن حاشداً ذا مرع وعُصاماً بضم العين. فأولد حاشد ذو مرع بتع الأصغر ويريم ابني حاشد ذي مرع.

وقرأت في مسند في قصر ريدة وهو تلفم حفدة يريم وبتع ابنا القيل ذي مرع.

فأولد يريم بن ذي مرع نوفاً، فأولد نوف وهبا ويريم ولميس الكبرى أم أفريقيس بن أبرهة ذي المنار، فأولد يريم نوفاً، فأولد نوف ذا مرأم القيل بن نوف. وفيه يقول علقمة:

ورب بينون وذا ناعط ... وربّ صرواح وذا مرأم

وأولد بتع بن حاشد ذي مرع موهب إلّ، فأولد موهب إل ينوفاً ذا بتع القيل وهو أجلّ من وفد على سليمان عليه السلام من قيول اليمن مع بلقيس ابنة الهدهاد بن أبي شرح بن شرحبيل بن الحارث الرائش بن أبي شداد بن الملطاط بن عمرو بن ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوّار بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، وفيه يقول علقمة:

قد مات يوسف ذو نواس ... ومات ذو بتع ينوف

ويقال إن اسمه الأصلي بريل معناه بَرَى إلّ أي صنعة الله لكل خلق الله قال الفيروزي أنشدنيه اللبخي:

ومات التّبعون وذو مقار ... يريم ومات ذو بتع بريل

واسم ذي سحر أيضاً بريل. وقد يرى كثير من الناس أن اسم ذي بتع موهبل وإنما موهب إل أبوه. وذو بتع زوج بلقيس زوجه بها سليمان عليه السلام وعمّر معها عصراً. وكان سبب ذلك على ما حدثني الخضر بن داوود أحد عدول مكة عن محمد بن حاتم عن عمار بن الحسن عن سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق فيما رووه عنه في خبر بلقيس أن سليمان عليه السلام لما حتم عليها التزويج قالت: إن كان لا بد فذا بتع، فزوجّه بها وصرفها إلى اليمن وأمر زوبعة ملك الجن أن يبني لهما ويخدمهما بأهل طاعته، فبنى لهما القصور والمحافد باليمن، إلى أن هتف الهاتف بموت سليمان فرفعت الجن أيديها. ولذلك ضم علقمة بن ذي جدن ذا بتع مع بلقيس في قوله:

هل لأناس مثل آثارهم ... بمأرب ذات البناء اليفع

أو مثل صرواح وما دونها ... مما بنت بلقيس أو ذو بتع

يريد مما بنت بلقيس وذو بتع، والألف زائدة كقوله الله عز وجل " إلى مائة ألف أو يزيدون " والمعنى: ويزيدون.

فأولد ذو بتع أشيع يمتنع وأنوف ذا همدان الأكبر وشمس الصغرى أم الأقرن، وأمهم بلقيس ابنة الهدهاد، وقد تقدم ذكر هذه الولادة مع ولادة لميس بنت نوف بن يريم بن ذي مرع لأفريقيس أسعد تبع فقال:

ولدتني من الملوك ملوك ... كل قيل متوج صنديد

ونساء متوجات كبلقيس ... وشمس ومن لميس جدودي

فأولد أشيع يمتنع سفيان، فأولد سفيان ثوراً وهو ناعط، فأولد ثور ربيعة وعمراً وإليه ينسب المرانيون باليمن، وسنذكر ذلك مع ما يذكر الناس من نسبهم في حاشد بن جشم.

 

فأولد عمرو بن ثور حجراً ذا ينوف، فأولد حجر ذو نيوف مرثد إلّ وذا براكة، فأولد مرثد إلّ حمرة ذا مرات الأكبر وربيعة وحارثاً وعامراً، وأولد ربيعة بن ثور ناعط مرثداً وذيفان وهو ذو الأيفان، فخفف، فأولد مرثد ربيعة بطن دخل في ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد، يقال منهم ذو نفر الذي تذكر علماء قريش والأبناء أنه حارب الأشرم عند مقصده لمكة فظفر به الأشرم فأسره وكان صديقاً من عبد المطلب وأنه الذي أشار على عبد المطلب بما أشار في مقصده إلى الأشرم بالمغمّس في سبب لقاحه. قال أبو محمد: أما الأشهر في همدان فذو النفرة بن مالك الجوبي.

وأولد أنوف بن ذي بتع أبتع، فأولد أبتع نوفان، فأولد نوفان بكيراً، فأولد بكير مرثداً وذا بين، فأولد مرثد مالكاً الصامخ الملك ذا ناعط وزوج لميس بنت أسعد تبع وأمه الجهيرة بنت حمرة ذي مران الأكبر، وفيه يقول علقمة بن ذي جدن

ولميس كانت في ذؤابة ناعط ... يجبى إليها الخرج ساكن بربر

والصامخ الملك الملك بعلها ... ذو التاج حين بلوته والمحضر

وقال فيه أيضاً:

وربّ بينون وذا ناعط ... ورب صرواح وذا مرأم

وسمي الصامخ لأنه صمخ الأسماع بعلو ذكره وبعد صيته وجلالة قدره. فأولد الصامخ نوفاً ذا سفل وسمي ذا سفل لأن خاله حسان بن تبع صير في يده سفل يحضب فسمي ذا سفل، والسفليون لهم ثروة وغنى بأرض يحضب، ولا يتزوج إلى السخطيين سواهم، وشيخهم اليوم أبو العباس بن أبي غالب، ومنهم القسماء أم عيسى بن موسى السخطي لم يكن في نساء العرب أجمل منها ولا أكرم وشراحيل ذا همدان ابني الصامخ، وكان شراحيل ذو همدان من عظماء ملوك همدان من أجل أبيه وأمه، وفيه يقول معاوية وهو يؤنب عمرو بن العاص:

فأقبل يمشي مستخيلاً كأنه ... شراحيل ذو همدان أو سيف ذويزن

وقال فيه علقمة بن ذي جدن:

وسلبن ذا همدان غرفة تلفم ... وسلبن ذا يزن منازل أحور

وقال الفيروزي:

فنال من النوائب رهط نهند ... لواقح من حوادثها وحول

وذا همدان قد سلبت عياناً ... فأعيت حاشد ونأت بكيل

فأولد شراحيل القوقم وشداداً ومرّان وبشراً، فمن بني مرّان شراحيل ذو مليل الناعطي لحق في الجاهلية بعمومته إلى سفل ذي يحضب.

انقضاء نسب علهان

وانقضى بانقضائه نسب عمرو بن همدان.

 

بنو نوف بن همدان وأولد نوف بن همدان حبران فأولد حبران جشم فأولد جشم حاشداً الكبرى وبكيلاً وهما قبيلاً همدان العظيمان والحارث غبر في قيس وزيداً فدخل آل زيد في حاشد وقالوا هو زيد بن جشم بن حاشد.

 

نسب حاشد فولد حاشد بن جشم جشم بن حاشد وعوصاً غبر في كلب. فولد جشم بن حاشد مالكاً ومعدي كرب وعمراً وأسعد وعريباً وزيداً ومرثداً وضماماَ ويريم الأكبر وعامراً وربيعة: أحد عشر رجلاً.

 

بنو يريم بن جشم بن حاشد فأولد يريم بن جشم حاشد الوحش بطن عظيم بالوحش من أرض الكلاع، وتسمى بلدهم حاشد بين السحول وزبيد وعمر ابني يريم.

فأولد عمرو زيداً، فولد زيد تباعاً بطن وهم التباعيون، ويقال إنه تباع بن زيد بن أوسلة، ومنازلهم بالسحول من بلد الكلاع بعلقان ووادي النهى. ومنهم فرقة مترئسة في حاشد الوحش، ورؤساؤهم اليوم آل المسيلي. وممن في بلد الكلاع من همدان أيضاً آل الهيثم أرباب الربادي من دهمة بن شاكر، وفيهم كرم وسؤدد ولهم جلالة وهيبة وببعدان بطن من حجور منهم آل أبي حاتم بن البعداني فارس اليمن في عصره انقضاء يريم بن جشم.

 

بنو ضمام بن جشم بن حاشد وأولد ضمام بن جشم الحارث، فأولد الحارث عميراً ذا أحاظة وأمه قيلة بنت عمرو بن يريم بن جشم.

فأولد عمير المجالد، فأولد المجالد مطاعاً ونقارس تزوج بها تبع الأكبر، فأولدها ملكيكرب بن تبع، فمن ولد المطاع عمرو الرئيس بن حسان بن المطاع بن عمرو بن جرير بن المطاع بن المجالد انقضاء نسب ضمام بن جشم.

 

بنو مرثد بن جشم بن حاشد نسب المرانيين وآل ذي المشعار

 

قال أبو محمد: أما من كان من المرانيين بالعراق فإنهم يقولون: أولد مرثد بن جشم بن حاشد ربيعة وهو ناعط بطن، والحارث بطن. فأولد ناعط مرثداً وشراحيل وعامراً وشرحبيل. فولد شرحبيل بن ربيعة بن مرثد أفلح، فأولد أفلح عميراً ذا مران القيل الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

قال أبو محمد: وقد قصروا عدة آباء، وكذلك سبيل نسّاب العراق والشام يقصرون في أنساب كهلان ومالك بن حمير ليضاهئوا بها عدة الآباء من ولد إسماعيل عليه السلام، وامتنعت عليهم أنساب ولد الهميسع إذ كانت مزبرة في خزائن حمير، وكذلك أنساب الملوك من ولد عمرو بن همدان فأهملوها كي لا يقاس بها أنساب باقي همدان. وكذلك خالفوا في أصل من نسب ناعط. والمرانيون باليمن ينكرون هذا التدريج ويعملون على ما قيده آباؤهم من نسبهم وحفظوه كابراً عن كابر. ورأيته عندهم بخط أبي علكم المراني وكان علامة اليمن في عصره، وكان في خلافة هارون، وهذا نسق نسبهم من عصرنا: الوجه منهم اليوم معاذ بن أبي علكم فأولد معاذ محمد بن معاذ بن معاد بن أبي علكم بن محمد بن معاذ بن أبي بكر بن شراحيل بن معاذ بن عريب بن عمير ذي مران القيل الذي كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابن مرثد بن عمير بن عبيد بن أفلح بن عمير ذي مران الأوسط بن زيد بن مالك ذي التاجين بن أبي كرب بن زرعة بن نهبا بن نصر بن منهب بن منجد بن حمزة ذي مران الأكبر بن مرثد إل بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ثور وهو ناعط بن سفيان بن أشيع يمتنع بن ذي بتع بن موهب إلّ بن بتع بن حاشد. وصيروا بين سفيان وبين أشيع علها نهفان.

قال أبو محمد: أما هذا التدريج فهو المعمول عليه، لما يشهد لهم به في الذوي مران الثلاثة مساند الحجارة القديمة، وبينة الصهورة بينهم وبين أشراف همدان وحمير. إلا أنهم أدخلوا نسبهم بعد في حاشد بن جشم لما كانوا بينها وملوكاً عليها، وقل عدد بيتهم من همدان بين حاشد وبكيل، وكان قدماء الجميع يرونهم أمة فوق، وإنما يقل العدد في الأبيات الشريفة لقصر نفوسهم دون الأكفاء، فإذا أسعف الكفء كاد ألا يسعف كل ما يُتقدم بمثله إلى الأشراف من ألوف المال، والعقد الشريفة والجواري النفيسة من فرس وروم وغير ذلك، وأقل ما رأيت من صدقات المرانيين واللعويين المؤجلة ألف دينار وست جوار فرس وست جوار روم، ويقدم مثل بعض ذلك. فمثل هذا الذي يذهب بأموالهم ويقلّ عديدهم، وذاك سبيل بيوتات حمير الرفيعة. وكذلك اللعويون والسلمانيون من أرحب وآل خيوان والمعيديون والرضوانيون وأبيات حاشد التي قلّت مثل بني ضمام وآل مرب وشبام وغيرهم. وأما باقي همدان من حاشد وبكيل فيكثرون الأزواج عن خفة الصدقات فثرى عددهم.

ولما أدخلوا نسبهم في حاشد بن جشم لم ينتفوا من علهان، لكن قالوا: ثور وهو ناعط بن سفيان بن علهان بن نهفان بن أشيع يمتنع بن ذي بتع بن موهب إل بن بتع بن حاشد بن جشم. وحاشد بن جشم لم يكن في ولده بتع قط. وكذلك هو بخط أبي علكم: سفيان بن علهان نهفان بن أشيع، وإنما قالوا علهان نهفان فجعلوه اسماً واحداً لما سمعوا فيهما من قول تبع بن أسعد:

وشمر يرعش خير الملو ... ك وعلهان نهفان قد أذكر

وإنما أراد أن يعرّف واحداً بالثاني، فلما لم يمكنه أن يقول العلهانان كما تقول العرب الزهدمان في زهدم وكردم العبسيين والعمران في أبي بكر وعمر والرجبان والصفران والبصرتان في البصرة والكوفة قال علهان نهفان.

فأولد عمير ذو مرّان عريباً وقد ذكرنا أولاده والأسود ومرّان وهو القائل في رسول الله صلى الله عليه وسلم يرثيه ويؤيد أبا بكر في أيام الردة:

إن حزني على الرسول طويل ... ذاك مني على الرسول قليل

قلت والموت يا إمام كريه: ... ليتني مت يوم مات الرسول

ليتني لم أكن بقيت فواقاً ... بعده والفواق مني طويل

بكت الأرض والسماء عليه ... وبكاه خليله جبريل

كان فينا هو الدليل عليه ... كل هذا دليله التنزيل

يا لها من رحمة أصيب بها النا ... س تولت وحان منها الرحيل

جدعت قومي الأنوف وأجرت ... دمع عين فللجفون همول

 

ليس للناس يا إمام من الأم ... ر فتيل، وأين عنك الفتيل

إنما الأمر للذي خلق الخلق ... وفي خلقه عليه دليل

قل لهذا الإمام عضدك في الحر ... ب على الناس حاشد وبكيل

إن همدان يمسكون هدى الله ... ومرّان بالواء كفيل

إن تكن جولة فنحن لك اليو ... م ملاذ إلى ذراه تؤول

ديننا ملة النبي ولا قو ... ل لنا غير ما نراك تقول

إنما اليوم مثل أمس وهمدا ... ن مع الحق حيث زال تزول

أي قوم هم إذا نزل المو ... ت وصاروا كأنهم إكليل

ثم نادوا بأنهم قهروا النا ... س كما يقهر البكار الفحول

لا يرد الجريح نائبة الجر ... ح ولا الحي يزدهيه القتيل

والمجالد بن ذي مران، وهو القائل لمعاوية وقد رأى تمويهه وتمويه عمرو على الناس في دم عثمان ولطخهم به علياً عليه السلام:

يا ابن هند جشمت نفسك أمراً ... جرت فيه وقال صحبك هجرا

إن عمراً وعتبة حين والا ... ك ومروان والوليد وبسرا

وأبا الأعور الألى سفهوا اليو ... م علياً وقلدوا الأمر عمرا

لو يذوقون طعم ما اجترموه ... وجدوا طعم ذلك القول مرّا

ولعمري لئن هم شتموه ... إنه أظهر الكواكب ظهرا

وله طارت القلوب إذا السم ... ر خلال العجاج يحسبن جمرا

خصى الفحل فاستقاد ومازا ... ل يرى الناس والفوارس نكرا

فارس يضرب الكتيبة بالسيف ... دراكاً ويطعن القوم شزرا

شهد الفتح والنضير وأحداً ... وحنيناً وخيبراً ثم بدرا

وله في قريظة الخطر الأع ... ظم إذا ردّت الفوارس كسراً

وله حرمة الولاء على النا ... س بخمّ وكان ذا القول جهرا

ثم يوم البراة أرسل بالوح ... ي فهذا من أعظم الناس قدرا

وله كل موطن يوجب الج ... نة جدعاً لشانئيه وعقرا

لا كمن باع دينه أبخس البي ... ع بمصر ومن تجرع خمرا

وأبو الأعور الشقي ومرو ... ان وبسر قد شاركوا الإثم عمرا؟

وكان المجالد فقيهاً عالماً. فأولد المجالد سعيداً وكان فقيهاً فارساً بطلاً قتله شبيب الحروري في أيام الحجاج، فأولد سعيد المجالد وهو فقيه أيضاً.

وهذا البيت من آل ذي مران بالكوفة. ومن أشرف المرانين عقيل بن ذي مران الأوسط وشهد يوم العرحيين مع دويلة الشبامي صباح تغلب فحسن بلاؤه.

ومن أعاظم الناعطيين في الجاهلية وأشرافهم حمرة ذو المشعار القيل بن أيفع بن ربيب بن شراحيل بن عامر بن ربيعة بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن ناعط، وهو قاتل لختيعة ذي شناتر بن مصحا بن الأخنس بن الحارث بن أصبح بن زيد بن قيس بن صيفي بن حمير الأصغر وكان قيلاً جباراً، وفي ذي المشعار يقول علقمة بن ذي جدن:

وبادر بالعلات أرباب ناعط ... فلم يدفعوا بالشيد كيد الطوارق

وقد كان ذو المشعار فيها مؤثلاً ... فسالبنه قسراً عناق النمارق

وقال أيضاً:

وكانت ناعط عجباً عجيباً ... وذو المشعار ساكنها فطابا

 

ومن بقايا آل ذي المشعار آل أبي الدنيا بن محمد بن عبد الرحمن في ضياف ابن سفيان بن أرحب جيرة، وكان سبب ذلك على ما خبرني البونيون أن الفنيق سيد بني ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة قصد بابن أخ له في جماعة كثيرة من بني ربيعة إلى محمد بن عبد الرحمن وهو نازل بيناعة فضافوه ليلاً، فلما قام بضيافتهم سأله الفنيق أن يزوج ابن أخيه بابنته، فدافعه، فلم يندفع هو ولا من معه وحايروه، ولم يكن عنده جماعة يحتمي بها من جماعتهم فزوج، فلما عقد النكاح قالوا: إئته بها الساعة. فتلوح من ذلك وعرّفهم أنه لا يمكن، فلم يقبلوا له عذراً فناشدهم فلم ينشدوه فقال: فإني أفعل، فلتبعد الجماعة من المنزل ويدخل معي العروس فأخليه بأهله، فأبعدوا، وأخذ بيده فأدخله، ثم اتكأ على حلقه فذبحه وقطع ذكره فجعله في فيه، ونقب المنزل من دبره وخرج بحرمته تحت الليل فلحق بضياف فمنعوه. وقال بعض أهل ضياف فيه:

منعنا ابن ذي المشعار فالنجم دونه ... فمن رامه فليلمس النجم باليد

فقل لرجال أوعدوه تزاجروا ... فللنجم أدنى ملمساً من محمد

ومنهم يزيد بن ذي المشعار الأصغر من رحيب بن مالك بن حمرة ذي المشعار الأكبر وهو المشارك لذي مران الأصغر في أرض البون ومخلاف خارف، وهو القائل:

وكل أناس لهم صيغة ... وصيغة همدان خير الصيغ

صبغنا على ذاك آباؤنا ... فأكرم بصبغتنا في الصبغ

متى يقذف الدر من حقنا ... على باطل أو لجاج دمغ

وهو أحد الخطباء. ومنهم الحارث بن عميرة بن مالك بن حمرة ذي المشعار الأكبر الذي يمدحه أعشى همدان، وهو أحد من وقع بالكوفة من أشراف همدان، فمن قوله فيه:

الحارث بن عمارة المصفى الندى ... ذا الود والمرعى على الإخوان

رضع الندى بلبانه فتآخيا ... فهما رضيعاً ضرّة ولبان

خدنان لم يتفرقا في موطن ... وأخو المكارم والندى خدنان

وقال فيه أيضاً:

ألا هل أتاها على نأيها ... إذا سألت أو أرادت سؤالا

بأنا نقود مع الناعطي شع ... ثا سواهم تشكو الكلالا

براها الوجيف وطول السرى ... فيصبحن عن ذاك خوصاً مذالا

إذا ما هبطن بنا سبسباً ... وجاوزن بعد جبال جبالا

ومارت قلائد أعناقها ... وغادرن في كل ضمد نعالا

فإن ابن عمي زعيم لها ... بغزو يساقط منها السخالا

وله فيه قصائد.

وأولد عامر بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط شرحبيل بن عامر، فأولد شرحبيل مرثداً الدومي الملك، وفيه يقول علقمة بن ذي جدن:

وفجعن بالدوميّ أشراف حاشد ... وأنزلن من صرواح عمرو بن دابق

وفيه يقول لبيد بن ربيعة:

وأعرضن بالدوميّ من رأس حصنه ... وأنزلن بن صرواح عمرو بن دابق

وفيه يقول لبيد بن ربيعة:

وأعرضن بالدومي من رأس حصنه ... وأنزلن بالأسباب رب المشقر

ومن بيوتات ناعط آل ذي العثرب بن مرثد بن عامر بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط، وآل ذي خلاط بن الحارث بن مرثد إل بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط، وآل ذي بقلان وآل ذي حلابة، وآل ذي نجر بن ذي براكة بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط. فهذا ذو نجر، ونجر من حمير أيضاً من ولد ذي خليل، منهم الهيصم بن عبد الصمد الذي حارب حماداً البربري خادم الرشيد، ونجر أيضاً بطن من الصدف. فمن ذي نجر ذو بتع بن ذي نجر بن ذي براكة صاحب بضعة.

ومن ناعط عمير بن خالد بن ذي مران الأوسط بن زيد بن مالك ذي التاجين الذي رمى بسر مراد وله خبر وشعر.

ومن فقهاء الناعطيين يسار بن أبي حرب، ولا أدري من أي أبيات الناعطيين هو.

ومن أشرافهم اليوم آل أبي المغلس ملوك الجوّة من أرض المعافر، وآل أبي أرنبة بناحية صنعاء وبخدار من مخلاف ذي جرة انقضاء نسب الناعطيين.

 

سائر ولد مرثد بن جشم بن حاشد

 

وأولد مرثد بن جشم بن حاشد الحارث وربيعة بطن يقال إنه ربيعة بن مرثد بن ربيعة بن ثور ناعط بن سفيان بن أشيع يمتنع فأولد الحارث بن مرثد يعمراً وعكاكاً، فأولد عكاك عكبراً بطن بأكانط، وأولد يعمر سلمان، فأولد سلمان زادان بطن بأكانط يقولون اليوم: نحن بنو زادان بن سلمان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد ود بن وادعة انقضاء نسب مرثد بن جشم.

 

بنو مالك بن جشم بن حاشد وأولد مالك بن جشم بن حاشد دافعاً وزيداً وناشجاً الأكبر وكثيراً وقعطاً وهو المنسر بطن وهم القعطيون وذا بارق وهم جعونة وعامراً بطن وهم رهط الأعشى.

 

نسب آل مرب ملوك حاشد فولد كثير بن مالك بن جشم معاوية ومالكاً وعبد الله وعمراً، فولد معاوية صعباً، فولد صعب السبع، فأولد السبع السبيع بطن وحوثاً وهو عبد الله بطن وهم الحوثان. فمن حوث الحارث الأعور بن عبد الله بن كعب بن أسد بن يخلد بن يعمر بن عمرو بن الحارث بن يمجد بن يخلد بن حوث، الفقيه صاحب علي وراويته. وولد مالك بن كثير نوفاً وعمراً فمن نسب السفليين إلى مالك بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد قال: ذو سفل بن نوف بن مالك بن كثير. والأعم الأشهر أنه: نوف بن مالك الصامخ. وأولد عمرو بن مالك بن كثير حنشاً بطن بطن يقال إنه الأحنوش التي في بني ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة وأولد السبيع بن السبع عمراً فأولد عمرو سيفاً وعبداً، فأولد سيف زوداً وعمراً ذا كبار بطن. فأولد زود معدي كرب، فأولد معدي كرب مرباً، فأولد مرب زيداً الملك وهو قاتل علقمة بن ذي قيفان ومتسلب مملكته، وكان زيد وآل زيد تحملهم الرجال على الأكف وهم يقولون:

نحن عبيد زيد ... لحمله بالأيدي

نريد بيت زيد ... نحن عبيد زيد

نحمله ببيد ... على ظهور الأيدي

وكان من طباع آل مرب إذا ساروا في طريق فلقوا امرأة ولّوا عنها وضربوا بأيديهم على أعينهم إعظاماً لحق الحريم. ودان له كثير من العرب: من مذحج، وجرم، ونهد، وخولان، ومن سكن عروض اليمامة من ربيعة. وكان علي بني تغلب هناك ملك من ملوك اليمن على عهد زيد، فمات فأتت وجوه بني تغلب زيداً بن مرب فسألوه أن يملك عليهم ملكاً من قومه، والذي قدم عليه جابر بن حيّ بن عدي بن عمرو وأشراف منهم، فملك عليهم رجلاً من السبيع يقال له هانيء وفي رواية أخرى، من آل حذان يقال له هانىء فلما نزلوا في بعض الطريق شرب هانىء ومن معه فسكر فقالوا له: تعقل ناقتك؟ فقال لجابر: كن عقالها حتى تصبح. ثم نام وأخذ جابر بزمامها وقعد، فغلبته عينه فخلى عن زمامها فذهبت، فلما أصبحوا طلبوها فلم يقدروا عليها، فقالوا له: إركب بعض رواحلنا فقال: ما كنت لأجلس في رحل تغلبي، ولكني أركب جابراً، فناشدوه، فأبى أن يركب غيره فشدّوا عليه فقتلوه ورجعوا إلى قومهم، وقال في ذلك جابر:

كلفني قيل ذي همدان ناقته ... وقيل ناقته ما ضلت النوق

فاهرب فلا يمنعنك اليوم غرّته ... فالتغلبيّ بضرب الملك محقوق

لما عرفت الذي قد كان همّ به ... بدرته الحمل، والمسبوق مسبوق

ولم أكن لأخي همدان إذ سردت ... سهماً تغيّب عنه الريش والفوق

فلما بلغ ذلك زيداً استنفر قبائل من همدان وقبائل من مذحج وحمير وغزا بني تغلب، وقد اجتمعت ربيعة ومن يليهم من مضر وعليهم يومئذ ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، أبو كليب ومهلهل فلقيهم زيد بجراد فقاتلهم قتالاً شديداً، فهزمهم وقتل منهم وأسر سبعين رجلاً، فتوسلوا في أسرهم بالحارث الملك الكندي وأمه أم أياس بنت عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان إلى زيد بن مرب، فأوفد إليه فيهم، فأطلقهم وأحسن إليهم. وفي ذلك يقول عمارة الكباري:

ويوم جراد لم ندع لربيعة ... وإخوتها أنفاً به غير أجدعا

بضرب تظل الطير تقفو رشاشه ... على الصخر حتى تنثني عنه ضلعا

ودارت على سبعين من سرواتهم ... رحى الحرب مكتوفاً بها ومدرعا

فأطلقهم زيد رعاية كندة ... وثبتهم بالفضل منه وشيّعا

 

ثم أغار زيد من فوره على شنوءة والحجر بن عمران بن عمر ولحدث قد كانوا أحدثوه عليه، فقتل منهم وأسر أسرى كثيرة، فوفد عليه رجل منهم يقال له المطرب بن مالك بن عنزة بن هداد بن زيد مناة بن الحجر بن عمران بن عمرو طالباً في الأسرى فامتدح زيداً فقال:

إلى حاشد أهديت شعري ومدحتي ... لكي يعلموا أني أروم المعاليا

إلى الملك زيد ذي الفعال وذي الندى ... سما سؤدداً قدماً فبذّ المساميا

فلو شهدتني بالمقيل حليلتي ... وقد أشرعت همدان نحوي العواليا

إذن لرأت يوماً رأينا نجومه ... تألق من قتل يشيب النواصيا

يجاوب زيداً منهم أهل نجدة ... كرام المساعي يتقون المساويا

وأدعو هداداً جاهداً فيجيبني ... صدى الصوت إذ لم أمنع الظعن خاليا

وكان فيمن أسر هداد بن عمرو بن حمّان بن هداد بن زيد مناة بن الحجر بن عمران بن عمرو، فقال في ذلك:

أبلغ فوارس همدان الألى ظفروا ... يوم الحظيرة والرايات تختفق

الجاعلين رماح الخط معقلهم ... والمقدمين إذا ما استطىء العنق

والحاملين رقاق البيض ضاحية ... على الشؤون إذا ما احمّرت الحدق

أضحى لزيد فعال في أرومتنا ... نعماء يعرفها الأملاك والسوق

السالك الخرق بالفرسان معلمة ... إلى الهياج عليها البيض تأتلق

والقائد الخيل منكوباً دوابرها ... يجري عليها نجيع الجوف والعلق

والواهب القينة البيضاء مضحكها ... مثل الأقاح عليها الدرّ متسق

والشارب الصفو والأعناق مائلة ... يوم الخطوب إذا ما يشرب الرنق

وقال هداد أيضاً:

تبدّلت من سلمى وأسباب ودّها ... بلاداً بها الأعداء أعينهم خزر

بلاداً عليّ النوم فيها محرّم ... وأبناؤنا فيها يضيق بها الصدر

أسيراً ودوني من بكيل وحاشد ... عثير رجال لا ينهنهها الزجر

يقودون أولاد الأغرّ كأنها ... نجوم الثريا حولها الأنجم الزهر

إذا ما دعا زيد لروع تعطفت ... عليه بأيديها المثقفة السمر

ويدعو بكيلاً حاشد فيجيبها ... وأدعو ففي الآذان من قومنا وقر

وكانوا قد أصابوا غلماناً قد جمعوا في حظيرة ليعذروهم وهو الختان فأخذوهم، ولذلك قال يوم الحظيرة. وقال هداد:

لا يولعن بك إشفاق على طمع ... إني أرى الحرب لا تبقي ولا تذر

أهدت لنا حاشد يوماً كواكبه ... فيه تكاد على الأكواد تنفطر

شم العرانين أبطال مغاورة ... لا ينكلون إذا ما لفّنا الخور

فأطلق زيد أسراهم وفيهم هداد، ورد عليهم ما أخذ لهم، وحباهم، وضمن لهم الكف عنهم، وضمنوا له الطاعة.

فأولد زيد قيساً وقد ملك، فأولد قيس زيد الأصغر وقد ملك وساد ورأس، وإليه وفد المسيب بن علس ويقال بل أسره فمنّ عليه، فقال فيه كلمته المشهورة وهي:

كلفت بليلي خدي الشبا ... ب وعالجت منها زماناً خبالا

وقد أثبتناها في الكتاب الثاني من الإكليل. وقد يرى كثير من الناس أن هذه القصيدة في جدّه زيد بن مرب، ولم يدرك المسيب زيد بن مرب فأولد زيد قيساً والعاقب، فأولد قيس عبد الرحمن وسعيداً خاصّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام وصاحب أمر همدان بالعراق، وكان أحد فرسان العرب المعدودة وأحد الدهاة الخمسة وهم معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وقيس بن سعد بن عبادة وسعيد بن قيس ومن الأجواد والذبّابين. وروى الهيثم بن عدي عن ابن عياش المرهبي قال: كان سعيد بن قيس جالساً عند علي عليه السلام فلما أن قام قال علي: هذا والله كما قال القائل:

من قوله قوله ومن فعله ... فعل ومن نائله نائل

وذكروا أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري أتى سعيد بن قيس ليسلم عليه وهو غلام حدث، فلما انصرف من عنده أر له بعشرة آلاف درهم فحملت معه، فأخبر أبو بردة أبا موسى بذلك فقال أبو موسى: " يا بني لك قوم ملوك، وهؤلاء ملوكنا " يعني همدان.

 

فأولد سعيد إسماعيل والعاقب، وكان ابنه إسماعيل رئيساً. ولهم باليمن بقية وهم السعيديون ببيت زوج من ظاهر همدان، وقد أولد آل سعيد مقاول حمير. قال في ذلك حارثة بن بدر الغداني من بني تميم:

الله يجزي سعيداً خير نافلة ... عني سعيد بن قيس رب همدانا

أنقذتني من شقا دهماء مظلمة ... لولا شفاعته ألبست أكفانا

قالت تميم عليّ لا نخاطبه ... وقد أبت ذلكم قيس بن عيلانا

فساغ في الحلق ريق كنت أجرضه ... لولاه كنت به ما عشت غصّانا

لكن تداركني محضٌ شمائله ... آباؤه حين ينمي خير قحطانا

نماه قيس وزيد والفتى مرب ... وذو الخبائر من أولاد غيمانا

وذو رعين وشمرٌ وابن ذي يزن ... وعلقم قبلهم أعني ابن قيفانا

وكان سبب مديح حارثة بن بدر لسعيد بن قيس، أن حارثة بن بدر الغداني وكان من وجوه تميم البصرة أفسد في الأرض أيام علي عليه السلام وحارب، فطلبه علي فتخفى، فنذر دمه لمن ظفر به، فكلم الحارثة الحسن بن علي عليه السلام وعبد الله بن جعفر وابن عباس يكلمون له علياً عليه السلام، فسألوه أن يؤمنه فأبى ولم يؤمنه، فأتى سعيداً بن قيس فكلمه، فانطلق إلى علي عليه السلام وخلفه في منزله فقال: يا أمير المؤمنين كيف تقول فيمن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فساداً؟ فقرأ " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله... " الآية. فقال سعيد: أفرأيت من تاب من قبل أن تقدر عليه؟ قال علي: أقول كما قال الله تعالى: " إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم " ونقبل منه قال: فإنه حارثة بن بدر الغداني قد تاب من قبل أن تقدر عليه. فآمنه، وبعث إليه سعيد فأدخله على عليّ عليه السلام، وكتب له كتاباً:

 

بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من عبد الله عليّ أمير المؤمنين لحارثة بن بدر. إنه كان حارب الله ورسوله، فتاب قبل أن يُقدَر عليه فمن لقيه من المسلمين فلا يعرض له إلا بخير، إلا أن يحدث حدثاً فيؤخذ به.

فقال حارثة بن بدر وقد خرج سعيد بن قيس يشيعه عند لحاقه بالبصرة في جماعة من همدان إلى نهر بالقرب من الكوفة:

لقد سروت غداة النهر إذ طلعت ... أشياخ همدان فيها المجد والخير

يقودهم ملك جزل مواهبه ... وارى الزناد طويل الباع مذكور

ولا يلين إذا ما سيم منقصة ... لكن له عندها عصب وتذكير

أغرّ أبلج يستسقى الغمام به ... حباؤه ظاهر في الناس مشهور

وقال حارثة أيضاً:

ألا أبلغن همدان إمّا لقيتها ... سلامي ولا يسلم عدوّ يعيبها

لعمر تميم إن همدان تتقي ... معاداً ويقضي بالكتاب خطيبها

إذا اقتسم الأقوام علماً وسؤدداً ... فخير نصيب عند ذاك نصيبها

وقال حارثة أيضاً:

جلا كربتي عني سعيد وربما ... رجوت ابن عباس لها وابن جعفر

وجدت أخا همدان ألين جانباً ... وأقول بالمعروف في كل محضر

سليل ملوك في الزمان أعزّة ... لهم جوهر يعلو على كل جوهر

سأشكر ما أوليتني ومننته ... عليّ بفضل منك ليس بمنكر

فلما بلغت عبد الله بن جعفر قال: نحن كنا أحقّ بهذا الشعر من همدان. وكانت هالة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف الزهري تحت سعيد بن قيس، وفيه تقول أخت عمرو بن الحصين السكوني وكان قتله سعيد بن قيس يوم صفين دون عليّ :

ألا إنما تبكي العيون التي ترى ... مصيبة عمرو والدموع سجوم

أراد علياً بالتي لا شوى لها ... فأثبته عبل الذراع شتيم

سعيد بن قيس خير همدان واحداً ... له حادث في قومه وقديم

فقل لسعيد والحوادث جمة ... جزتك الجوازي والمليم مليم

وفي سعيد بن قيس وجدّه زيد بن مرب يقول آخر وخاطب ناساً:

لو كنت من يمن في عز أولها ... كنت المهيمن من زود ومن سدد

أو من بني حاشد في حفّ محتدها ... زيد بن ذي مرب الجود والعدد

 

الجابر الكسر محمود نوافله ... من آل همدان نبت العود ذي العمد

والحامل الثقل في اللأوا وقد علموا ... يؤتى البدور إذا ما ضنّ بالصفد

زين الأريكة عيناه ومضحكه ... إذا تبسم فوق الشرجع النضد

ساد الملوك مع الأرباب كلهم ... على ثراء من الأموال والعدد

انقضاء نسب آل مرب.

 

نسب آل ذي كبار وأولد عمرو ذو كبار بن سيف يزيد ومنه انتشرت أبيات الكباريين منهم عمارة بن عبيد بن يزيد بن عمرو ذي كبار الشاعر جاهلي وحشيش بن ولد الشاعر. ودار ذي كبار من بلد همدان أثافت ويسميها كثير من همدان أثافة على قول من يقول تابوت وتابوه ولهم بها عدد وشرف وكرم. وكان أعشى بني قيس بن ثعلبة يزورهم ويتخرّف عندهم، وكان له في أعنابهم معتصر للخمر، ويروون عنه في قصيدته البائية قوله:

أحب أثافت وقت القطا ... ف ووقت عصارة أعنابها

ومنهم فرسان اليمن وشوكتها بنو طريف بن ثابت الكباري، منهم الوقاف والحرون إبراهيم ويوسف ابنا خلف بن طريف، ولما مسهم من ولاء يعفر الحوالي خبر عجيب.

وقال الرئيس الكباري من سكن أثافت وهو عالمهم: أولد عمرو ذو كبار بن سيف يزيد وسيفاً فالعدد في ولد يزيد وسيف قليل النسل وهاجر أكبر الجميع. قال: فأما من يسكن بأثافت من ولد عمرو ذي كبار فبنو قيس بن نمران بن عبد الرحمن بن عبد الله بن شرحبيل بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو ذي كبار. قال: وأولد قيس بن نمران الضحاك وحامداً والأزهر والوليد والعلاء خمسة أبطن بنو قيس بن نمران، ثم تشعبت هذه البطون بطوناً كثيرة، منهم من بقي نسل ومنهم من قد درج نسله. قال: وأما من يسكن باليمن منهم فبنو توبة له مع حوشب بن عمرو بن عبد الله بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو ذي كبار. ويسكن بأفيق بنو عبيد بن ربيعة بن شرحبيل بن عبد الله بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو ذي كبار. ويسكن برعين بطن من ولد نمران بن عبد ارحمن بن عبد الله بن شرحبيل بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو بن ذي كبار. ويسكن بحضور بطن من ولد حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو بن ذي كبار. ويسكن بجبل الأهنوم بطن يقال لهم الأكفال من ولد زيد بن واقد بن عمرو ذي كبار.

وأولد سيف بن عمرو ذي كبار زوداً وأخاً له مات قبل بلوغه قال: وكان زود بن سيف قيلاً، وفي وقت قيالته عدت بنو حرب بن عبد ود بن وادعة على رجلين من ولد السبيع يقال لهما المزيّن والعرار ابنا مرة فلم تجب لهم زود الكبرى وحاسبهم وقدم على زود رجل من ولد عرار يقال له جعفر فقال لزود ولأخيه ابني سيف بن عمرو ذي كبار في كلمة له طويلة:

فلا وأبيكما سيف بن عمرو ... كريم الخيم عمرو ذي كبار

وعمكما يزيد أخو المعالي ... إذا عدّ المكارم للفخار

لئن يترك بنو حرب بن ودّ ... على قتل المزين والعرار

لنبتغين بحرب بيوم عدو ... ترى فيه الكواكب بالنهار

فلا تقعد على ذل لملك ... فإن الذل أكبر كل عار

فملك قبل ملكك قد تولى ... كملك القيل يحمد ذي مقار

ومن الكباريين أبو هارون الحاسب باليمن.

 

بقية بني السبع وأولد عبيد بن عمرو بن السبيع بن السبع سلمان بطن منهم يحمد، ومن البون قوم، ومن السبيع بن السبع أبو إسحاق السبيعي الفقيه وهو عمرو بن عبد الله، وابنه يونس بن أبي إسحاق ففيه أيضاً انقضاء نسب السبع.

 

بنو عمرو بن كثير بن مالك بن جشم وأولد عمرو بن كثير عبيداً وذا رميض، فانضم عبيد بن عمرو بن كثير بن مالك إلى عبيد بن عمرو بن السبيع، وإليهما ينسب وطن العبيدين من دار السبيع.

وهذا نسب الخارف:

 

وأولد عبد الله بن كثير مالكاً وهو الخارف فأولد الخارف أنعم بن الخارف وهو مري، وهمل بن الخارف بكسر الهاء والميم. وهمل بفتحهما من فائش الجبر وأنمار بن الخارف وجشم بن الخارف، وزبير بن الخارف، وزيد بن الخارف، ووبير بن الخارف ويقال: أبير بن الخارف، وعصمان بن الخارف بفتح العين وضم الصاد بطن. وهم الأعصوم. وإليه ينسب وادي عصمان من بلد حاشد وعمرو بن الخارف، وصعب بن الخارف وبدر بن الخارف، وعبد عمرو بن الخارف. اثنا عشر رجلاً.

فأولد عبد عمرو سلمان، فأولد سلمان الحكم فأولد الحكم ثوابة فأولد ثوابة زيداً، فأولد زيد ضماماً وهو وافد بني الخارف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان شريفاً.

فأولد همل بن الخارف مرباً وبشراً فأولد بشر حاطباً وهم الأحطوب يسكنون ظبرة بني حاطب بالبون.

وأولد أنعم بن الخارف عاصماً قتل في حرب همدان وخولان وظالماً وهو ظليمة فأولد عاصم عنساً ومالكاً وأنماراً وملكان بطون كلها فولد أنمار بن عاصم أحمد وكلع بطنان. فالكلعيون يحالّون بني معمر بن الحارث من وادعة.

وأولد زيد بن الخارف مالكاً، فولد مالك زيداً وثابتاً.

وأولد عمرو بن الخارف نطعاً بطن ولوماً بطن.

وأولد صعب بن الخارف شرهاً بطن.

وأولد بدر بن الخارف حقلاً وناحباً وهم الأنحوب.

وأولد زبير بارئاً وأخرف.

وأولد وبير وثيراً ووثير في نهم أيضاً. فأولد وثير حقراً وذيبة وبولان.

وأولد ظليمة بن أنعم جدم وجدام من الصفد وعبساً وناعماً وهم النواعم وضاحكاً وهم الضواحك وقسماً بضم القاف وتسكين السين. وفي مرهبة قسم بفتح السين، زنة قثم.

وأما جشم وأنمار ابنا الخارف فهما في وثن ووثن اسم وطن تقول حمير إنه سمي بوثن بن كرب إل بن نوفان بن يعفر بن سعد بن شرحبيل بن عمرو ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس ووثن أربعة أبيات: أنمار وجشم ابنا الخارف، وبطن من بني أرأد، وبطن من حضور المصانع انقضت بطون الخارف.

وهؤلاء بنو خيوان:

 

يعوق الصنم وأولد زيد بن مالك بن جشم بن حاشد مالكاً وهو خيوان بطن وقابضاً بطن. وغلى خيوان بن زيد دفع عمرو بن لحيّ يعوق الصنم فكان في قرية خيوان.

فولد مالك وهو خيوان قيساً وربيعة وزيداً، منهم ذو رضوان بطن، وبنو كريب بطن. وقد يقول بعض نساب همدان: إن ذا رضوان من الخارف، وليس كذاك. والرضوانيون يتبكلون اليوم لأجل عداوة المعيديين وقرية خيوان بينهم نصفين، ولأجل ما جرّوه بين حاشد وبكيل من الحرب التي كانت بينهم في عصر يعفر ومحمد بن يعفر ولبثت عصراً ثم تداعوا إلى الصلح وحضره وجوه الحيين وحسبوا القتلى حتى بلغ الحساب بها سبعمائة وخمسين وبقي ما يقرب تمام الألف، فقال أبو سهم بن الفرج السلماني: حرم منه ما حلّ إن زدتم عددكم، اجعلوه هدمة، واستحيوا من العرب فيما غدا بكم فيه العقوق وقطع الرحم، وبنو هدد بطن ويقال هم من ناعط ويسكنون بالجند، والقضاة من آل غندر وفي الناس غندر وآل أبي العدل بطن يسكنون بحراز.

ومن أشراف خيوان بن زيد زيد ذو ذيم بن قيس بن مالك بن محمد بن مالك بن رسة بن جبلة بن الفضل بن أشوع بن أيفع بن مرثد بن مالك بن زيد بن مالك بن ثير بن عمرو بن مالك خيوان، ومنهم عبد خير بن يزيد الخيواني الفقيه، وعبد الله بن مرة الخيواني الفقيه، وطاووس اليماني مولى لهم، وأسباط بن نصر الخيواني انقضى نسب خيوان بن زيد بن مالك بن جشم بن حاشد.

 

بنو قابض أخي خيوان وأولد قابض بن زيد عمراً ذا منادم وثوبان وأظمى بطن وهم الأظموء، دخلوا في ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة انقضى نسب قابض.

 

بنو عامر بن مالك

بن جشم بن حاشد

 

وأولد عامر بن مالك بن جشم بن حاشد قيساً بن عامر بطن وهم رهط الأعشى أعشى همدان الشاعر، واسمه عبد الرحمن بن الحارث بن نظام بن جشم بن عمرو بن مالك بن عبد الحق بن زيد بن زيد بن حرب بن قيس بن عامر بن مالك بن جشم بن حاشد. وقد يقول نساب الكوفة: " ابن عبد الجن " ، وهو بن عبد الحق، ولا يزال هذا الإسم في الخيوانيين إلى اليوم، وأما عبد الجن فمن طيء، ومن جرم عمرو بن عبد الجن الجرمي قائد جذيمة ملك الحيرة، وشهر بن عامر بطن منهم آل ذي نعيم وصبارة بطن وصابرة من أرحب أيضاً. وقد يقال في هذا صبار بغير هاء، منهم بقية بخيوان. وآل ذي نعيم اليوم ينتمون إلى الخارف وهماً فيقولون: ذو نعيم بن شهر بن صعب بن الخارف انقضى نسب بني عامر بن مالك بن جشم بن حاشد.

 

بنو ذي بارق بن مالك

بن جشم بن حاشد وأولد جعونة ذوب ارق بن مالك بن جشم بن حاشد مالكاً، فولد مالك الخبذع بطن وهم الخباذعة. منهم القاسم بن الوليد بن سلمة بن خارج بن كريب بن أيفع بن زيد بن المنذر بن مالك بن زيد بن الخبذع بن مالك بن جعونة ذي بارق الفقيه، والفندش بن حيان بن وهب الذي يقول فيه أعشى همدان لابن الأشعث:

أمن ضربة بالسوط لم يدم كلمها ... ضربت بمصقول علاوة فندش

انقضى نسب ذي بارق.

 

بنو دافع بن مالك

بن جشم بن حاشد وولد دافع بن مالك ناشجاً الأوسط وسعداً وأصبى ثلاثة نفر.

فولد سعد عُذَرَ بطن عظيم، وعبساً. فولد عبس الشارق بطن. وولد عذر بن سعد أسنا والنمر ومدركاً ومالكاً، والعدد في أسنا والنمر.

فولد أسنا بلعاً بالعين. وبلعاء بن قيس ممدود من كنانة وسعداً فولد بلع جديلة وشرحاً بضم الشين وتسكين الراء والأنحر وشوما. وأولد سعد المكبش وعصماً وذكراً وحرثاً وزاهراً وهم العصيمات والذكرات والأحراث والأزاهر.

وولد النمر عبد الله وحمّان وحمّان أيضاً في الصدف، ومن الحجر بن عمران وعمراً ومالكاً ومذعوراً وقطيفاً وهم القطافات والمذاعير هؤلاء من يسكن بشعب من المغرب.

وأما من يسكن بمطرة فبنو سلامان بن أسنا وبنو المقصص من ولد مالك بن عبد الله بن النمر. فافترقت بنو سلامان على أحد عشر جداً: بني سلام زنة غراب وبني حفير وبني أسود وبني فيلم وبني طيبة وبني مرة وبني النمر وبني عاصم وبني حديم والأجبال وبني الهذيل. وافترقت بنو المقصص على قيس وبني مالك. وبنو المقصص أثرى من بني سلامان. وسمي المقصص لأنه كان لا يسرح ماله ببراقش والحريق حتى يقص الآثار ممن يطرق البلاد.

وأما بنو مالك بن عذر وبنو مدرك بن عذر فهم بالعراق والشام أكثر. فمن بني مالك بن عذر حمرة وسعد ابنا مالك بن سعد بن حمرة بن مالك وهو أبو شعيرة ابن منبه بن سلمة بن مالك بن عذر، كانا من شهود معاوية يوم الحكمين. وقد صاهر هذا البيت آل الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، كانت بنت المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، كانت بنت المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب تحت سعيد بن حمرة وكانت بنت سعيد تحت المطلب، فدخل سعيد على عبد الملك بن مروان في بعض شأنه فقال: بلغ من أمرك أن تزوج في بني هاشم! فقال له سعيد: ما أصبت لي كفؤاً سواهم، قال عبد الملك: أفما كان لك في بني أمية كفؤ! قال: أما في بني الحكم فلا. فأمر به فوجئت عنقه، فانصرف إلى الأردن فقال لأهلها: يا هؤلاء، ألا تخبروني عن طاعتكم مدخولة هي؟ قالوا: لا. قال: فمن جزاء الطاعة أن تشتم أعراضكم ويستخفّ بكم؟ فبلغ ذلك عبد الملك فأرسل إليه يستزيره، فلما قدم عليه ولاه الأردن، وأمر له بمائة ألف درهم وقال له: أذهب ما في نفسك؟ قال: لا. قال ابن عياش المرهبي: فلم يزل عبد الملك مكرماً له، وزوّجه امرأة من بني أمية. ولم يزل آل عبد الملك يكرمونه بعد عبد الملك. وقال الهيثم بن عدي: ورأيت شيخاً من وفد الأردن الذين قدموا على المهدي، فسألته عن نسبه فانتسب إلى سعيد بن حمرة، فسألته عن هذا الحديث فقال: الأموية والله جدتي. وكان مهاجر سعيد بن حمرة إلى الشام في ثلاثمائة أهل بيت من مواليه سوى أسرته. وولاه معاوية شرطته، ثم ولاه الشرطة يزيد، ثم ولاها عبد الله بن عامر الوادعي.

 

وأولد مالك بن عذر سلمة وحبلاً وصعباً وسهماً وحديراً. وولد مدرك بن عذر سلامان وسناناً بطون كلها. ومن أشراف عذر وفرسانها وشعرائها في الجاهلية بدّاء ابن سلمان وهو القائل:

صبحنا الجمع جمع بني حماس ... بجنب رماحه كأس القرام

فأجلوا عن كرائمهم جميعاً ... وخلوها لفرسان كرام

حلائل ما تحل لنا بمهر ... سوى الغارات أو ضرب السهام

ومن فرسانهم وشعرائهم في الجاهلية عبد الله بن حبل أخو بني سلامان وهو القائل:

ألا أبلغ بني سليم ... وعامر والقبائل من كلاب

مغلغلة فكيف وجدتمونا ... غداة السفح من كنفي مذاب

عشار في مراتعها وعوذ صفايا ما تدر على عصاب

يراها الجاهلون لهم نهابا ... وموت واقع دون النهاب

ومن عظماء عذر في الجاهلية أبو شعيرة ويسمى غنيمة عذر. وكان شهد بعض أيام عذر فأبلى وقطعت يده فراحت به عذر وهي تقول: غنمنا أبا شغيرة، لم نغنم غيره.

ومن دهاة عذر وزهادها البراء بن وفيد، وهو الذي نقم على معاوية منعه للفرات أصحاب علي عليه السلام لما سبق عليه بصفين وكان من أصحاب معاوية وكان صديقاً لعمرو بن العاص، فلما قدم علي عليه السلام يوم صفين وجد معاوية قد نزل على الماء فمنعهم، فقام البراء بن وفيد إلى معاوية فقال: سبحان الله العظيم حين سبقتموهم إلى الفرات تمنعونهم الماء! وإن فيهم العبد والأمة والأجير ومن لا ذنب له، هذا والله أول الجور. لقد بصّرت المرتاب، وشجعت الجبان، وحملت من لا يريد قتالك على كتفيك. فقال معاوية لعمرو بن العاص: أكفني صديقك الهمداني لا يفسد عليّ عسكري. فقام إليه عمرو فأغلظ له، فأنشأ يقول:

لعمر أب معاوية بن حرب ... وعمرو ما لأيهما وفاء

سوى طعن يحار القيل فيه ... وضرب حين تبتاع الدماء

فلست بتابع دين ابن هند ... طوال الدهر ما أرسى حراء

فقد ذهب العتاب فلا عتاب ... وقد ذهب الولاء فلا ولاء

وقولي في حوادث كل أمر ... على عمرو وصاحبه العفاء

ألا لله درّك يا ابن هند ... لقد ذهب الحياء فلا حياء

أتحمون الفرات على رجال ... وفي أيديهم الأسل الظماء

وفي الأعناق أسياف حداد ... كأن القوم عندكم نساء

أترجو أن يجاوركم علي ... بلا ماء وللأحزاب ماء

دعاهم دعوة فأتت رجال ... كجرب الإبل خالطها الهناء

فكيف رأيت إذ نادى أخال ... له مرعاه والماء الرواء

ثم وطىء لما جنّه الليل في متن فرسه، فلحق بعلي فقاتل معه حتى قتل رحمه الله انقضى نسب عذر.

 

نسب المعيديين وأولد أصبى بن دافع ياماً والحارث وعينيلا بطناً دخل في عنس مذحج وعيينيلاً درج.

وقد يرى بعض نساب همدان أن أصبى أولد مع هؤلاء سعداً أبا عذر، وأن سعداً ليس بابن ناشج، والقول ما قلنا.

فولد الحارث بن أصبى مرثد بن الحارث، فأولد مرثد عمراً، فأولد عمرو مرة، فأولد مرة يريم، فأولد يريم أحمد، فأولد أحمد يريم فأولد يريم حمرة وأبا حجر وأبا عشن وصاماً، فأما صام فهم بطن بالخشب، وأما أبو عشن وكان سيد حاشد في عصره، وهو الذي غزا بيشة بعطان واستنفر وادعة وقبائل من حاشد فنفروا، وسانده في ذلك الجيش الأجدع بن مالك المعمري. وكان أبو حجر يدعى في الجاهلية مطعم الحاج وكان قبله من بني خيوان بن زيد زادالراكب. وكان عبد الله بن أبي حجر فارساً مطلاعاً، وشهد صفين، وهو القائل:

نصرنا أمير المؤمنين حمية ... وديناً وأوطاناً رقاب المعاشر

ضربنا قريشاً بالسيوف وغيرها ... فأدرك منها كل وتر لثائر

 

فأولد حمرة أبا معيد، ونفر عن اليمن فكان مع علي عليه السلام، فلما صير راية همدان إلى سعيد بن قيس غضب وبات يكدم واسط كوره حتى أفناه ثم لحق بمعاوية وكان عنده وجيهاً، وقدم إلى اليمن فلزم بلد الأهنوم والمغرب حتى قدم بسر بن أرطأة من قبل معاوية فكان له رجلاً ويداً في بلد همدان، فنال من شيعة علي عليه السلام في بلد همدان وصنعاء فأقوى، وضرب من الأبناء على باب المصرع اثنتين وسبعين رقبة فسمي الموضع المصرع، وارتدت الأبناء عن التشيع من يومئذ إلى اليوم.

فأولد أبو معيد واسمه أحمد قيساً، وقد ولي قيس وأبو معيد بعض عمل المعافر، فأولد قيس سعيداً، فأولد سعيد العباس، فأولد العباس الضحاك ورزاماً وسعيداً الحوالي وهم الذين قاموا لحرب بكيل وقتل رزام بابن أبي عيينة العبدي سيد أرحب. فأولد الضحاك محمداً وقد رأس، وقتله ابن مسعود غلام أبي يعفر بأمره غيلة، فغضبت فيه همدان وقامت فيه حاشد وبكيل مع الدعام بن إبراهيم بن عبد الله بن يأس العبدي سيد بكيل فأزال مملكة آل يعفر. فأولد محمد بن الضحاك أحمد أبا جعفر سيد همدان في عصرنا وصاحب الوقائع والأيام، وهو الذي يمدحه الهمداني ويقيد أيامه، وهو منه خلّ وصاحب، وشهد مائة وقعة وستاً، كان أكثرها بين حزبه وبين يحيى بن الحسين العلوي، وأسر ابنه محمد بن يحيى يوم إتوة، ثم صافاه ابنا يحيى: محمد المرتضى وأحمد الناصر، وكان لهما نعم الصاحب والوزير على أمورهما، ثم باعده القاسم بن الناصر فجرى بينهما ما ينطق به شعر الهمداني، ودخل صعدة ثلاث مرات فأخربها، ودخل صنعاء كرتين فأحسن فيهما، وقال للناصر يوماً وقد أغلظ له في سبب رجل قتل في حده صنعاني: " كأنك أردت أن ترضي هؤلاء المتجرة والدلمة بي، أنا نعم الصديق إذا صادقت، ونعم العدو إذا عاديت " . فندم الناصر واعتذر إليه. وحضه يوماً على صلح بني ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة وبأمره وقع الشر بين ابن الضحاك وبينهم فكره وقال: إذا كان لي عدو مخالط أخرجته مني، فإن لم أقدر عليه خرجت عنه، ومتى أغضبت فزعت إلى قائ سيفي ولم أحاكم. قال له: أنت إذا غضبت لم ترض، وأنا أغضب في النهار كذا وكذا وأرضى مثلها. قال: فمصيبة أعزك الله. ما يؤمن رعيتك في بعض غضباتك أن يهلك منها الخير وينطف منها البريء. وكان مظفراً له راية. وقتل أبوه وهو ابن سبع سنين فراعي ثأره في آل يعفر سبعاً وخمسين سنة، ثم قتل منهم خمسة بخديعة. وأخباره كثيرة. وهذا البيت من المعيديين لا يرون لهم كفؤاً من حاشد، وقد طمع محمد بن يحيى بن الحسين بالصهر إليهم فأعجزه ذلك.

أولد محمد بن الضحاك مع أحمد إبراهيم أبا حاشد، وكلاهما قد أعقب انقضاء نسب المعيديين. يتلوه: نسب يأم أولد يأم بن أصبى جشم ومذكراً، فولد جشم دؤلاً ويخفف فيقال الدول وصعباً. فولد دؤل سلمة، فولد سلمة ذهلاً والنمر، وسلمة بن سلمة، فمن بني ذهل الحكم بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد كريم بن جحدب بن ذهل بن الحارث بن ذهل كان من فرسان الجماجم، وزبيد بن الحارث بن عبد كريم الفقيه، وطلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب بن جحدب بن معاوية بن سعد بن الحارث بن ذهل الفقيه وكان من أئمة القراءة، وعبد العزّى بن سبع بن النمر بن ذهل الشاعر جاهلي، وابنه مدرك بن عبد العزّى شاعر أيضاً وهو القائل:

وأنّى لكم أن تبلغوا مجد يأمنا ... وأرحب حتى ينفد الترب ناقله

فهم أصل همدان الوثيق وفرعها ... قديماً وأعلى هضبها وأطاوله

 

ومن يام العقار بن سليل بن ذهل بن مالك بن الحارث بن سليل بن ذهل بن مالك بن الحارث بن ذهل بن سلمة بن دؤل بن جشم بن يأم قاتل مشجعة الجعفي، وكان سبب ذلك أن بلاد يأم أجدبت فنجع العقار إلى بلاد جعف، وكان بين يأم وجعف ولث وصلة، فكانت إذا أجدبت رعت بلد يأم، وإذا أجدبت يأم رعت بلاد جعف، فلما نزل العقار بلاد جعف حال مشجعة بن المجمّع بن مالك بن كعب بن عوف بن حزيم بن جعفي بن سعد بينه وبين الرعي، فقال له العقّار: فأين العهد فيما بيننا؟ قال له مشجعة: لجفنة من حيس بارد أحب إليّ من عهد يأم.. فقال له: ألا جعلته سخناً! ثم انطلق إلى امرأة رجل من جعفي كانت تبيع الخمر، وكان يقال لزوجها ذيبان بن بادية وكان له عندها فرس مرهون على أربعة أبعرة، فضمن أن يبعث إليها بالأبعرة وسألها أن تعطيه الفرس، ففعلت، فأخذ الفرس فركبه، وقد كان بعث بماله مع خدمه، ثم أتى مشجعة ومعه حربة فطعنه بها فأخرجها من بين كتفيه فقتله، فتبادرت إليه جعفي فسبقهم ركضاً، فقال في ذلك العقّار:

لم يبق من خبر الجعفيّ باقية ... إلا الأمائر والأقطاع والدرس

ردّي إليك جمال الحي فاحتملوا ... فإنهم من نفوس القوم قد يئسوا

لما رأونا نمشي في ديارهم ... كما تمشي الجمال الجلة الشمس

مثل الليوث عدت يوماً لمعترك ... عند اللقاء وتقصيد القنا حرس

لا يسمع الصوت منا غير غمغمة ... بالبيض تضرب هاماً فوقها القنس

أما حليلة ذيبان فقد كرمت ... في الفعل منها فلم تدنس كما دنسوا

جادت بما سئلت لما رأت جزعى ... من فوق أعيط في لحظاته شوس

منحت مشجعة الجعفي مرهفة ... كأنها حين جازت صدره قبس

ظلت كرائم جعفي تطيف بها ... هيهات من طالبيه ذاك ما التمسوا

وقال أيضاً:

نحن بنو يأم ونحن الدفعهْ ... سائل بنا مقاعساً وصعصهْ

وسيد الحي الرئيس مشجعه ... منحته ذات غرار مردعهْ

جادت له منية مفجّعة

وقد يدعي بنو نهد قتل مشجعة، والخبر ما ذكرنا. وإنما سمي العقّار لأنه شهد وقعة كانت لهمدان وبعض أعدائهم، فحلف ألا يقتل في ذلك اليوم أحداً، فجعل كلما لقي فارساً ضربه ضربة خفيفة حتى عقر نحواً من ثلاثين فارساً، فسمي في ذلك اليوم العقّار.

وأولد مذكر بن يأم هبرة ومواجد وهم الأحلاف وألغز زنة أحمر فتحالفا على ألغز. فولد مواجد الأسلوم وبغيضه وجحدباً ورفدة، منهم عبيدة بن الأجدع من بني سلمان بن حبيب بن مواجد الفقيه، وحبيب بن مواجد ممن شهد حرب خولان، والوزّاع بن معاوية بن مالك بن أحزم بن هبيرة بن مذكر الشاعر. ومنهم الحارث بن موزع كان شريفاً. ومن يأم بيت يقال لهم آل ذي حاجة، وبنو مقاحف بطن في جنب. ومن يأم سمير الفرسان وهو مختلس خباشة عمرو بن معدي كرب، وذلك أن عمرو بن معدي كرب لما غزا خولان فدخل الحقل وفض حصن غنم وجل الأموال واجتاح الضنين، قدم تلك الغنائم مع عميه سعد وشهاب، فعرض لهما سمير في جمع من يأم فقتلهما وعدة معهما من بني زبيد وأخذ ما كان في أيديهما، فبعث عمرو إلى سمير يتوعده، فقال سمير في ذلك:

أيرسل عمرو بالوعيد سفاهة ... إليّ بظهر الغيب قولاً مرجّماً

ليسمع أقواماً ما ليس مقدماً ... عليه وقد رام اللقاء فأحجما

فإن شئت أن تلقى سميراً فلاقه ... وعجّل ولا تجعله منك تهمما

فسوف تلاقيه كمياً مدججاً ... حميماً إذا ما همّ بالأمر صمّما

فإن تلقني أصبحك موتاً معجلاً ... كفعلي بعميك اللذين تقدما

فسوف أريك الموت يا عمرو جهرة ... فتنظر يوماً ذا صواعق مظلما

ومن يأم أيضاً أبو جسيس الجواد، وهو القائل لبعض بني عمه في شيء كان بينهم:

قل لهذين كلا زادكما ... ودعاني وأغلا حيث أغل

رب زاد قد أكلنا طيب ... بعده الشهد بألبان الإبل

ثم لم يشهده مثل لكما ... لا ولا كان لدي الزاد علل

 

إنما الزاد لمن يبذله ... فإذا ما نلت خيراً فأنل

إنما حظك منه ذكره ... لا تقولن عسى لا ولعل

ومن شعراء يأم عاصم بن الأسفع، والشرقي بن عمرو.

وكانت يأم تدعي في الجاهلية قتلة جبانها وفي الإسلام يأم القرى. وكان فيهم جبان في الجاهلية يقال له أنيب، فحلفوا ألا يولد له ولد فيهم أبداً، وحلفوا على قتله. فقال لهم رجل منهم: ويحكم، أخصوه ولا تقتلوه، فإنه لا يولد له إذا كان خصياً، فلا تحنثون في أيمانكم. فشاع ذلك في همدان، فكرهت أن تذهب يأم بهذا الذكر دونهم، فقالوا لهم: خذوا من كل قبيلة سهماً فارموه بجميع السهام، وإلا حلنا بينكم وبينه. فأجابوهم إلى ذلك، فبعث إليهم من كل قبيلة بسهم، ثم صيروه هدفاً وجعلوا يرمونه ويقولون:

لله سهم ما نبا عن أنيب ... حتى يوارى نصله في منشب

ومر فتى من أهل الكوفة بالحجّاج وهو يعرض الجند، فأعجبه فقال: ممن أنت يا فتى؟ قال: أنا من قوم لم يكن فيهم جبان. قال الحجاج: أنت إذن من يأم. قال: أنا منهم انقضى نسب يأم.

 

نسب وادعة وأولد نشاج بن دافع عامراً وسابقة الكبرى، فولد عامر عمراً، فولد عمرو وادعة. وكانت وادعة تسمى في الجاهلية عصارة المسك وتسمى مرهبة الدعام مرهبة الدوسر وتفسير الدوسر: أن الجيش إذا بلغ اثني عشر ألفاً سمي الدوسر، فإذا قاد الرجل هذا المقدار سمي قائد الدوسر. وقال بعضهم إذا بلغ فيه ألف فارس سمي الدوسر، والأول أعم، وتسمى أرحب أرحب الكرام وأحلاس الخيل، ثم جرى على همدان كلها فقيل همدان أحلاس الخيل. وتقول العرب: لا يتفرس إنسان بعد أربعين سنة فيفرس إلا أن يكون همدانياً، لجبلتهم على الفروسة. وكذلك رأيناه. وتسمى دالان فتيان الصباح وشاكر شاكر القرى وشاكر الجوار قال الراجز:

حياكم الله وحيا شاكراً ... قوما يغدّون الدخيل باكرا

ويؤثرون الضيف والمجاورا

آل معمر بن الحارث الوادعي فولد وادعة عبد ود بن وادعة وناشج بن وادعة. فولد عبد ودّ بن وادعة سعد بن عبد ود بن وادعة وحرب بن عبد ود وربيعة بن عبد ود وأمهم أم عشب ابنة عدي بن ثعلبة بن كنانة بن بارق وهو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء، وهذه الولادة هي التي جرّت غباة وادعة إلى قولهم: نحن من الأزد من ولد عمرو بن عامر ماء السماء فولد سعد بن عبد ود الحارث بن سعد، فولد الحارث بن سعد معمر بن الحارث بضم الميم الأولى وكسر الميم الأخرى، وليس هذا الإسم إلا في همدان. وفي العرب معمر بفتح الميم ومرّ بن الحارث وعمرو بن الحارث وعلة زنة عمرو بن الحارث بطن، وهم العلهيون، حلال شاكر بجدرة وحرب بن الحارث وأمهم من بني كاهل بن عذرة.

فولد حرب بن الحارث قسراً بطناً، منهم عمرو بن الحارث بن عبد عمرو بن عبد يغوث بن قسر أخذ الراية يوم صفين. وولد معمر بن الحارث حريم بن معمر وسلمان بن معمر ومطرف بن معمر والعريف بن معمر وسعد بن معمر خمسة نفر. فمن بني سلمان بن معمر الأجدع بن مالك بن أمية بن جعفر بن سلمان بن معمر فارس همدان وشاعرها في عصره، وكانت تحته كبشة بنت معدي كرب الزبيدي ولها يقول الأجدع:

ألا أبلغ فتاة بني زبيد ... كبيشة والحديث له نماء

مغلغلة وجهر القول مما ... يوكل في الخطوب له البلاء

ولها يقول صهره عمرو بن معدي كرب فيما فعل به بنو الأصيد من سفيان بن أرحب:

لعمرك لولا أجدع الخير فاعلمي ... لقدت إلى همدان جيشاً عرمرماً

لقدت إلى همدان ألف طمرّة ... وألف طمر من كميت وأدهما

ووفد الأجدع على عمر فسماه عبد الرحمن وقال: الأجدع شيطان وابنه مسروق بن الأجدع الفقيه وكان شريفاً، ومحمد بن المنتشر بن الأجدع كان من أشراف أهل الكوفة ويكنى أبا القاسم، وهو القائل لإبراهيم بن مالك الأشتر النخعيّ:

إذا أنت لم تكرم سراة عشيرتي ... فما للذي بيني وبينك واصل

تراني مع العادي عليك إذا عدا ... بلا منة إن لم تغلني الغوائل

كأنك يوم الراسبيّ نعامة ... شآها مع الرأل النعام الجوافل

شآها: سبقها. ويروى نساها، نسا في نُسي في لغة من يقول غزا ورمى. ويروى نساها وهي أصوب الروايتين أي زجّاها ودفعها، قال الشاعر:

 

فما أم خشف بالصلابة شادن ... تنسّىء في برد الظلال، غزالها

عطفنا عليك الخيل تعطف بعد ما ... ظننت نرين أن أمك هابل

وأخوه المغيرة كان شاعراً.

هذا نسب بني معمر آل الأجدع، والنساب يقولون: هو الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مرّ بن سلمان بن معمر، وبنو معمر أبصر بنفوسهم. ومنهم هانيء بن أبي حية بن علقمة بن سلمان بن مالك بن معاوية بن سعد بن معمر، والمديوب وهو كبير بن أبي حية الشاعر، وحشيش بن الوازع بن عبد الله بن مر بن سلمان، ومنهم عبد الله بن عامر. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان مع علي عليه السلام بصفين، ومنهم أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل الفقيه وكان أحد الفرسان.

فولد حريم بن معمر ربيعة بن حريم، فولد ربيعة بن حريم النضر بن ربيعة والنضريون أشراف بني معمر وسعيد بن ربيعة ويعرف بأبي العريف ومالك بن ربيعة وعبد الله بن ربيعة، فولد النضر بن ربيعة عليّ بن النضر وكثير بن النضر بطن، فولد علي بن النضر عبد الأمين بن علي والحسن بن علي. وولد سعيد أبو العريف عبد الرحمن بن سعيد وقيس بن سعيد والحارث بن سعيد ويزيد بن سعيد فدرج يزيد. فولد عبد الرحمن عمراً، فولد عمرو يزيداً، فولد يزيد عبد الله، فولد عبد الله أيوباً، فولد أيوب محمداً وأبا سلمان. وولد مالك بن ربيعة الوضاح بن مالك وسعيد بن مالك والنضر بن مالك وموزع بن مالك. وولد عبد الله بن ربيعة شريح بن عبد الله ويزيد بن عبد الله ويزيد بن عبد الله وسعيد بن عبد الله وصفوان بن عبد الله. وولد مطرف بن معمر يزيد بن مطرف وعبد الله بن مطرف وهو المعروف بأبي كبشة ومالك بن مطرف فولد مالك بن مطرف علقمة بطن. وهم العلاقم، يسكنون بصبر من بلد خولان بصعدة ولهم نجدة ودين وأمانة. وأولد العريف بن معمر هانىء بن العريف وعمرو بن العريف وعبد الله بن العريف، فهؤلاء بنو معمر بن الحارث.

ربيعة بن عبد ود بن وادعة وأولد ربيعة بن عبد ود بن وادعة عمراً ومالكاً. فولد مالك الحارث وأمه البيضاء من حمير. والحارث بن مالك ممن شهد حرب خولان، وقتل فيها هو وعمه وأبوه يوم الضرك. فولد مالك بن الحارث عتبان وعمراً وزيداً، فولد عمرو بن مالك بن الحارث مرّاً وأمية ومعاوية وربيعة بطون. فالمريون حلال للحناجر والعلهيين بجدرة. وولد عتبان الأقمر وعبد الله. وغلب على بني مالك بن ربيعة بن عبد ود اسم بني البيضاء. وأولد مر بن الحارث بن سعد عمرو بن مر وهو الدهر سمي به لطول عمره، وهرثمة بن مر بطن وهم الهراثم، والمنذر بن مر وعبد الله بن مر. فولد عبد الله بن مر يربوعاً وأبا ثبيتة. فأولد أبو ثبيتة الأزمع، فأولد الأزمع حارثاً وشدّاداً وكانا شريفين. وولد الدهر الغطريف بن الدهر وروقاً فمن بني روق المعان بن روق الشاعر إسلامي، وهو القائل:

ومد من رحل العطاط وردنه ... وقد النجوم على المغارب دفّع

أدلى غلامي دلوه يبغي بها ... وشلا لينشح قلب صاد يهلع

فأتت بنسج العنكبوت كأنه ... ثوب المقام على العصي مشرّع

فلوى الرشاء وطرت فوق شمّلة ... وجناء دانية المراح تلذع

والمنقش بن الدهر وكان من فرسان همدان وحماتها وفيه يقول المعان بن روق:

والمنقش بن الدهر من فرساننا ... وابن العريف ومالك والأجدع

ردّوا الأوارك من مراد بعدما ... بطنوا بها بطن المحورة تسرع

ردوا هواديها على أعقابها ... عكراً يضيق بها المسيل الأجرع

يدعى جوف مراد جوف المحورة.

 

وولد المنذر بن مر حجراً، فأولد حجر الدهر بن حجر، فأولد الدهر بن حجر أبا حمضة بن الدهر، فأولد أبو حمضة المنذر، فأولد المنذر أبا حمضة، فأولد أبو حمضة المنذر بن أبي حمضة وهو الذي فرق بين العتاق من الخيل والبراذين. وكان خبر ذلك أنه كان عاملاً لأبي عبيدة بن الجراح على بعض ثغور الروم فتبع قوماً من العدو وأغاروا في عمله فلحقهم في أصحاب العتاق وعجزت البراذين، وظفر بالعدو وغنم. فلما قسم الفيء في أصحابه، أعطى صاحب الفرس العتيق سهمين وصاحب البرذون سهماً، وكتب إلى أبي عبيدة يعلمه بما صنع. فكتب أبو عبيدة بصنيعه إلى عمر، فلما قرأ عمر كتابه قال: لله در الهمداني، لقد أذكرت به أمه. أجروها سنّة. فهي إلى اليوم سنّة جارية. وحدثني الحسن بن حويت المعمري عن خاله بن ظهير المعمري وكان علامة همدان عن أسلافه أن المنذر بن أبي حمضة الأكبر قال: يا معشر همدان يستخير الرجل منكم الفحل لحجره ولا يستخيره لكريمته! وكان له ابنتان فزوج واحدة بمالك بن أمية فأتت بالأجدع بن مالك وزوج الأخرى من ثمامة، فتزوج الحارث بن ثمامة ابنة الأجدع وقتل يوم الرزم، وفيه يقول الأجدع:

اسألتني بركائب ورحالها ... ونسيت قتل فوارس الأرباع

وبنو الحصين أما أتاك نعيهم ... أهل اللواء وسادة المرباع

حضروا المواسم فانتزعنا مجدهم ... منا بأمر حسادة ورباع

تلك الرزية، لا ركائب غودرت ... برحالها مشدودة الأنساع

والحارث بن يزيد ويحك أعولي ... محضاً شمائله رحيب الباع

فلو أنني فديته لفديته ... بأناملي ولجنّة أضلاعي

لدفعت عنه في اللقاء وفاته ... دفعي، وكل منية بدفاع

وولد المنقش بن الدهر محمداً، وولد هرثمة بن مرّ قيس بن هرثمة ومرزوق بن هرثمة والحكم بن هرثمة ويقال الحكم من اليقشب بن الحارث أربعة أبطن وهم الهراثم انقضاء نسب سعد بن عبد ود.

وأولد حرب بن عبد ود وادعة مالك بن حرب والحارث بن حرب، فولد الحارث بن حرب عبد بن الحارث بطن. وهم بنو عبد وادعة، وهم أنجد وادعة على قلة من عددهم ويقشب بن الحارث بطن. وهم القشب ونوسان بن الحارث بطن. وطنهم أرض نوسان من أرض الخشب وأم الجميع من حمير. فولد عبد بن الحارث كامل بن عبد ومانع بن عبد والحارث بن عبد وعريب بن عبد. وولد مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة صريم بن مالك بطن. وهم رأس الديوان من حاشد، وفيهم الفرسان والنجدة وربيعة بن مالك بطن. ثرا. فولد صريم بن مالك مرّ بن صريم والأجدع بن صريم وبدّاء بن صريم. فولد الأجدع بن صريم قيس بن الأجدع وعبد الرحمن بن الأجدع وربيعة ومعاوية وعبد الله وصريم الأصغر. فأولد صريم الأصغر عبد الله وأبا الزاهرية والحارث. والحارث القائل لعمرو بن معدي كرب:

سل الناس هل هزّت فوارسنا الوغى ... عشية أوطأنا فوارسنا عمرا

على حنق والخيل من كل جانب ... عوابس بالفتيان تقحمها زجرا

هجرنا لبون الحرب للطالب القرى ... لنبلي فيمن كان يحبطنا عذرا

وكنا إذا ما استمطر الناس رعدنا ... فأمطر بيضاً والمثقفة السمرا

حمينا بها جاراً ونلنا طوائلاً ... ونلنا بها داراً وحزناً بها وفرا

نجود بها في كل يوم كريهة ... لأعدائنا حتى يدينوا لنا قسرا

ليحمد محمود ويهلك هالك ... وفاء بعهد لا مكذّبة غدرا

هنالك ما ننفك نقتل تارة ... ونلحق أقواماً فنأسرهم أسراً

فقد تركت أيامنا وسيوفنا ... وأرماحاً للذاكرين لنا ذكرا

انقضت بنو صريم.

 

وولد ربيعة بن مالك بن حرب مالك بن ربيعة وعبيد بن ربيعة، فولد مالك بن ربيعة عمرو بن مالك وقلم بن مالك وكريب بن مالك والأعسر بن مالك، وأولد عبيد بن ربيعة شرحبيل بن عبيد وعبد العزيز بن عبيد، فولد عبد العزيز بن عبيد يزيد بن عبد العزيز وشداد بن عبد العزيز. وولد شرحبيل بن عبيد توبة بن شرحبيل وعبيد بن شرحبيل وهو الذي يعرف بكيسان، فولد توبة بن شرحبيل جهضم بن توبة والقاسم بن توبة ومعمر بن توبة وبشر بن توبة وعبادة بن توبة والأرقم بن توبة، وهم بالشرف مع عوق بن الجابر انقضاء نسب عبد ود بن وادعة.

وولد ناشج بن وادعة مالك بن ناشج وأنمار بن ناشج ويقال فيه نمار، والأشهر أنمار وحبيش بن ناشج وقال سليمان بن الغطريف الحنجوري: هو حشيش. وقال محمد بن أيوب المعمري: حشيش من ولد كعب بن أنمار. فولد حبيش بن ناشج عبد الله بن حبيش ومعاوية بن حبيش وعمرو بن حنيش وعريب بن حنيش وسعد بن حنيش والأفوه بن حنيش ويام بن حنيش. فولد عبد الله بن حنيش دالان بن عبد الله وعامر بن عبد الله وهم حنجور. بطن وهم الحناجر من أشد همدان بأساً وأعظمه أمانة ويعيش بن عبد الله وسابقة الأصغر بن عبد الله بطن وقد يهم بعض النساب فيقول: دالان بن سابقة بن ناشج بن وادعة. فولد عامر وهو حنجور بن عبد الله جرير بن عامر وعمير بن عامر. وولد أنمار بن ناشج كعب بن أنمار ومالك بن أنمار وحيف بن أنمار وهو ممن شهد حرب خولان، وكان سيد وادعة يومئذ، قتل في تلك الحرب. فولد كعب بن أنمار عبيداً ومصاصاً وصبرة وعبسة وحشيشاً ومغيرة وعمراً ومسعوداً بطون. وأولد حيف جريراً. وولد دالان بن عبد الله خريماً ورؤاساً وحجرية ومالكاً وحجرياً. فولد رؤاس عُراراً بضم العين. فمن آل عرار عمار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عُرار، شهد المشاهد مع علي وقتل مع ابنه الحسين عليهما السلام. وعبد الله بن عُرار وأخوه الأصمّ فارسا همدان، وفيهما يقول فروة بن مسيك:

والله لولا معمر وسلمان ... وابنا عُرار ووفيا همدان

والجون بن كعب بن عبد الله كان فارساً. ومنهم مالك بن حريم بن مالك بن حريم بن دالان شاعر همدان وفارسها وصاحب مغازيها وهو مفزع الخيل، وأحد وصّافي العرب للخيل، ويعد من فحول الشعراء، وله أخبار جمة ومناقب برزة، وكان يفي بعسى كما يفي بنعم. وقد تقدم خبره في هذا الكتاب، وهو القائل:

إذا سألتك نفسك أن ترانا ... بملك الجوف فاغترب النجادا

ترانا بالقرار بغير شك ... نقوّدها مسوّمة جيادا

علينا كل فضفاض دلاص ... وأسياف ورثناهن عادا

سنحمي الجوف ما دامت معين ... بأسفله مقابلة عُرادا

ونلحق من يزاحممنا عليه ... بأعراض اليمامة أو جُرادا

نبيت مع الثعالب حيث باتت ... ونجعل صمغ عرفطهن زادا

 

وأولد مالك بن دالان وداً وقيساً، فبنو ود أشراف بني مالك، منهم معمر بن أبي معمر يزيد بن معمر بن محمد بن عبد الله بن شعثم بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عمرو بن عميرة بن محمد المشرك بن عبد الله بن ثمامة بن ود بن مالك بن دالان الذي روينا عنه أخبار النضال وغيرها في كتاب اليعسوب وهو من أشراف همدان. ولمحمد المشرك بن عبد الله ولأولاده أخبار قد ذكرناها في كتاب اليعسوب. وبنو دالان أحلاف لبني عيان من أرحب وهم حلال لهم بالجوف منذ كانوا، حتى ظنهم بعض النساب من أرحب فنسبهم فيهم. وولد مالك بن ناشج قحفان وعكنا وسلمة وهيلا وبرمة. وولد سعد بن حبيش صعباً وعصراً وهبيرة ومخاشناً. فولد عصر حنكاً بطن وعتيكاً درج. وولد صعب بن سعد عريباً وثعلبة وحودان وزمعة ويامّة وهو يام، وولد عريب بن حبيش فركاً وهو أفرك ومضرحياً وهو عبد الله وأسراً وهو يُسير وشرحاً والمساور. فولد أفرك بن عريب صابحة ومهرى. وولد عمرو بن حبيش مالكاً فولد مالك صعب الأصغر. وولد معاوية بن حبيش مالكاً وحارثاً وسيراً وقيساً. وولد الأفوه بن حبيش زياداً وعبد الله وعمراً وحياساً والأشرس وكاهلاً والأقمر والضخم ومقسماً ومعجباً وعدس. وولد يام بن حبيش حبيشاً الأصغر وعمراً وعبد الله. وولد الأقمر بن الأفوه مالكاً، فولد مالك الأقمر، فولد الأقمر عليّ بن الأقمر الفقيه انقضاء نسب وادعة، وانقضى بانقضائه نسب دافع بن مالك بن جشم بن حاشد.

وولد ناشج الأكبر بن مالك نهمان بطن دخلوا في وادعة، منهم بنو جرادة في المسهلة من الشكاك انقضى نسب بن مالك جشم بن حاشد.

 

معدي كرب بن جشم بن حاشد وولد معدي كرب بن جشم بن حاشد شعباً بطن كانوا بالمغرب قبل عذر ثم نجعت عذر من براقش فحل المقصص وبنو سلامان بمطرة، وكانت مطرة قبل ليام، ونزل باقي عذر على شعب فغلبوا على بلدها ودخل من بقي منها في عذر، وسمي الموضع إلى اليوم مغرب شعب ويقال عذر شعب وعذر مطرة فمن شعب هذه عامر الشعبي، وحمير تقول هو من شعب ذي رعين انقضى نسب معدي كرب بن جشم.

بنو ربيعة بن جشم بن حاشد: وولد ربيعة بن جشم بن حاشد شراحيل بن ربيعة، فولد شراحيل ذا حدّان وذا جعران بطنان. منهم زيد بن عمرو بن الحارث بن ذي حدّان جاهلي قديم وكان رحالاً إلى الملوك، فقال وقد بلغه إيقاع دويلة بن أبي دويلة الشبامي ببني تغلب:

أتاني ورحلي عند جفنة وقعة ... أقرّ بها عيني عميد شبام

دويلة إذ قاد الجياد عوابساً ... شعاث النواصي والنسور دوام

إلى تغلب قبّا تضبّ لثاتها ... وتقحمها أجواز كل هيام

يحار بها الخرّيت مرتاً كأنما ... تخال بها الحرباء رأل نعام

فصبحها حي الأراقم، والمنى ... لقاؤهم، والحرب ذات عُرام

عليها شبام قصره دون مالك ... وليس علينا قتلهم بحرام

فحكت بأحياء الأراقم بركها ... بقيل شباميّ أغرّ همام

وليسوا بواء من أبيه وربما ... شفي في كريم القوم قتل لئام

تنصف عبد تغلبي لرحله ... تخونه غدراً بذات النسام

فأدرك منهم كل أمر أراده ... دويلة والأملاك ذات قيام

شفى النفس قبلي في الأراقم منهم ... عديّ وزيد والشليل ولام

انقضى نسب ربيعة بن جشم.

 

بنو زيد بن جشم بن حاشد وولد زيد بن جشم بن حاشد مسرفاً وعبداً والخالد ومالكاً بطون كلها. فولد مالك الحارث، فولد الحارث عبد ود، فولد عبد ود لوذان بطن. وولد عبد نوفاً بطن بالمشرق. وولد مسرف ذا شقي بطن من ولده معشر ذو الفقار بن عمرو بن معدي كرب بن يريم بن مرثد بن ذي شقي بن مسرف وكان شريفاً انقضى نسب زيد بن جشم.

بنو أسعد بن جشم بن حاشد: وولد أسعد بن جشم بن حاشد عبد الله، فولد عبد الله سعيداً وهو شبام بطن، منهم أبو دويلة الملك كان ملكاً على ربيعة بن نزار فقتلته غيلة وفيه يقول مهلهل:

والحارثان كلاهما ومحرّق ... وأبو دويلة ملك آل شبام

فجمع لهم ابنه دويلة شباماً وقبائل من همدان وسار لهم فقتل منهم ونكأ وانصرف وقال:

 

ألا هل أتى حيّ الكلاع ويحصبا ... وأهل العلا من حاشد وبكيل

بأنا جلبنا الخيل من جوف أرحب ... فهضب أراط فالملا فكميل

أريد بها الأوتار من حي تغلب ... على بعدها منا بغير دليل

أبابيل رهواً بين قوداء شطبة ... وقبّاء مثل الأخدريّ نسول

نجوب بها الموماة شهراً لعلها ... تنوء على بعد المدى بقبيل

فما زال ذاك الدأب حتى كأنها ... شقائق نبع عاتك ومحيل

فصبحن من حي الأراقم حلة ... صباح ثمود غبّ أم فصيل

فما رُعنهم إلا بكل مقاتل ... أشم شباميّ أغرّ طويل

فوارس همدان بن زيد بن مالك ... شفوا يوم ذات العرجين غليلي

ولما تنادوا بالأراقم ضلة ... دعوت شباماً معشري وقبيلي

ففزنا بعباد ويحي بن بشة ... ودارت رحانا بعدهم بشليل

قتلت بني عمرو بن غنم بربهم ... فعمروا لما أسدوا أذل ذليل

وأفلتنا تحت العجاجة جابر ... وعمرو أخوه رهن غل عقيل

أسر عقيل بن عمير ذي حران الأوسط بن زيد يومئذ.

وأوس فلم يترك لأوس بقية ... ولم يك أوس في الوغى بقليل

وملت على غنم بن تغلب ميلة ... أذاعت بها الأرواح كل مميل

وكانت متى تغزو شبام قبيلة ... تبوء بنهب أو تنوء بجيل

ولو نلت ألفاً من معد حيازة ... لما أبت منهم في أبي بعديل

أغر شبامي كأن جبينه ... إذا ما علاه التاج صدر صقيل

على أنني قد نلت منهم فوارساً ... تقوم بها الأنواح كل أصيل

قتلنا به من تغلب كل بهمة ... وما علقت أسيافنا بخميل

وقال أيضاً:

إذا قتل العبد المخدّع ربّه ... فليس لنا منه سوى قتلة العبد

فإلا يكن ثأراً فللنفس راحةٌ ... ولم يك عن غزو الأراقم من بدّ

على أنني قد نلت منهم فوارساً ... خياراً ونكبت الشرار على عمد

وقلت لقومي جاوزوا العزل منهم ... ولله أنتم كل ذي عزة نجد

فلم نر إلا يافعاً في جدية ... صريعاً ومنقور الحشى مائل الخد

قتلنا عدياً والشليل ومالكاً ... ولأماً ودارت حربنا بأبي سعد

إذا أنا لم أثأر بشيخي منهم ... فمن ذا الذي ترجو شبام له بعدي

وأفلتنا تحت العجاجة جابر ... وفيه سنان لهذمي على نهد

ومنهم كريب بن شراحيل الشبامي من أصحاب علي، وشهد مشاهده. وعبد الجبار بن القاسم الشبامي الفقيه.

قالوا: وشبام أي البلد سميت بشبام أقيان بن زرعة بن سبأ الأصغر وهي يحبس. وقد يقول بعض النساب شبام بفتح الشين وليس يعرف ذاك انقضى نسب شبام.

 

بنو عمرو بن جشم بن حاشد وولد عمرو بن جشم بن حاشد شراحيل وعبداً وناجية. فولد شراحيل شرحبيل وعامراً وهم الزرافي. فولد شرحبيل كعباً وهو الصائد بطن وهم الصيد، فأولد كعب الصائد عمراً وحامداً وأيفع وعبد الله وربيعة وعبداً وعبد يغوث وفرعاً وزياداص بني كعب. فولد عمرو عبداً فولد عبد عمراً وأبا ربيعة، وولد حامد بن كعب أربعة نفر: شمراً والنعمان ويعمراً وعميراً. وولد عبد بن كعب يريم بطن، وولد عبد الله بن كعب مالكاً ودارماً وقد نقله بعضهم فيقول رادماً كما يقولون في المضرحي المرضحي وفي أجحار الجبل أحراجه وفي أزواله أوزاله وفي ألواده أدواله.. وولد فرع بن كعب زيداً. وولد زياد بن كعب كعباً وعبد الله، منهم أبو ثمامة زياد بن عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله بن كعب الصائد قتل مع الحسين عليه السلام. ومنهم عبد حر بن يحمد بن حولي بن عبد عمرو بن عبد يغوث بن كعب الصائد وكان من أصحاب ابن الحنفية وشهد مع المختار. وأبو الحريدق معقل بن عبد خير بن حولي الشاعر مخضرم.

وولد عبد بن عمرو بن جشم صولان انقضى نسب عمرو بن جشم بن حاشد.

 

بنو عريب بن جشم بن حاشد

 

وأولد عريب بن جشم بن حاشد وفيه العدد زيداً، فولد زيد عليان وقادماً، فولد عليان أسلم، فولد أسلم حجوراً بطن عظيم باليمن والشام والعراق يقارب نصف حاشد، ونمرة بطن لهم منعة ونجدة، وحجة بطن، وخرجة بطن، وحذف بطن. فأولد خرجة بن أسلم يعمراً وصعباً وجحدباً والفحد وحباباً وعوفاً والفائش والقابض. وأولد حجور موله بن حجور وأوام بن حجور. فأولد موله بن حجور الحارث وعامراً. فولد الحارث عاهراً بطن. وهم العهرا وعليان وحارثة بطن. وسيدهم اليوم إسحاق بن إبراهيم بن بريل الذي مدحه الهمداني، وله سؤدد وشرف ونجدة وكرم وباري بني الحارث. فولد عليان قاهباً وحارثاً وسالماً وهم الأسلوم وبادية وحبساً وعليان بن عليان. وولد عامر بن موله رافعاً وهو رفاعة. بطن فيهم ثروة، وهم حرب لبني حارثة وحامداً وهم حماد وأسلم الأصغر. وولد حارث بن عليان شليلاً، فولد الشليل بن الحارث الظهار، فولد الظهار عبساً، فولد عبس الدارج وهو الدراج ومنفساً ومعاساً. فولد الدراج هلالاً وقيساً ونعيماً وهلان وحيياً وذهلاً. فأولد قيس عبد الله بن قيس بن الدراج كان من أشراف حجور. وأولد أوام بن حجور عبيداص وحيران وإليه ينسب وادي حيران في بلد حجور، فولد عبيد قحطان وجدياً وربيعة، فولد قحطان سابرة وعوقاً والقمع وأفلح. وولد جدي بن عبيد سفيان ونُهم بضم النون وفتح الهاء والقانص والأصحر ومالكاً وملحقاً، فولد مالك بن جدي نفيلاً ومراراً والشارق وشهمان وجداعة وغراراً أو عذاراً والقسّي وصقعبا بطن في روف بردمان، وهم القاعب ومعناً وعدثان ومنفعاً بطن مع السعيديين ببيت زُود. وولد ربيعة بن عبيد عاهماً والأنصباء والأسباء بني نصيب وبني سبي.

ومن بني عبيد آل الصليحي ببيت الأخروج أنجاد كرماء.

وكان من أشراف حجور بالشمام يحي بن معيوف ومعيوف بن يحي ابنه. ويحي بن معيوف الذي قال ليزيد بن خالد القسري، وقد دخلا على الوليد بن يزيد يريدان قتله، فأقبل يزيد يقول له: قتلت أبي، وكان في كلام يزيد لين، والوليد يقول له: يا ابن سيد العرب ما فعلت، قال له يحي بن معيوف: يا مخنّث هذا يوم عتاب! قدم إلى ابن اللخناء فقطعه آراباً، فليس العجب منك، ولكن من لخناء سلحتك وبعثتك تأخذ بثأرك. فشد عليه فأثخنه ثم أمر به فقطع. وابنه معيوف بن يحي وكان سيد أهل الشام دهره كله، وهو الذي مر على هارون الرشيد بأرض الروم وقد صار في واد لا منفذ له ولا مخرج مع العدو، وهو يومئذ ولي عهد، فأجلى معيوف والروم على باب الوادي، فخرج هارون ومن معه فشكرها له، فلما استخلف ولاه فلسطين، فلم يزل بهاس لطاناً حتى مات. وولى ابنه حميد بن معيوف غزو البحر وطبرية، فلم يزل عليها حتى مات.

ومما يشاكل مقام معيوف في بلد الروم الخبر، أن عماراً وهو عامر بن أبي سلامة بن عبد الله بن عُرار الدالاني خرج إلى الحسين عليه السلام من الكوفة لما بلغه مقدمه متخفياً، وكان عبيد الله بن زياد قد جعل زحر بن قيس الجعفي مسلحة في خمسمائة فارس، وأمره أن يقيم بجسر الصراة يمنع من يخرج من أهل الكوفة يريد الحسين فمر به عمار، فقال له زحر: قد عرفت حيث تريد، فارجع. فحمل عليه وعلى أصحابه فهزمهم ومضى، وما منهم أحد يدنو منه ولا يطمع حتى لحق بكربلاء فقتل مع الحسين رحمه الله. ومثله الخبر أن أبا ميسرة وكان من علية أصحاب علي ومن فرسانه المعدودين، وجه طليعة في بعض الثغور وحده، فلقيته طليعة العدو وهم خمسة وعشرون فارساً، فشد عليهم وشدوا عليه، فقتل بعضاً وهزم بعضاً وعاد، فسألوه عن حالهم فما كاد يقر بقتلهم احتقاراً لما صنع. وكان ابن مسعود يقول: ما اشتملت همدانية على مثل أبي ميسرة، فقيل: ولا مسروق؟ قال: ولا مسروق انقضت بنو عليان بن زيد.

وأولد قادم بن زيد عبد الله بطن، وقُدَم بطن، وقيلاب بطن، وأذران بطن، ونملا بطن، وصيرة بطن، والقدام بطن. فولد قدم بن قادم عشرة نفر: أعشب بن قدم وعشب في حكم وشاور بن قدم وشاهل بن قدم وهو البكر وهجر بن قدم ومذيخة بن قدم وهو ماذخ وحولى بن قدم وجلّ بن قدم وجهم بن قدم بكسر الجيم ومتيك وهو موتك بن قدم وعاشر بن قدم وهو عاشرهم وأصغرهم فالثورة في قدم في أعشب وشاور.

 

فولد أعشب بن قدم زيداً ويرأماً وحضوراً وكساً وهنئاً بطون. وأولد شاور قُطيلاً ويعفراً وهنّاناً وحارثاً وحبساً بطون. فأولد قطيل حيناً وكان شريفاً وقريعاً وسمياً وشقياً وخرجا وباقي أبيات قدم صغار.

وقد يقول بعض النساب: وثن بن قدم، وبعضهم يقول: وثن بن عبد الله بن قادم، وليس كذاك. قال لي إبراهيم بن عبد الوهاب العقبي من نمل: ليس وثن بابن لقدم وإنما هو اسم موضع جعل حداً بين قبائل، فيه وثنْ، والوثن العلم. قال: فيه ثلاثة أبطن، منهم حضور المصانع من بني أرأد، والبيتان الباقيان أنمار وجشم ابنا مالك الخارف. وقد ذكرنا ذاك على صحته انقضى نسب قدم.

وأولد عبد الله بن قادم جبراً وهو الجابر وأرأد وحُذيقاً وهو حيذوق، فولد الجابر مراراً وفهماً وعوقاً وفائشاً وعرباً وجعادة وعرب بالعين في الأزد، فولد فهم مالكاً وأيفع وجهلاً ومعروفاً أربعة أبطن فمن أيفع الغلال بطن في الشكاك. ومن بني فهم سوار بن أبي حمير أرتث مع الحسين عليه السلام ثم مات من جراحة. وأولد مرار واشجاً وحندشاً وعوفان وسمياً ومنبهاً خمسة أبطن وهم المراريون، ومنهم الحر بن صالح بن عبادة بن حصين بن عبد الله بن ناعم بن واشج بن مرار بن الجابر صاحب رابطة الموصل، وأخوه حاتم بن صالح وكان جواداً، وفيه يقول أبو الفضل الطائي جعفر بن عفان شاعر الشيعة.

أخزيت حاتم طيء وسميه ... لما جرى الحلبات في الميدان

فأتاك حاتم طيء متعثراً ... يتلو على بهر فتى همدان

وإذا يقاس بك الرجال فضلتها ... فضل النضار لسائر العيدان

لو كان يدنو النجم من ذي سؤدد ... لدنا إليك النجم والنسران

وأبو الفضل هو جعفر بن عفان. وكان الحر بن صالح وابنه صالح من الأنجاد الأخيار، وقتل مجاهداً للخزر، فرأت الخزر في قبره آيات أسلم بها طائفة منهم.

ومنهم عبد الرحمن بن بن سلمة وكان على روابط الموصل أيضاً وكان فاضلاً نجداً فارساً.

وولد الفائش بن جابر وفيه العدد من الجبر جيشاً وجميلة فأولد جميلة موهباً وكعباً وعبد الله والفوارع وحلزماً والدهم وبني علي والثهالب وبني يوسف. وأولد جيش رحمة وسعداً والأشموم والمقالب وزيداً وحملة وهملاً بفتح الهاء منهم سيف بن الحارث بن سريع، ومالك بن عبد بن سريع قتلاً مع الحسين عليه السلام وهما ابنا عم وأخوان لأم. وأولد عوق بن الجابر هلان وشهراً وأسداً ثلاثة أبطن.

ومن أشراف الجب رحميد بن حيان بن مسعود، ومحمد بن حيان ويسمى المكرمان ويحي بن حيان وكان جواداً، وفيه يقول بعض بني أسد:

ألا جعل الله اليمانين كلهم ... فدى لفتى الفتيان يحي بن حيان

ولولا عريق فيّ من عصبية ... لقلت وناس بن معدّ بن عدنان

ولكن نفسي لم تطب بعشيرتي ... وطابت له نفسي بأولاد قحطان

وهذا غاية البخل في المديح وأولد أرأد بن عبد الله زيداً وحضوراً وطوراً ووثن بقول بعضهم وصائفاً ومصبحاً ومغيثاً وعبد الله وجشم. فأولد زيد جثامة بطن. فمن بني زيد بن أرأد أبو روق المفسر وهو عطية بن الحارث بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن جثامة بن زيد بن أرأد. ومنهم سفيان بن ليل كان من أصحاب المختار.

وولد حذيق بن عبد الله بقول نساب همدان الحارث وهو شاحذ وتيساً ونضاراً وماعزاً وجحدباً وحملان وأبزى والبرار.

فأما تيس ونضار وماعز وجحدف فإن نساب حمير تقول: هو جحدب بن نفيل بن نوال بن السلف. وكذلك يقولون: الأخروج بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي وماذن بن الرحبة بن سعد بن الغوث بن سعد. ويقولون: تيس ونضار ابنا الحارث بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي وإنما وقع اللبس في هذه البطون لأن أوطانها في بلد حمير، سوى حملان فإنه في حوز همدان. وكان وطن الحارث شاحذاً، وشاحذ موضع بالخشب، وبه سمي شاحذاً.

 

فولد شاحذ بن حذيق صعباً وعبد شمس والأهنوم ويخبث بطن وهم الخبثاء بطن حلال لعك بتهامة والباقر وشقاً وحطراً وأسداً وحرقان وصعباً ومدل. فأولد الأهنوم بن الحارث مالكاً وكراثاً ومكنياً ونئاماً والفاحش وعبد سنحان وسفيان وقطنان. فأولد مالك بن الحارث، فولد الحارث شهراً وعبد الله. وولد كراث بن الأهنوم عوفاً والحارث مالكاً ووعلة وطلحة. فولد مالك بن كراث منقذاً وهنئاً وحمرة وحمرة أيضاً في خولان بطن من بني سعد وسفيان وعابداً وكوباً وهم الأكوبة وولد نئام بن الأهنوم جردة وعامراً وقيساً وكفلاً وأعشم وعبداً. وولد عبد سنحان بن الأهنوم عبد الله وسليلاً وخاولاً وهم الخول. وولد الفاحش بن الأهنوم الحارث وعامراً. وأولد قطنان بن الأهنوم مالكاً وسلمان وزيداً.

هذا قول نساب همدان. أما عراف الأهنوم فقالوا وقد سألتهم عن نسبهم: أولد الأهنوم كراث بن الأهنوم ومكنى بن الأهنوم، فأولد مكنى الخول وبني نئام وبني منقذ وبني حمرة وبني سفيان وبني عائذ وهم أصل صور وبني عبيد وبني هنى وهم أهل وادي العكار. فأولد نئام قيساً وعامراً وغاشماً وبني جردة وهم الجرادات. وأولد كراث بني حيي وبني عوف والمقادة والأكوبة وبني نوف وبني قطنان وبني فاحش والأيافع والشراعيف والأكفال وبني سمان والأسمرة انقضت الأهنوم في ساقة بني عريب بن جشم بن حاشد، وانقضى بانقضاء بني عريب نسب حاشد بن جشم.

وأما الشكاك في حاشد فإنهم أهل صقع متقاطر المحالّ من حاشد وبكيل، وهم: القشب وقعط وعبد والمسهلة وعصمان والحواسية والغلال وشاكر وفائش يتلوه أنساب بكيل بن جشم بن حبران بن نوف.

 

أنساب بكيل بن جشم بن حبران معنى بكيل: زعيم. تبكلت بالأمر: تزعمت به. والتبكل والتحشد التجمع. وكذلك التحبش والتكلع والتقرش.

وأولد بكيل بن جشم دومان والخيران وربيعة وخيران في حمير فدخل الخيران في آل ذي لعوة، وليس باليمن منهم إلا بعض آل ذي لعوة الأصغر.

وأولد ربيعة بن بكيل سوران، فأولد سوران علمان بن سوران وعمرو بن سوران حي منهم آل ذي صدق، وهم الصدقيون. وشرع، وآل شداد إلّ، وبرع. وإلى برع ينسب جبل برع في أسفل سهام من بلد حمير وهم أخواله. وإلى شرع ينسب وادي شرع بين حرمة ومطرة وذا بتع غير أباتعة عمرو بن همدان بن سوران وأجرع بن سوران باني قصر يسحم أربعة نفر من بني سوران وقد ملكوا. فأولد ذو بتع دفع وجاهم ابني ذي بتع. وأولد علمان بن سوران محلماً ذا لعوة الأرفع وقد يغلط فيه النساب فيقولون: هو عامر ذو لعوة بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل، وليس كذلك، وسنبين النسبة فيما ذهبوا إليه. وقد ذكره بهذا النسب علقمة بن ذي جدن في قوله:

أو ابن ذي المشعار أو ذو قارس ... ومحلم ذو لعوة بن بكيل

عقدت ربيعة حبلها بحباله ... حلفاً يعرّف غير ما مجهول

طلبت به عزّ الحياة لعزة ... فأعزّ منها الحلف كل ذليل

أو ابن ذي مرّان سيد ناعط ... غالته للحدثان أغول غول

وقال علقمة بن ذي جدن في ذي لعوة:

وفجّعن بالدوميّ أشراف حاشد ... وأنزلن من صرواح عمرو بن دابق

وذا لعوة المشهور من رأس تلفم ... أزلن وكان الليث حامي الحقائق

وثاورن بالعلات أرباب ناعط ... فلم يدفعوا بالشيد كيد الطوارق

وقد كان ذو المشعار فيها مؤثلاً ... فسالبنه قسراً عناق النمارق

وقال فيه أيضاً:

أزلن ذا أصبح عن ملكه ... وذا رعين وبني الأيهم

وذا الملاحي ومن بعده ... أزلن ذا لعوة من تلفم

وكان آل ذي لعوة من أرفع بني حبران بن نوف بن همدان، ودخلوا في قيالة حمير وصاهروها، ولهم بناعط القصر المكعب يعرف بقصر ذي لعوة.

ورأيت في مسند على حجر في غربي حائط مسجد ريدة مما حمل من ناعط أو تلفم: نمران وعلمان وسوران آلهة همدان أي أرباب همدان.

وفي مسند آخر: رئم ريثاما.

 

وهذه نسبة اللعويين مقيدة الأصول محروسة الفروع، أخذتها عنهم رواية عن زبور قديم بخط أحمد بن موسى بن أبي حنيفة المعروف بالدندان عالم أهل البون في عصره: فأولد محلم ذو لعوة نمران سأق بن محلم، فأولد نمران بن محلم حمرة وزرعة وأمهما سليلة بنت عمكرب بن هوجين بن يشيع بن رئام بن نهفان بن بتع بن زيد بن عمرو بن همدان ونقم أشوع ويريم أوجل وأسعد أهدم وأمهم زهرة بنت رحب بن أسعد بن نوف بن أجرع بن سوران خمسة نفر بني نمران سأق بن محلم.

وفي مساند بالبون: نمران سأق وبنوه نقم أشوع ويريم أوجل آلهة همدان.

وفي آخر: رئم أسعد ورحيم بن أسعد بن يووب.

فأولد حمرة رفاعة وأمه لعوب بنت صلال بن يرقم بن هوجين بن يشيع.

فأولد رفاعة شراحيل بن رفاعة، فأولد شراحيل بن رفاعة قيساً، فأولد قيس بن شراحيل مالكاً، فأولد مالك بن قيس الخصيب وهو ردّاد الخيل، فأولد الخصيب بن مالك الحارث وسعيداً ومالكاً عاقد الحلف لربيعة، فأولد مالك وائلاً وقد ملك، وفيه يقول الكلبي وذكر الملوك:

وشمر وابنا ذي نواس ووائل ... وجفنة والديان وابنا أبي الصعب

أبو الصعب دعام بن مالك وأولد الحارث بن الخصيب الرديح. فأولد الرديح زيداً، فأولد زيد أبا كرب وعامراً ذا لعوة الأوسط. وهو الذي أجار بين همدان وخولان في حربهم ثلاث سنين وهو القائل:

لو أن رأياً يثيب المرء ثوبّني ... رأيي عشية سارت خيل همدان

سرنا بأرعن رجّاف له زجل ... كيما نبيد بني نهد وخولان

وحيّ راسب إذا سار الخميس لها ... منحي همدان في رجل وفرسان

قد كان أرشدنا بالرأي ذو أرب ... والرأي كان لدى المستقعد الواني

إن ابن دومان راض الرأي منتصحا ... فلو رأى العز ما عاب ابن دومان

وفيه يقول شاعر نهد:

يا عامر بن يزيد قد شببت لنا ... ناراً ونحن نلقّاها بنيران

حسبت حيّ بني نهد وإخوتها ... من حي جرم ومن أبناء خولان

قوماً لكم نهزة كيما تفوز بها ... والحرب تجمع أقراناً لأقران

قد كنت فينا رضاً عدلاً نريع له ... تمشي بحق ولا تسعى ببهتان

إن الكريم وإن تمّت نوافله ... يقلب الرأي لوناً بعد ألوان

فأولد أبو كريب بحيراً، فأولد بحير زيداً، فأولد زيد الكرب وهو ذو لعوة الأصغر بن زيد بن بحير. وأم أبي كرب الأصغر بنت ذي عنان، وأم زيد بن بحير بنت ذي دائم بن شهير، وأم بحير بن أبي كرب مليكة بنت ذي سحيم الأكبر وخال ذي سحيم تبع الآخر، وأم أبي كرب الأكبر وقد يسمى أبا كريب ليفرق بينه وبين أبي كرب الأصغر بنت ذي بتع صاحب بضعة، وأختها أم آل ذي جدن، وهم آل ذي بيح، ويجمع بين لحي وآل ذي لعوة مالك بن الخصيب. ويجمع بين ذي لعوة وبين لحي وبين شداد إلّ وائل بن مالك بن الخصيب ردّاد الخيل.

أولاد أبي كرب وأكثرهم بالعراق والشام وأولد أبو كرب وهو ذو لعوة الأصغر عشرة رجال وأربع نسوة، وهم هعان وفيروز وهو طلق وزيد وبحير ومالك وشرح والرديح والنعمان وسعيد وربيعة وأم أبيها ومضة وخديجة وحسن. فأم هعان وطلق وزيد وبحير ومالك وشرح والرديح والنعمان سحابيل بنت ذي أصبح قيل مقري من حمير. وأم سعيد وربيعة الفارقة بنت إسماعيل بن ذي أفرع. فأولد النعمان بن أبي كرب أظلم بن النعمان وهو الذي منع البون من سعيد بن قيس فخرج سعيد إلى عمر فكتب له إلى أظلم فلم ينفذ له أمراً، فرجع سعيد إلى عمر فأمره بالمقام بالمدينة فأقام إلى أن بعثه لاستنفار همدان. فأولد أظلم الزبرقان بن أظلم وعقب الزبرقان بالشام وهم من قرابين عبد الملك بن مروان. وأولد هعان بن أبي كرب أبا ثور وأمه أسيلة بنت ذي مران وهو عبد الرحمن وعبيد الله وسعيداً وإساعيل وأم يعلى وأم الكرام وكبيشة وأم حبيب وأمهم جمال بنت عبد كلال بن نصر بن سهل بن عريب بن عبد كلال بن عريب بن فهد بن زيد بن مثوب بن يريم بن مرة بن شراحيل بن معدي كرب ذي عشين. وخالهم الحارث بن كلال، وكان في سيفه مكتوب:

أنا الحارث بن ذي عشين ... صاف كالسام واللجين

 

وأخت جمال لأمها الزهرية بنت أبي كرب وهي أم بني مغيث من آل ذي حدان. وأولد فيروز محمداً وعبد الرحمن وزيداً وأمهم سلبة بنت ذي الأنعاط وأمها بنت ذي المشعار. فأولد محمد بن فيروز عبد الرحمن وعميرة وأمهما أم يعلي بنت هعان. فأولد عبد الرحمن محمداً والخطاب وأمهما مسيك بنت عبد الرحمن ذي صدق. فأولد محمد بن عبد الرحمن عبد الرحمن وهو أبو الزبير وأمه أم عمران بنت سعيد بن هعان. فأولد عبد الرحمن أبو الزبير عبد الله وسعيداً وأمهما أم سعيد بنت ذي حدان الأصغر فأولد عبد الله بن أبي الزبير وهو أبو كثير عبد الرحمن، وهو أبو الزبير الأصغر وأمه بنت شداد صاحب حاز. وأولد عبد الرحمن بن فيروز الزبير بن عبد الرحمن وأمه الفارعة بنت ذي تحسين. وأولد عبد الرحمن وهو أبو ثور القاسم وعبد الله، فأولد عبد الله يحي، فأولد يحي المفضل! فأولد المفضل محمداً وهو الذي اغتراه أحمر العين العمري فقتله، وكان ابن خالته وابن خالة أبي علكم المراني، وأمهاتهم سلمانيات، فغضب فيه وادعة والمعيديون وقاموا على العمريين فأزالوا سلطانهم. وفي أسبابه كان أبو علكم المراني يحرض قحطان على النزارية وله فيه مرات كثيرة. فأولد محمد محمداً، فأولد محمد علياً وأبا عفير والمفضل، فأولد علي علكم بن علي، فأولد علكم علياً له نجدة وفروسية ولسان. فأولد أبو عفير عبد الرحمن، فأولد عبد الرحمن محمداً وعبد الله أبا عفيرة. وأولد المفضل أحمد ويحي قتلهما القرامطة فدرجا وعلياً وهو وجه اللعويين في عصرنا وكليمهم والمنظور إليه منهم وله شرف وسؤدد وتقدمة عند الملوك. فأولد علي المفضل ومحمداً أبا جعفر ابني علي. وأولد القاسم بن عبد الرحمن محمداً، فأولد محمد يوسف، فأولد يوسف إبراهيم الرامي وكان من خصائص يعفر، وقد ذكرنا شيئاً من أخباره في كتاب اليعسوب. فأولد إبراهيم موسى، فأولد موسى عيسى وهارون وإبراهيم أنجاد كرماء جلداء فرسان، شهدت لهم المواقف، وشهرت منهم الوقائع، سيما إبراهيم فأخباره تكثر. فأولد عيسى موسى ومحمداً فارسين كريمين نجدين، وموسى الذي رثاه الهمداني بقوله:

تنكرت الدنيا وزال سرورها

فأولد محمد موسى، ودرج موسى بن عيسى. وأولد هارون بن موسى عيسى ويوسف وصعصعة وأبا عفير وسفيان. ويعرف آل القاسم من هذا البيت بالعثاريين لأن مسكنهم عثار، وهم أصهار آل يعقوب بن يوسف بن داوود بن سليمان ذي الدمنة رهط الهمداني الشاعر راوية هذا الكتاب وغيره من العلوم والآداب.

ومن بني هعان آل سلم، منهم صعصعة بن جعفر الذي حارب العلوي يحي بن الحسين، وحارب الدعام. وابنه سلم بن صعصعة الذي ذكره الهمداني في مرثيته التي أولها:

لئن قرع الناعي قلوباً فصدّعا

ومحمد بن أبي الفوارس أكرم أهل عصره، وعلي بن أبي الفوارس كريم أيضاً. فأولد شرح بن أبي كرب زيداً والحارث وسليمان وعمر ومسيك وأم أبيها وغزال وحفصة وأمهم حسيرة بنت ذي مران وعبد الرحمن وعبيد الملك وعبيد الله وبسباسة وفراشة بني شرح بن أبي كرب وأمهم صاعة بنت ذي حوال انقضى نسب اللعويين، وانقضى بانقضائه نسب ربيعة بن بكيل.

بنو خيران بن بكيل وأولد خيران بن بكيل ثعلان وجذلان وعنان بطون بالمغرب اختلطت بها بنو عريب بن جشم بن حاشد انقضى خيران.

بنو دومان بن بكيل وأولد دومان به بكيل معاوية وصعباً وذا أهرم وواهناً وخمراً وأحمداً وهم الأحمديون وتباعاً وهو تباعة. بطون كلها. والتباعيون اليوم قليل، وهم حلال للصيد.

ومن تباع بن دومان هذا الملك صاحب قصر سنحار بأكانط وصفته. وكان خمير ملكاً ابتنى قصوراً في ظاهر همدان، فسمي الموضع بعده خمراً على معنى موضع أولاد خمر، وبه ولد أسعد التبع أبو كرب المختار.

وولد معاوية بن دومان مالكاً وبه يكنى، فولد مالك ثلاثة نفر: زيداً وهو ثور وعامراً وهو لعوة، وإليه ينسب بيت لعوة من وطن الظاهر إلى جن خمر وشهابا. ومن ها هنا وهم النساب أيضاً في قولهم عامر ذو لعوة لما كان في درجة محلم ذي لعوة كما لبس فيه عامر ذو لعوة بن زيد بن الرديح عند من لا يعرف التدريج.

 

فولد شهاب بن مالك بن معاوية الفائش الأكبر بطن وهم فائش خمر وهم أخوال أسعد تبع، وأمه الفارعة بنت موهبيل بن عبد ريم بن عمرو بن الفائش، ويسمى الفائش اليوم الحواشة لبطن دخل فيها من حمير يسمون الحواشة، وغلب على الحواشة اسم الفائش فالجميع يدعون بهذين الإسمين، ولهم ثروة ونجدة ودين. وهاجر أكثر الفائش وبقي في خمر وأحوازها بنو حمير وبنو أسد ابنا مالك بن حسان بن مالك بن الفائش. ومن آل حمير آل حسان بن حمير، وبنو بشر ساكنة الظاهر أعني ظاهر لغابة وآل جعفر وآل عثمان وآل يزيد وآل قيس وآل أسد وآل عبد الرحمن وآل فارع وآل سرور وآل الأجهر وآل تمام وآل عامر. وقد يقول بنو أسد بن مالك إنهم أسد بن معشر بن مرثد بن شهاب بن مالك بن معاوية ومالك بن شهاب وهو جوب. بطن يسمى به الوطن من البون كما سمي بحوث من حاشد الوطن منهم عمرو ذو النفرة بن مالك بن رزام بن سخبر، وكان من أشراف جوب والسخابر بالبون من جبلة ومرثد بن شهاب. ثلاثة ابطن بني شهاب ابن مالك بن معاوية بن دومان.

فولد مرثد بن شهاب معشراً، فولد معشر بن مرثد عامراً ومالكاً وزياداً وأسداً بطون كلها انقضى نسب بني شهاب.

وأولد ثور بن مالك زيداً، فولد زيد صهلان الكبير. فولد صهلان بن زيد غيان ومانعاً وحياً بطون. فولد مانع بن صهلان عمراً وعبداً وهو عبد الله وعبيد الله، فولد عمرو بن مانع عكبري وفضلى ونشقاً بطن، وهم النشقيون فولد نشق عمر وربيعة ويمجد وذا الجراب وثوراً ذا شمر.

والنشقيون بيت شرف، كانوا ملوكاً لهم قصر روثان والسوداء والبيضاء وعمران بالجوف ومأرب، وقال بعض متقدمي شعراء نشق:

شفى غلة النشقيّ في عهد تبع ... بروثان فيها سبقه ومواتره

حمى بالقنا جوف المحورة إنه ... منيع نمته من بكيل أكابره

له أرحب والحي أرحب سادة ... تضر ونهم في اللقاء وشاكره

نفى مذحجاً منه فتلك فلولها ... بهيلان تبكي شجوها ويُحابره

حدثني محمد بن عيسى العثاري قال: سمعت إبراهيم بن أبي الجهم النشقي يقول: كان من نشق بطنان يمجد وذو الجراب ساكنين بروثان من أسفل الجوف، وكانوا في محلين متقابلين كل قبيل في واحد، وبين المحلين عرض الوادي، وكل قبيلة منهم زهاء ثلاثمائة رجل، فعبر رجل من أحد الحيين على رجل من الحي الثاني يتشرف على منزله وحرمته، فزجره، ثم عاد فزجره، ثم عاد فرماه فقتله. وتناشب الحيان الحرب، فما انجلت عنهم الفتنة حتى فتانوا وبقي منهم اليسير، فمالت بنو يمجد إلى بني عبد بن عليان فأجاروهم وشاركوهم في الديار فهم معهم إلى اليوم. فلما صاروا في كفة بني عبد بن عليان خشي ذو الجراب مطاولة أرحب فأجلوا إلا القليل إلى حضرموت فلهم بها اليوم ثروة، وانخزلت فرقة منهم إلى سردد فهم بها إلى اليوم. وفي ذلك يقول بعض ذي الجراب:

كأن لم يكن روثان في الدهر مسكناً ... ومجتمعاً من ذي الجراب ويمجد

ففرقهم ريب الزمان فأصبحوا ... قرى حضرموت ساكين وسردد

وقال آخر منهم:

أنا الغلام المجتليّ الداري ... أخرجني من وطني وداري

طلبي جلاد القوم بالصحاري

المجاتل بطن من ذي الجراب.

قال: ورأيت في سيف إبراهيم بن أبي الجهم وكان سيفاً متوارثاً مكتوباً هذا البيت:

اذكروا البيض في الحجال وحاموا ... يا بني الحرب عن ذوات الحجال

ومن بني ربيعة بن نشق الشهيد بن حاضر النشقي، وفد على معاوية، وله معه أخبار، وهو القائل:

وكم للعرف فينا من سماء ... وكم للروع فينا من قتيل

وكم من ذات بعل قد تركنا ... بحد السيف خلواً للبعول

ومن أشراف يمجد في الإسلام الظهار بن بشير، وكان اليعسوب جواداً لهم، وكان أكرم خيل العرب، ووثب بصاحبه وقد طرد مهواة بين عرقتين بحراز فأنجاه. وقد تقاللوا بحراز. وبنو لعف بطن بحراز لهم شرف ونجدة من بني ربيعة بن نشق، وفيهم يقول الهمداني:

وفي هوزن من حي لعف عصابة ... ومن آل نشق كل رخو الحمائل

ومن أشرافهم بالجوف إبراهيم بن أبي الجهم، كان فارس همدان في عصره وفاتكها.

ومن بني يمجد الصوالع بطن، وهم بالجوف.

 

وأولد ذو الجراب مجتلاً وشرحاً وشرحبيل وزفر، فأولد مجتل داريا. وأولد زفر عبد الله فأولد عبد الله عبد الرحمن والعلاء وعبد الملك، فأولد العلاء يأساً ومرة، فأولد يأس جميلاً، فأولد جميل سليمان، فأولد سليمان ستة نفر فلهم بقية. وأولد شرحبيل الحجاج ويزيد، فأولد الحجاج يزيد وسليمان، فأولد سليمان علياً. وأولد شرح الأزهر، فأولد الأزهر يعقوب، فأولد يعقوب الأزهر وعبد المليك، لم يبق منهم إلا الأزهر وابن له. وأولد ذو شمر بن نشق ذا قارس الملك الذي ذكره علقمة بقوله:

وذا رئام وبني قارس ... وأجرع القيل أبا يسحم

وله في ذلك أيضاً:

أو ابن ذي المشعار أو ذو قارس ... ومحلم ذو لعوة بن بكيل

وفيه يقول قس بن ساعدة

والقارسي بذي الجنيبة زرته ... في نعمة وغضارة وطماح

يريد قارس بن شمر بن ذي قارس. وقد ينشد فيه قول علقمة بن ذي جدن:

أو أرفع الأقوال ذو قارس ... كان مهيباً جابراً ما صنع

ويروى أو ملك الأملاك ذو فائش. ويروى أو ملك الأملاك ذو رائش يريد الحارث الرائش بن أبي شداد وكان يسمى ملك الأملاك.

فأولد ذو قارس شمراً، فأولد شمر قارساً، فأولد قارس أحمداً فأولد أحمد عبد الله، فولد عبد الله سعيداً وذا النون والمرثد، فدرجا وأولد سعيد عبد الله فأولد عبد الله المستنير والقارس فأولد القارس موسى، فأولد موسى سعيداً، فأولد سعيد عبد الله وقد انقطع ولده انقضى نسب نشق.

وأولد عبد الله بن مانع شرحاً وقيلاً وعدياً وشفيا ومبعوثاً أبيات. وولد قصلى بن عرو رافعاً، فولد رافع بن قصلى صالح بن رافع وهنىء بن رافع، فولد هنىء بن رافع شفياً، فولد شفي مسلماً، فولد مسلم حيان، فولد حيان مسلماً، فولد مسلم حيا، فأولد حي صالحاً، فولد صالح علياً والحسن ابني صالح الناسكين.

وولد عكبري بن عمرو شهراً ونوفاً، فولد نوف بن عكبري عبد الإله وخيثمة، وولد شهر بن عكبري عبد الله ومانعاً.

وولد غيان بن صهلان عامراً وحياً، فولد عامر بن غيان رفاعة وهو رافع وعميراً، فولد رفاعة مانعاً وغيان، فولد مانع منقذاً فولد منقذ حبيباً وسعيداً كانا شريفين وصحبا المختار. وولد عمير بن عامر عبد يغوث، فولد عبد يغوث زيداً وغوثاً وقنوطاً ولحوطاً. وولد زيد بن عبد يغوث عامراً، فولد عامر بن زيد سوداً وسلمان ومالكاً وعبد الله وزيداً.

وولد حيي بن غيان ملاعس بن حي وهنىء بن حي وغيان بن حي ومالك بن حي. فولد هنىء بن حي غالباً ومقلاصاً ورافعاً. وولد ملاعس بن حي مالكاً وحياً. فولد مالك بن ملاعس عامراً وحياً انقضى نسب ثور بن مالك وهم الثوريون، وأكثرهم بالكوفة.

 

بنو صعب بن دومان وأولد صعب بن دومان وفيه العدد معاوية، فولد معاوية مالكاً فولد مالك الدعام وربيعة وذبيان الأكبر وإليه ينسب جبل ذيبان بين خبش وخرفان، فولد ذيبان صردفاً وخبشاً بطنين فأما الصرادف فدخلوا في مجلد بن عليان، وإلى خبش ينسب وادي خبش ويسكنه ذيبان الأكبر، وفيه بعض أرحب، ومنهم الفضل من ولد سفيان بن أرحب بن الدعام بن مالك بن بكيل القائل:

إذا سفرت ما تحت كل ظلام

ويقال إن ذيبان فرخ منهم، وليست من ذيبان بن عليان. وفي ذيبان بن عليان من ذيبان العم أناسة أيضاً.

فأولد الدعام ربيعة وكريماً، فأولد ربيعة مالكاً، فأولد مالك الدعام الأصغر، فأولد الدعام الأصغر ابن مالك ويكنى أبا الصعب مرة وهو أرحب وعميرة ومرهبة وذا الشاول وذا اللب خمسة أبطن. فأما الشاوليون واللبيون فمن أوطانهم حمدة بالبون وبيت مساك وقد قلوا، منهم سعيد الحمدي ثم الشاولي وكان أنجد فرسان اليمن والحجاز في عصره، وكان يجير على الملوك فيتمون له ذلك لرغبتهم فيه. وأما أرحب ومرهبة فقد ملكا، وفيهما يقول حكيم بن عياش الكلبي:

وشمّر وابنا ذي نواس ووائل ... وجفنة والديان وابنا أبي الصعب

فأولد عميرة بن الدعام أوسلة ودومان، فأولد أوسلة زيداً، فأولد زيد مالكاً ويعرف بعصره بالحمى، وهو أحد من قام بحرب خولان، وهو القائل لعقيل بن مسعود الكلبي سيد قضاعة باليمن:

أبا ربيعة إن الحق مغضبة ... آثرت قومك إذ نادى مناديها

وكنت عدلاً تقول الحق معتلما ... وللعدالة أسباب تؤديها

 

وأولد دومان بن عميرة يزيد ومعاوية وصعباً ثلاثة نفر. وكانوا نظراء لطفيل بن مالك في الشرف، وقاموا معه بحرب خولان وهجم الصعب سحامة من الحقل فقتل من خولان ومن يخلطها من جرم ونهد خمسة وسبعين رجلاً، منهم مسعود بن عقيل بن مسعود الكلبي. وقتل صعب في تلك الحرب. ومعاوية بن دومان بن عميرة القائل:

أراد طفيل يمنع الماء زلة ... ولم يك رأياً منعه الماء لو عقل

ففارقت البيض امخفاف غمودها ... ولاحت بأيديهم مصابيح كالشعل

حسبت رجالاً أن تجف حلوقها ... وأنت على ري وفي راحها الأسل

وأولد معاوية بن دومان سبعة نفر: الحارث بن معاوية وعمر بن معاوية وعبد الله بن معاوية وعلكم بن معاوية وربيعة بن معاوية ومالك بن معاوية ويزيد بن معاوية. وكان يزيد فارساً مضراً في حرب خولان، وهو الذي طعن عقيل بن مسعود الكلبي سيد قضاعة فخرم أنفه، وفي ذلك يقول عقيل:

معاوي إني قد ذهبت بوسمة ... من ابنك في وجهي وليس تعيب

فإن غاب يوماً كنت أنت مكانه ... وسوف تراني يوم ذاك ألوب

فأولد يزيد بن دومان روحاً الأشل، شلت يده برمية في حرب خولان انقضت عميرة بن الدعام.

بنو مرهبة وأولد مرهبة بن الدعام قسم وهو القاسم ونهداً والحارث والمعان وربيعة وقيساً ستة أبطن. فمن بني قيس بن مرهبة معاوية بن قيس قاتل شريح بن أوفى الحنفي من عظماء الخوارج. وولد ربيعة بن مرهبة الحارث وقسم وصلحمة. فولد الحارث ربيعة، فولد ربيعة الحارث ومسعوداً وأباحيد والمسلم والوليد وحيان ونوفلاً وغيلان ثمانية أبطن. فولد الحارث هصيصاً وأبا نجاد ووائلاً قتل في حرب خولان. فولد وائل بن الحارث مسعوداً والحسن، وولد مسعود بن ربيعة سعيداً وعمراً والفرج، فولد سعيد أجدع، فولد أجدع سعيداً، فأولد سعيد أجدع أيضاً وعبد الله ومرهبة وشنيفاً وذيبان. وأولد عمرو بن مسعود خراشاً وأبا الشوك وجناحاً. فأولد أبو الشوك محمداً وإبراهيم وأحمد. وأولد خراش أبا العشيرة، وأولد جناح ميموناً. وأولد الفرج بن مسعود فقد كلّ. وأولد أبو حيد بن ربيعة الحسن وأحور ونصراً وفيهم ثروة. وأولد المسلم بن ربيعة محمداً والمهدي، فولد المهدي سعيداً بيت. وأولد عبد الله بن سعيد بن أجدع يوسف، فولد يوسف عبد الله وحجاجاً وأبا سيف. وأولد الوليد بن ربيعة عمراً وجهماً. فولد عمرو نصراً وشنيفاً، فولد نصر أبا علكم وعلياً وسالماً والوليد ومحمداً بني نصر وفيهم ثروة. وولد نوفل بن ربيعة أبا حذيفة بطن بالمناحي. وولد حيان بن ربيعة آل عمران بخرفان. وولد غيلان بن ربيعة عوسجة بطاً ومالكاً بطناً. هم أهل صاع وصلفاع وهم من أقنص العرب. منهم عمرو بن مالك بن مدرك بن مالك بن شهاب بن مالك بن غيلان بن عمرو بن مالك بن غيلان القانص المذكور في كتاب اليعسوب. وولد صلحمة بن ربيعة بن مرهبة عباداً والمهدي وأبا سلم، فولد عباد صلحمة وعثمان وظبيان ثلاثة أبطن وولد أبو سلم عبيداً وعارماً بطنين وأولد المهدي عساماً وموسى بطنين، وهم الصلاحم. وأولد قسم بن ربيعة يزيد وطفيلاً بطنين، وهما بمسورة وبلد مذحج من مساقط هيلان وشرف مرهبة. وأولد الحارث بن مرهبة صعباً وعمراً وعبيداً وشنيفاً وأولد صعب دالان ورواساً، فولد رواس فولد عمرو الحارث، فولد الحارث فولد دواس سمياً، فولد سمي الحارث بن سمي أدرك طرفاً من الجاهلية وشهد القادسية وحسن بلاؤه فيها، وقال يومئذ يحرّض بعض نهم:

أقدم أخا نِهم على الأساورة ... ولا تهالن لرؤوس نادرهْ

فإنما قصرُك تُربُ الساهره ... ثم تعود بعدها للحافره

من بعد ما كنت عظاماً ناخره

الساهرة: الأرض. والحافرة: الطريقة الأولى. والناخرة: التي تنخر فيها الريح من المنخرة، والنخرة المرقبة وكان الناس يعجبون منه إن قال شعراً قوافيه من القرآن وكان بدوياً لم يقرأ القرآن وهو القائل:

فلو شهدت رُهم مكر جيادنا ... بباب قديس والأعاجم حضّر

أذن لرأت يوماً يشيب لوقعه ... وبعد مداه الأيفعي الحزوّر

إذا ما فرغنا من جلاد كتيبة ... أتانا رجال دارعون وحسّر

 

فطاعنت في أولاهم حين أقبلوا ... وثنّيت بالمأثور حيث تكرروا

وأوجرت إسواراً من الفرس طعنة ... فشُوشاً لها جار من الجوف أحمر

رجاء ثواب الله لا ربّ غيرهوناصر دين الله بالغيب يُنصرُ وولد سيف بن الحارث معاوية بن سيف والنصر بن سيف ومحمد بن سيف، فأولد معاوية سياراً فأولد سيار جبراً وقيساً وهو الراعي. وكان فارس همدان في عصره. وكان بعض ملوك حمير قد حمى خمىً فلم يكن يتنفس فيه مال فأجدب قيس فحلّ فيه ورعاه، فبلغ الملك ذلك فبعث إليه جنداً من حمير فطردهم وفلّهم فانهزموا عنه، وفي ذلك يقول:

رعيت حمى الملك المتقى ... فرمت بذلك أمراً كبيرا

فأسمن مناالفتى مهره ... وأبطن ذو المال منا البعيرا

فوجه في طلبي حميراً ... فولوا غداة التقينا الظهورا

وقالوا: دعوا الكلب يرعى به ... فقلت: اجعلوا الكلب كلباً عقورا

فولد الراعي آل همدان وآل إدريس وآل الفرج بمسورة.

وآل عبد الله بن القيس بن الحارث بن الراعي بالكوفة. وكان عبد الله من أصحاب علي عليه السلام وكان تياهاً، ثم أتى علياً جوز من الجبل فقسمه في الناس، وبعث إلى مرهبة منه بغرائر، فأوصلت لعبد الله بن قيس، فدعا بأمير صبيان الحي فقال: أقسم هذه الغرائر في صبيانك. وركب فلحق بمعاوية فأوجهه.

وأولد جبر سياراً، فولد سيار جبراً، فولد جبر عبد الله، وكان اسمه عبد الكعبة، فوفد على عمر فسماه عبد الله، ونفر إلى العراق فمات ببطن الرمة. فأولد عبد الله أبا خيثمة وكان من فرسان العرب ووجوهها وأشرافها، وكان هاجر مع أبيه إلى عمر، وكانت له من معاوية منزلة، فجاشت الخزر في زمن معاوية وخرجوا في خلق عظيم، فانتدب أبو خيثمة وعدة من الأشراف في حربهم، فصير معاوية كل من انتدب إليه على خيل عظيمة وقواهم بالخيل والسلاح والمصلحة، فلقوا الخزر، وكانت بينهم وقعة عظيمة، وانحاز المسلمون إلى معسكرهم، فقال أبو خيثمة للناس: ويحكم إلى أين ترجعون؟ والله لا يرجع اليوم منكم إلى رحله إلا شقيّ. ثم تقدم فقاتل حتى قتل رحمه الله فقالت فيه امرأة من مرهبة:

أتاني نعيّك بعد العشاء ... فبتّ المدلهة المؤلمه

وكان أبو خيثم لليتيم ... فضاع يتعيم أبي خيثمه

وكم طارق لك في ليلة ... خماسية قرّة مظلمه

فأنحيت في منحر شفرة ... وحادت يداك عن الزردمه

فبات يكبب مما يريد ... ويأكل من جونة مفعمه

فجعنا بفقدك يا ابن الكرا ... م كما بأبيك ببطن الرمه

فجعنا وكان لنا سيداً ... يرب الصنيعة والكرمه

فنعم الفتى كنت تحت السيوف ... إذا فرّت العصبة المعلمه

ونعم المعين على ما ينو ... ب ونعم المجاور للمسلمه

وكان لأبي خيثمة يوم القادسية بلاء واجتهاد.

فولد أبو خيثمة العياش، وكان من خصائص عبد الملك بن مروان وصنائعه، وكان من صنائعه أربعون منهم خمسة من همدان: عياش بن أبي خيثمة بن عبد الله، وأبو حفص الشاكوي، وابن الزبرقان بن أظلم اللعوي، ومعيوف الحجوري، وابن أبي عشن الخيواني، ولم يشهد يوم مرج راهط من يمانية العراق إلا عياش بن أبي خيثمة بن عبد الله، وعبد الله بن يزيد أبو خالد القسري. وحضر العياش باب عبد الملك وحوله جماعة من عبيده وقوم بالقرب منه فذكروا رجلاً فقالوا: نعرفه دميماً بخيلاً جباناً. فسمع عياش قولهم فقال لهم: وإن هذه الخصال التي ذكرتم لفي رجل؟! قالوا: نعم. قال: الحمد لله الذي لم يجعل فيّ خصلة من هذه، وهؤلاء يعني عبيده الذين كانوا حوله أحرار لوجه الله شكراً له على ذلك.

 

فأولد العياش عبد الله والفضل أبا العياش وكانا شريفين نبيهين، وكان الفضل شاعراً وعبد العزيز وكان فارس العرب وكان له بلاء عظيم في قتال الضحاك الحروري، وأقرت فرسان العراق والشام يومئذ له إنه فارسهم. وكان فارس من فرسان الضحاك وهو يقاتل أهل الشام وأهل العراق لا ينثني حتى يضرب ويطعن ويدعو إلى المبارزة فلم يبرز إليه أحد إلا قتله حتى تحامته الفرسان فمكث ثلاثاً يدعو الناس إلى البراز. فلا يخرج إليه أحد، فحمل عليه في اليوم الرابع عبد العزيز بن عياش فطعنه فدق صلبه وأذراه عن فرسه فصاح: يا أمة! فإذا هي جارية. وكانت نساء الخوارج أنجد في القتال من رجالهم. وكان عبد الله ويعرف بالمنتوف أحد العلماء بأيام الناس، وكان أحد مسامري المنصور وثاقته، ويقال إنه ما أعاد عليه حديثاً عشر سنين. وهو الذي درأ بادرته عن أهل البصرة يوم أراد أن يغرقهم لقيامهم مع إبراهيم بن عبد الله وشفع فيهم فقال: يا أمير المؤمنين ملك سليمان فشكر، وابتلي أيوب فصبر، وظُلم يوسف فقدر فغفر. فأطرق أبو جعفر ملياً ثم قال: يا ابن عياش، فإنا قد شكرنا وصبرنا وغفرنا، وتركنا ما كنا هممنا به في أهل البصرة. وكان الناس يقولون: ما على الأرض بصري إلا ولابن عياش عليه منة. وكان ذلك بعد ظفر المنصور بإبراهيم بن عبد الله العلوي الخارج بها. وخرج مرة، أبو جعفر ليصلي بالناس العصر وكان ذلك في الصيف في سراويل ورداء فقال له الربيع: يا أمير المؤمنين تخرج على الناس في هذا اللباس! فقال له أبو جعفر: ويحك أبقي أحد يستحيا منه؟ ثم رمى ببصره في الحجرة فإذا هو بعبد الله بن عياش فقال: يا ربيع إنما بقي من الناس هذا الشيخ، فإذا مات فقد مات الناس. وكان مروان بن محمد يقول: لا أزال أرى لرجال الشام فضلاً على رجال العراق حتى يدخل عليّ ابن عياش عبد الله والفضل. وكان الفضل قد ولى فارس ليزيد بن عمر بن هبيرة وافتض سيراف وكان بها كردي قد غلب عليها فقتله ثم ولى بعد ذلك الجبل وحلوان وكان له في ذلك خبر.

ومن آل عبيد بن الحارث عباد بن عاصم كاسي الخوان، وكان من الأجواد، وكان هو وأهل بيته قاطنين بمكة، وكانت له دار السلطان على الباب الأعظم فكانت مرهبة تقول: لنا دار لا يجوز لمسلم حج حتى يمر ببابها، لأنها على المسعى، فاغتصبهم عليها أبو جعفر المنصور بيعاً، وقد تزوّجوا في قريش وزوجوا فيها.

ومن بني معاوية بن سيف بن الحارث بن مرهبة أنس بن معقل، وكان دميماً قصيراً، وكان من فرسان العرب المعدودين، فلما قدم الحجاج وضع الديوان وعرض الناس فمن رأى أن يزيده في عطائه زاده، ومن رأى أن ينقصه نقصه، وبذلك أمره عبد الملك. فمر به أنس فازدراه، فحطه من عطائه ألفاً وكان في ألفين فما خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ترك أنس ديوانه ولحق بعبد الرحمن فلما كان يوم دير الجماجم جعل أنس يدعو الناس إلى المبارزة فلا يبرز له فارس من أصحاب الحجاج إلا قتله، وجعل يحمل وهو رافع صوته ينتمي ويقول. أنا الغلام الهمداني، أنا الغلام المرهبي، ينتمي يرفع صوته ليسمع الحجاج، وكان الحجاج يسمعه فملأه غيظاً، وجعل لا يقلع من الصياح وقتل الفرسان، فلما بلغ بالحجاج كل مبلغ قال: ويحك يا عياش يريد عياش بن أبي خيثمة من ذا الذي قد بلغ منذ اليوم ما أرى؟ قال: هذا الذي نقصته من عطائه ألفاً. قال الحجاج: أمير المؤمنين كان أعلم به منا، فهل فيه مطمع؟ قال عياش: لو طمعت فيه لوجهت إليه وأعلمته رغبتك فيه.

وولد نهد بن مرهبة بدّاء وصعباً، فولد بداء نصباً، فولد نصب رباءة عمراً الشاعر جاهلي، وهو القائل:

فلم تغلب أسنّتنا زبيد ... ولم تعجز مناصلنا مراد

متى تنقل إلى قوم رحانا ... فقد درجوا مدارج آل عاد

وولد صعب بن نهد الجابر ومزينة وسيفاً وملايناً بطن وهم الملاينون فولد الجابر سليمان وبشراً. وولد سيف بن صعب الجعد والجدم وهم الأجدام والجعود بطنان. فأولد الجعد آل جديح ومن معهم من أخوتهم. وولد الجدم الشجرات منهم محمد بن سعيد وأولاده أحمد وعبد الله وعبيد وأبو علي وقبرة.

 

وولد قسم بن مرهبة وقشاً وغالباً وزياداً والأشرس وسلامان وباجلة وناكل، فولد غالب الوليد بطن وولد زياد شغموماً وهم الشغاميم بطن أنجاد عتاة. وولد الأشرس نوفلاً وحورة بطن يسكون بأثافت مع آل ذي كبار. وأولد وقش غالباً، فأولد غالب منبهاً، فأولد منبه عميرة، فأولد عميرة معاوية، فأولد معاوية زرارة فأولد زرارة عبد الله فأولد عبد الله ذراً فأولد ذر عمر بن ذر القاضي الفقيه.

ومن بني قسم بن مرهبة سيف بن عمرو، وهو القائل:

لقعقعة اللجام برأس طرف ... أحب إليّ من أن تنكحيني

أخاف إذا وردن بنا مضيقا ... وحثّ الركض ألا تحمليني

وكان سبب قوله هذا أنه وفد على بعض الملوك، فأحب الملك أن يعرف رغبته في الخيل، فعرض عليه بين فرس يختاره من مربطه وبين قينة أبرزها إليه في حليها وحللها، فأومضت الجارية إليه أن يختارها فكره، وأنشأ يقول ما ذكرنا. وقد يدخل هذين البيتين في شعر ابن معدي كرب من يجهل أيام الناس.

ومن مرهبة عبد السلام الدوسري من أهل الريّ وكان سيداً مطاعاً كثير الجماعة، فلما مر عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الريّ يريد سجستان وخالد بن عتّاب بن ورقاء التميمي والٍ عليها وقع بينهما شر واختلاف لطمع خالد بكثرة جماعته من النزارية وقلة جماعة عبد الرحمن، فبلغ ذلك عبد السلام، فأقبل في قومه فشدّ على خالد وأصحابه فهزمهم، فقال أعشى همدان في ذلك:

ألم تر دوسراً منعت أخاها ... وقد حشدت لتقتله تميم

رأوا من دونه زرق العوالي ... وحياً ما يباح لهم حريم

وكان المرهبيّ فتى حروب ... يهش لها إذا نكص اللئيم

وقال أيضاً لعبد الرحمن:

يوم انتصرنا لك من عائذ ... ويوم نجيناك من خالد

يريد عائذ بن عدي بن همام بن مرة بن حجر بن عدي، وكان لطم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فلم تغضب له كندة وغضبت له همدان.

ومن خبيث هجاء أعشى همدان لخالد بن عتاب قوله:

ووالله ما أدري وإني لسائل: ... أبظراء أم مختونة أم خالد

فإن يكن الموسى جرى فوق بظرها ... فما ختنت إلا لمصّان قاعد

يرى سوأة من حيث أخرج رأسه ... تمر عليها مرهفات الحدائد

انقضى نسب مرهبة، وهي مرهبة الدوسر، سميت بذلك لما كان فيها من الخيل والرجل وقد ذكرنا منتهى العدد فيه، وقيل لمبلغ ذلك العدد دوسر لعظيم جاهرته تفخيماً له، كما قيل في البعير العظيم الهامة المتورم الأخادع دوسر ودوسري، وأخرجوه على مثل رجل نوفل يزيد على ذوي النوافل والتنفّل. وأما ناقة دوسرة فغير ذلك، لأن الناقة لا توصف صفة الفحل في عظم الهامة، وإنما يقال فيها وجناء عظيمة الوجنات عريضة الخدود. وكأن اشتقاق هذا النعت فيها من دسرها في السير لفجاج البلاد وجمعها بين البلدين والدسر الدفع والطعن والخرز، وما يجري في ذلك النعت الدسار مثل قتال والجميع الدسر مثل قتل، ويقال طعنه فدسره ودسرت السفينة جمعت ما بين ألواحها بدسر القنبار، وطعن الصيد ودسر في الشبكة انقضى نسب مرهبة، ولم يبق لعميرة بن الدعام في اليمن بقية تعرف وهذا أرحب بن الدعام: وأولد أرحب وهو مرّة بن الدعام ومعنى أرحب أوسع في الشرف سفيان وعليان وملالة، ثلاثة نفر ومن يتبكل من الجبر يقولون: نحن بنو الجابر بن أرحب والورديون يقولون: نحن بنو الحسين بن الورد بن أرحب. والأشهر أن الجبر من حاشد، والورد من آل أقيان من حمير، وه بعد ذلك أعلم.

فولد ملالة بن أرحب مالكاً سيد همدان، وهو فارس الخطار فرس كان له وهو الذي قام بحرب خولان وقضاعة اليمن التي فتحها جذيمة الشاكري. وفي تلك الحرب يقول مالك بن ملالة:

ناديت همدان قومي ثم سرت بهم ... أبغي تقاضي دقن ماله أجل

في سادة من بني زيد إذا ركبوا ... كمت الجياد حسبت الأرض تحتمل

سرنا بأرعن جرّار كلاكله ... تخال أن عليه البرق يشتعل

وقتل مالك في تلك الحرب.

فأولد مالك عمراً وطفيلاً وأبا نمارة وكان سيداً جواداً فارساً شجاعاً، ورأسته همدان بعد أبيه، فقام بحرب قضاعة. وهو القائل:

سوابق قومي ليس يُدرك فخرها ... عن السادة الغرّ القماقمة الزهر

 

لنا البيت منها والرئاسة والحجى ... وإرث المعالي والجسيم من القدر

إذا ما اغتدوا يوماً لحرب قبيلة ... فقد رجمت منهم بقاصمة الظهر

نماناً إلى فرع الأرومة ماجد ... كريم المساعي في اليسار وفي العسر

ونحن بدعنا للجياد سروجها ... ونحن ضربنا الناس في شنف النكر

فإن جئن يوماً مالك بن ملالة ... فإنلهمدان مناقب لا تري

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه ... وطيب تراب القبر دل على القبر

وفي ذلك يقول مالك بن ملالة:

وأنا ابن همدان الذين هم هم ... بدعوا السروج وشلو كل لجام

وعلقمة بن مالك كان نجداً وهو القائل في حرب قضاعة:

عادات أسيافنا يوماً إذا صدئت ... صقالها بمساحي هام خولان

تظمأ ما ظمئت فينا، وليس لها ... إلا دماؤهم من مشرب دان

أمثلكم هاجنا أو هاد بيضتنا ... أو سبّنا يا رعاة المعز والضان

ثلاثة نفر بني مالك: فأولد طفيل جلهماً ومطعماً ومالكاً. فأولد جلهم مالكاً وعنتراً وحوثرة. وأولد مطعم مكرمان، فأولد مكرمان المعمر فأولد المعمر مطعماً، فأولد مطعم أبا رهم الشاعر، هاجر وهو ابن خمسين ومائة سنة وقال:

إليك طويت الأرض أقتبس الهدى ... وفارقت بطن الجوف نشقاً وأرحبا

وأما عمرو بن مالك فقتل في حرب خولان، قتله الربيع بن عقيل بأخيه مسعود بن عقيل.

وأولد علقمة بن مالك زيداً وملالة وبالظاهر من المراشي وادٍ يصب فيه شعب مرقب يقال له الملالي كان لآل ملالة، به مزارع ومساكن خاوية انقضى نسب ملالة بن أرحب.

بنو عليان بن أرحب وأولد عليان بن أحرب علوي وعبداً وذيبان الأصغر ومجلداً بضم الميم وفتح اللام ونخيلاً بطن ويقول بنو عبد: أن نخيلاً ابن لعبد وليس بأخيه.

فأولد علوي بن عيان كعباً وعوذاً والحارث. فولد عوذ بن علوي أوبر وبريمة. فولد الأوبر الأسفع، وكان سيد بكيل في عصره وهو القائل في حرب حمير ومذحج، وكانت حرباً مضرّة بالجميع، والذي هاجها ابن سريع السكسكي، ثم إنهم تداعوا إلى الكفّ، ولحمير فضل في الدماء على مذحج، ثم إن جابر بن عدي ومالك بن عمرو المازنيين من زبيد خرجا في الثلاثين راكباً من وجوه مذحج حتى طرحوا نفوسهم على زرعة بن عمرو الخنفري عن غير مشورة من كهلان، قوداً في الدماء التي كانت على مذحج، فاتفق باقي كهلان أنهم لا يسلمون، وأنهم إن عدي عليهم دخلت كهلان كلها في حرب حمير في عجز قصيدة له قد أثبتناها فيما تقدم:

ألا يا لهمدان فجدّوا وشمّروا ... فقد ضافكم في القوم إحدى الكبائر

ونادوا مراداً ثم زمّوا سلاحكم ... وضموا جياد الخيل ضم المكاثر

فإني أرى قوماً أقادوا نفوسهم ... وصاحبهم فيما يُرى أيّ غادر

ونادوا بحاراً يا لكعب سراتكم ... فليس جهول بالأمور كخابر

ففي حمير الأرباب ملك ونخوة ... جبابرة ما فوقها من جباير

ونادوا زبيداً غاب عنها زعيمها ... وما هو فيما قد أحال بصادر

فمن مبلغ عني عدياً رسالة ... ويخبره عني ولست بحاضر

بأنكم أمكنتم من نفوسكم ... وفي عقب الأيام بلوى السرائر

فيا ليت شعري هل يؤوبن مالك ... أم الحين يهوي للثرى والحفائر

بني مازن هلا عذلتم أخاكم ... وقلتم له قول الشفيق المحاذر

هلمّ ولا تطرح يديك إلى العدى ... فتوعب أذن بعد جدع المناخر

فإن تسلموا عنها نرَ الأمر مقبلاً ... وإن تعطبوا نثأر ببيض بواتر

وكل ردينيّ أصمّ عنطنط ... يلوح كنجم في المجرّة زاهر

وبالجوف من همدان ما عادل الحصا ... فوارس هيج غير ميل عواور

إذا استلأموا شُبّاكهم فتواثبوا ... كمردف عقبان الشريف الكواسر

وتنظر أهل الظاهرين رديفة ... فمن بين ذي درع ومن بين حاسر

 

كأن عزيف الجن بين قسيّهم ... إذا ضُبحت بالمحصدات الجبائر

ففعلت فيهم حمير الجميل، وشدخت دماءها، وجُمّلوا، وأسنى لهم العطاء والحباء، ففي ذلك يقول مالك بن عمرو الزبيدي في كلمة له:

فمن مثل زرعة في العالمين ... لمن عضّه الدهر أو ضمّهْ

تمكن في الصيد من خنفر ... ومن بيت حمير في الصتمهْ

وقد تقدم ذكر ذاك على كماله في الكتاب السادس.

فأولد الأسفع بن الأوبر ثمامة بن الأسفع، وقد رأس، وكان منيعاً وقتل بعض الأقيال فأولد ثمامة بن الأسفع قيساً ويكنى أبا المنتصر وقد رأس، وهو مجير الأعن ملك من ملوك كندة من بني الكيشم ويقال الكيشوم نبز أيضاً واسمه يزيد بن عمرو بن امرىء القيس بن عمرو بن تملك وهي أمه، وفيه يقول الأعنّ:

أراح خليلك أم يبتكر ... أم القلب للشوق لا يصطبر

فسيري ولا ترهبي ما حييت ... إذا عاش قيس أبو المنتصر

إذا ضيع الناس جيرانهم ... فجارك يطلى عليه الصبر

له أسرة من خيار الفصيح ... وللجار فيهم وفاء وبرّ

مطاعيم حين يعزّ القتا ... ر وهم في الحوادث قوم صبر

وقيس القائل:

لقد غدوت أمام الحي تحملني ... قوداء من أعوجيات محاضير

خيفانة فرط تقريبها المرطى ... كأن هاديها قادم على بير

ومذكيات فحال في رحائلها ... من أرحب الشمّ فرسان مساعير

والحارث بن ثمامة قاتل الحسا عبد لبعض ملوك حمير، وكان خطيراً ومالك بن ثمامة ويزيد بن ثمامة الأصم فارس همدان ويكنى أبا ثمامة وشرح بن ثمامة وعبد الله بن ثمامة.

وقيس ويزيد ومالك وشرح هم أسافعة همدان، فدرج شرح.

ويروى أن عبلة عنتر العبسي قالت له: هل بقي في قلبك يا أبا المغلس إلى لقاء فارس من فرسان العرب واختباره أرب؟ قال: نعم، يزيد بن ثمامة بن الأسفع. فبينما هما في ذكره إذ أقبلت خيل، فوجه فارساً يأتيه بخبرها، فسألهم الفارس: من أنتم؟ ولمن هذه الخيل؟ فقالوا: ليزيد بن الأسفع. فرجع الفارس فأعلم عنترة، فقالت له عبلة: ما أراك إلا قد أتاك ما أردت. فقام إلى فرسه يرتجز:

يا صاحبي شدّ حزام الأبجر ... إني إذا يدنو الردى لم أضجر

وركب فيمن حضره في الصرم من بني عبس، فطعن يزيد عنترة في كفه فأطار رمحه، وحمل عليه عنترة فاعتنقه، فوقعا ويزيد على صدره، وولت بنو عبس فخلى عنه وقال: إليك، فإنما كنا على طريق غيركم. فلما انصرف عنترة قالت له عبلة: كيف رأيت يزيد كأنها تعيّره؟ فقال:

ألا يا عبل إن القوم ولوا ... ولاقاني جحاجحة الكرام

لقيت كريمهم فاختل كفي ... وأضرعه بجعجاع الصادم

فألقِيَ ساقطاً وصددت عنه ... أبادر كالقراطي الحسام

ويزيد القائل:

أعاذل أنه مال طريف ... أحبّ إليّ من مال تلاد

أعاذل إنما أفنى شبابي ... وأقرح عاتقي حمل النجاد

وهو القائل:

سائل مراداً ينبيك عالمها ... أا نعل القنا وننهلها

ونخمد الحرب حين يضرمها ... أهل الوغى تارة ونشعلها

فولد مالك شرحاً فارس الجرادة ولقي عامر بن الطفيل في بعض أيامهم وأيام بني عامر فطعن عامراً فأذراه عن فرسه، واشتبكت عليه فرسان بني عامر وفي ذلك يقول عامر:

أصبح شرح قد شفى فؤاده ... زوى إليّ الرمح ثم عاده

أذهب إليك فارس الجراده

وأما عبد الله بن ثمامة بن الأسفع فقتلته زبيد، فغزتها أرحب فأذرعت فيهم القتل، فقال عمرو بن معدي كرب:

عقرتم خيلنا وقتلتمونا ... بشيخ كان أزمع بانتحار

وولد كعب بن علوي مبعوثاً والحارث ونوفاً، فولد مبعوث ثماماً، فولد ثمام قيساً، فولد قيس يزيد بن قيس كان رئيساً عظيم الحصاة، وفيه يقول الشاعر:

معاوي إلا تسرع السير نحونا ... نبايع علياً أو يزيد اليمانيا

وولاه عليّ عليه السلام شرطته، ثم ولاه بعد منصرفه من النهروان أصبهان.

 

وولد الحارث بن كعب مقاتلاً الأصغر، فولد مقاتل عميرة، فولد عميرة سلمة، فولد سلمة عمرو بن سلمة وهو من أصحاب علي عليه السلام وكان شريفاً نبيهاً ذَهناً كليماً، وهو الذي بعثه الحسن بن علي عليهما السلام وبعث محمد بن الأشعث في الصلح بينه وبين معاوية، فوصلا إلى معاوية وعنده عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الرحمن بن سمرة بن جندب بن عبد شمس الفزاري، فنظر معاوية إلى عمرو بن سلمة فأعجبه جهارته ولسانه ودهاؤه فقال: أمضريّ أنت؟ فأنشأ عمرو بن سلمة يقول:

إني لمن قوم بنى الله مجدهم ... على كل باد من معدّ وحاضر

أبوتنا آباء صدق نماهم ... إلى المجد أشياخ كرام العناصر

وأمّاتنا أكرم بهن عقائلاً ... ورثن العلى من كابر بعد كابر

جناهن إذ يجنين مسك وعنبر ... وليس ابن هند من جناة المغافر

ويروى جناهن كافور ومسك وعنبر. المغافر: صمغ العرفط أنا عمرو بن سلمة الهمداني ثم الأرحبي ثم العلوي. فأفحم معاوية. وكان عمرو مع هذا أحد الديانين الفقهاء. وعمرو بن سلمة الذي دخل حصن تستر هو وشريح بن هانيء الحارثي.

فأولد عمرو يحي فأولد يحي عمراً وسعيداً.

وأولد الحارث بن علوي مقاتلاً الأكبر، فولد مقاتل بن الحارث عبد الله، فولد عبد الله مطعماً. فهؤلاء بنو علوي بن عيان وقد قلوا في ديار همدان، ولم يبق منهم إلا بيت آل عاصم وآل روشا وآل حكيم أبيات صغار.

ومن أشراف بني علوي شريح بن مالك، ولا أدري إلى أي هذه البطون هو.

وقد يقول بعض علام أرحب: إن علوي صغّر وكبّر. يقولون: أولد علوي بن عليان بن علوي، فأولد عليان بن علوي علوي الأصغر ومنه انتشرت بنو علوي انقضت بنو علوي.

بنو عبد بن عليان بن أرحب: وهؤلاء بنو عبد: وأولد عبد بن عليان عميرة بن عبد وربيعة بن عبد ومنبه بن عبد ويحتل بن عبد وقد يقال: يحتل بن لعليان وعمرو بن عبد والأدرم بن عبد. ستة نفر. فدرج عمرو والأدرم. وولد عميرة بن عبد سبعاً وغراباً وهو عبد الله ونعجاً وهم النعوج بطن وسيفاً وسعداً وجهماً وجهيناً. فولد سبع قيساً، فولد قيس سعداً، فولد سعد مالكاً، فأولد مالك سعيداً، فأولد سعيد هانئاً، فولد هانىء سيفاً صاحب فتوح الخوارج والمتذرع القتل فيهم، وكان سيداً شريفاً وأولد سعد بن عميرة ثمامة، فأولد ثمامة أزهراً، فأولد أزهر عميرة، فأولد عميرة حجلاً وهو عبد الله، فأولد حجل يأساً، فأولد يأس الأزهر ومغيتاً والحسن، فأولد الأزهر يأساً الأصغر والأخنس، فأولد يأس الأصغر عبد الله، فأولد عبد الله إبراهيم والحسن ومحمداً، فأولد الحسن إبراهيم وسعيداً، فأولد إبراهيم عبد الله وكان فارساً نجداً وإبراهيم بن إبراهيم، فأولد إبراهيم بن عبد الله بن يأس الدعام بن إبراهيم سيد همدان في عصره والزائد على من تقدمه نجة وفروسية وجوداً وحلماً ودهاء وثباتاً ووفاء وصبراً وصوناً، وهو الذي قام على آل يعفر فاستلب المملكة منهم وملك بلدهم وتأمر بصنعاء وجبيت إليه اليمن إلى ساحل عدن، ولم يطل ذلك. وكان مكيناً حظياً عند محمد بن يعفر، فلما قتله ابنه أبو يعفر إبراهيم بن محمد، قدم عليه الدعام معزياً له وزارياً عليه فيما ارتكب من أبيه وعمه، فأمر بإيصاله، فوجده منشياً، فلما كلمه قال: وتقابلني بهذا؟ لحقيق أن تلطم! فخرج منه الدعام ضغيناً وقد أحمسه الغضب، فلما صحا أبو يعفر خبر بما كان منه، فاعتذر إليه وقرّبه، فقال له: لن ترقع كرامة اليوم هوان أمس، ولن تعلق قادمة الخير بذنابي الشر. ثم إنه ماسحه حتى خرج من عنده، فلما صار في بلد همدان أظهر الخلاف واجتمعت له بكيل وقتل محمد بن الضحاك فغضب فيه حاشد وغضب الجميع معه، فكان له وقائع وملاحم منها يوم خيوان ويوم ورور ويوم خمر، وعظمت صولته حتى ضرب به المثل فقيل فيما استعظم: لأفعلنه لو قام فيه ما قام في الفاة، وما قام في لطمة الدعام. وفي ذلك يقول بعض أرحب:

سلبنا من حوال الملك قسراً ... بلطمة شيخ كهلان الدعام

 

ولم يزل بصنعاء حتى أخلّ عليه محمد بن أحمد بن الُوَيّة إلى حفتم بن حسن، فبعث الموفق والمعتضد إلى اليمن في نصرة أبي يعفر، فخرج منها، ثم عادها كرة أخرى، ثم لاءم العلوي يحي بن الحسين بعد ذلك إلى آخر أيامه، وأسلم إليه بلد همدان، وقام معه ابن طريف والقرامط، وكان له وللسفيانيين يوم عرق صبحة قتلوا فيه من القرامط زهاء أربعمائة من أبطالهم وعواديهم، وهي أول دبور على القرامط، وفي ذلك اليوم يقول الهمداني:

إن سيوفاً جلت وجوهَ بني قح ... طان لما اعتدت ذنائبها

بسفح قُران أو ربا عرق ... ايام أذكى الحروب حاطبها

على ابن فضل وقد أطاف بنا ... في عدة كالدبا كتائبها

يذكرننا ما سللن أعظمهم ... وقرع أسنانهم مضاربها

أن يطّلبها لفي عواتقنا ... مرتقبات لمن يراقبها

فأولد الدعام أرحب وعليان ومحمداً والحسين والحسن وإبراهيم وأم الحسن أميرة بنت عمة محمد بن عبد الله. ولم يعقب محمد غيرها، فأولد أرحب علياً وبكيلاً درج، فولد علي أبا همدان وأبا العشيرة. وأولد عليان بن الدعام المظفر أبا العشيرة ويأساً والدعام والمهلب وأرحب، فولد المظفر حميدة وأبا الحسين وأبا الهيثم، فولد حميدة عليان والدعام والمظفر وأولد يأس عبد الله بن يأس ودرج الدعام بن عليان، وأولد الحسين بن الدعام محمداً أبا ظالم، فولد أبو ظالم الحسين والمظفر، وولد محمد بن الدعام أحمد وعبد الله أبا الحسين فدرج، وولد أحمد بن محمد حوال بن أحمد ومحمد بن أحمد، وأولد الحسن بن الدعام الحسين، فولد الحسين علياً ولم يعقب إبراهيم بن الدعام.

والدعام بن إبراهيم المستنقذ لأسعد وعثمان وجميع آل يعفر من سجن العلوي بشبام بعد أن أجمع على قتلهم، ثم استخرج أسعد منه كرة ثانية وهو بصنعاء وصرفه إلى بلد أرحب، ثم أجار آل يعفر هو وأولاده وقد قصدوه بحرمهم هاربين من القرامط، وأخلى لهم منازله بما تحويه.

وابنه عليان مانع عثمان وحسان ابني أحمد بن يعفر من أسعد ومن الناصر أحمد بن يحي بن الحسين.

وسؤدد آل الدعام عظيم وأخبارهم كثيرة. وأولد الأخنس الأزهر، فأولد الأزهر موسى ومحمداً، فأولد محمد الأخنس فأولد الأخنس أحمد وسليمان. وأولد موسى المسلم والأزهر، فأولد الأزهر ميموناً.

وأولد الحسن بن يأس الأكبر سعيداً، فأولد سعيد الأسود، فأولد الأسود شبيباً، فأولد شبيب سعيداً، فأولد شبيب سعيداً، فأولد سعيد خالداً. وأولد مغيث بن يأس محمداً ويزيد، فأولد محمد إسماعيل، فأولد إسماعيل المسلم درج. وأولد يزيد خليفة ورئاباً، فأولد خليفة أم أرحب بن الدعام، ولم يعقب رئاب إلا امرأة تزوج بها المسلم انقضت الأحجول.

بنو غراب بن عميرة بن عبد وأولد غراب بن عميرة وهو عبد الله الحارث، فأولد الحارث عبيداً وعكرمة والغصين، فأولد عبيد هارون، فأولد هارون البختري، فأولد البختري سويداً ويزيد وأبا صفرة، فأولد سويد سميعاً وسعيداً وعيسى، فأولد سعيد أحمد، فأولد أحمد محمداً والحسن، وأولد عيسى بن سويد ابا علي، فأولد أبو علي عيسى، وولد سميع بن سويد سليمان، فمن ولد سليمان عبد. وولد يزيد بن البختري أبا الغيث، فأولد أبو الغيث يزيد، فأولد يزيد بُرَيهاً. وأولد أبو صفرة بن البختري هاشماً وهريناً وبريهاً ثلاثة نفر فولد هرين بن أبي صفرة البختري، فولد البختري الأخنس. وولد بريه بن أبي صفرة أبا صفرة فأولد أبو صفرة سليمان فأولد سليمان ربيعاً. وأولد هاشم بن أبي صفرة محمداً فأولد محمد عراراً، وأولد عكرمة بن الحارث الضحاك وعلياً، فأولد الضحاك أبا الزبير، فأولد أبو الزبير الضحاك، فأولد الضحاك أبا الزبير أيضاً، فأولد أبو الزبير عبد الله، فأولد عبد الله حميداً. وأولد الغصين الحسن، فأولد الحسن الغصين، فولد الغصين معبداً، فأولد معبد سليمان، فأولد سليمان محمداً، فأولد محمد حسيناً. وأولد علي بن عكرمة قطناً، فولد قطن علياً، فولد علي حديثة، فولد حديثة علياً، فولد علي حديثة.

والذين بقوا باليمن من نعج آل أعبس، وآل العجاج: ولا بقية لسيف وجهم وجُهَين بن عميرة باليمن انقضى ولد عميرة بن عبد.

بنو ربيعة بن عبد بن عليان بن أرحب:

يال همدان بن زيد اطلبوا ... عزة النصر بأطراف الأسل

 

ودحياً بطن وزحناً بطن. وفيهم يقول الحصين بن يزد الحارثي وكان أغار على إبل لهم وإبل لقيس بن جنادر فاشتلها:

اغرن، فلم يدعن لآل زحن ... ولابن جنادر قيس بعيرا

ثم غزت أرحب بلحارث فاكتسحوا لها نعماً كثيرة وأصابوا منها دماء وأسرى فقال الوقيّ بن الأعلم يجيب الحصين ذا الغصّة:

أسرك أم أساءك فعل قومي ... غداة الأحرمين من النجاد

كأنك الخيل بالنحيين هجرا ... وبالبقعاء رجل من جراد

صبحنكم المنية ثم نادى ... منادينا: ورادكم وراد

وفي ذلك يقول مالك بن حريم، وذكر من القديم حرب خولان:

فإن تغضب فلست المرء ترضى ... ولم أعلمك إلا من إياد

أسرّك أم يسؤوك ما فعلنا ... غداة الأحرمين إلى السواد

كسيرة جيشنا لبني زبيد ... فغادرهم برهط أبي نجاد

ورهط المازني أبي كعيب ... تركناهم كباقية الرماد

تحوم الطير فوقهم وجالت ... على خولان بالأسل الحداد

فولوا عند ذاك وأمكنونا ... من البيض الأوانس والخراد

غنيمة جيشنا من كل حي ... معكرة الطرائف والتلاد

ولعس كالظباء مردّفات ... كأن عيونها واهي المزاد

أي كأن دموعها قاطر المزاد فأود الحارث بن مرّ مالكاً، فأولد مالك كعباً، فأولد كعب ملايناً وجنادر، فأولد جنادر قيساً الذي ذكرناه آنفاً. وأولد ملاين مالكاً القاتل يوم الرّزم:

ونبني على دار الحفاظ بيوتنا ... ونحبس أموالاً وإن طال جوعها

ونحن كفينا الرزم همدان أننا ... كفاة وقد ضاقت بذاك دروعها

انقضى آل مر بن ربيعه.

وأولد قيس بن ربيعة أدهم وأقفع وهو عبد الله ومحمداً وهو حميد. ثلاثة نفر شهدوا حرب قضاعة وحسن فيها بلاؤهم، وفي أولادهم إلى اليوم الجدّ والنكاية، وهم باب بني عبد، وفيهم يقول بعض رجاز همدان:

لن يدفع الخطب إذا ما وقعا ... إلا بمثل أدهم وأقفعا

وفي محمد بن قيس يقول الربيع بن عقيل الكلبي:

ألا أبلغن ابن الطفيل وبلغن ... حميد بن قيس، والرسول أمين

بأنكم لن تذهبوا بدمائنا ... ولكن ستقضى، والديون دقون

سنصحبكم يوماً بيوم سحامة ... تشيب له م الغانيات قرون

وتسخن منكم أعين باقتضائنا ... لما قرّ منكم أمس فيه عيون

دماً بدم، والحلّ حلاً بمثله ... كذا الحرب تحنو مرة وتخون

فأولد محمد بن قيس عمراً، فأولد عمرو حميداً بطن. وهم الحميدات وغثيماً ربطن. وهم الغثيمات، فأولد حميد أدهم وعبد الحميد ابني حميد، فأولد قيساً وأفلح، فأولد قيس يزيداً، فأولد يزيد محمداً فأولد محمد يزيداً وسياراً، فأولد يزيد عبد الله وسليمان ومحمداً وعيسى وأدهم. وأولد سيار الوليد وعلياً وأدهم وقيساً وإبراهيم، فأولد إبراهيم وليداً، فأولد وليد سياراً وإبراهيم. وأولد قيس بن سيار عصية ويزيد وإبراهيم وقتراً ومحمداً. وأولد علي بن سيار الحسن وحكيماً وبُريهاً وسُليماً. وأولد عبد الله بن يزيد عبداً وسعيداً وعلياً وعيسى. وأولد سليمان بن يزيد علياً، وأولد أدهم بن يزيد صبيحاً وذيبان وأبا الغيث وعيداً وسلمان وأبا الحسين، وأولد أفلح بن أدهم بن حميد الأزهر فأولد الأزهر مسعوداً، فأولد مسعود سعيداً وشديداً، فأولد سعيد حميداً، فأولد حميد عبد الله، فأولد عبد الله محمداً ويزيداً. وأولد شديد بن مسعود مسعوداً، فأولد مسعود أبا الخير، فأولد أبو الخير شديداً وعلياً. وأولد عبد الحميد بن حميد محمداً، فأولد محمد عبد الحميد فأولد عبد الحميد فضلاً، فأولد فضل بريهاً، فأولد بريه همدان، فأولد همدان عازماً وبريهاً انقضت الحميدات.

وأما غثيم بن عمرو فهم آل أبي إسحاق وآل حكيم وآل أبي رباح وآل قطيب انقضى بنو محمد بن قيس. وهؤلاء الأداهم:

 

وأولد أدهم بن قيس طارقاً وعبد الله وكثيراً وسقيلاً وهم السقل، بطن بالحلاة من أرض السبيع وكشيراً وجرماً والمعاور. سبعة نفر بني أدهم. فأولد جرم بن أدهم ركيناً، فأولد ركين سعيداً الأكبر بطن بالكوفة. وأولد المعاور أحور وعبد الله، فأولد عبد الله عمراً وبُريهاً وهما ممن هاجر إلى الكوفة وأولد أحور صقلان بن أحور ومقتر بن أحور فدخل هذان البيتان في السقل بالحلاة. وأولد طارق بن أدهم شُريفاً وعمراً والعباس والحسن وتميماً فدخل تميم في صُبارة بن سفيان، وهم سادة صبارة وأشرافها. خمسة نفر بني طارق. فأولد شريف بعيثاً فأولد بعيث مسلماً الأكبر بطن هاجروا إلى الكوفة. وأولد عمرو بن طارق الأزهر الأكبر وعرعرة، فأولد عرعرة الحباب ويكنى أبا حنش، بطن ممن هاجر إلى الكوفة. وأولد الأزهر جزيلاً ووليداً، فأولد جزيل الأزهر بيت نزعوا من الظاهر إلى بوسان الخشب والرحبة فحملوا وخالطوا بلحارث بالرحبة. ومنهم العمريون القنّاص سياحة باليمن على القنص، وهم من أقنص همدان، وهم بنو عمرة بن قيس بن همدان بن جزيل بن الأزهر بن جزيل. ومنهم زهير بن قيس بن همدان بن الأزهر الذي تنسب إليه دار الهمداني بحرّة نجد، وكان له هناك نخل ووطن. وأولد الوليد منقذاً أبا حنش، فأولد منقذ الحارث، فأولد الحارث عمراً، فأولد عمرو سليمان ذا الدمنة وكان شاعراً، وهو القائل:

إذا المرء لم يستر عن الذم عرضه ... ببلغة ضيف أو بحاجة قاصد

فما المال إلا مظهر لعيوبه ... وداع إليه من عدو وحاسد

وما المرء محموداً على ذي قرابة ... كفاه مهما دون نفع الأباعد

ومن لا يواتيه على الجود وجده ... فإن جميل القول إحدى المحامد

بذلك أوصاني أبي عن جدوده ... وأوصوا بذاكم عن بكيل وحاشد

فأولد سليمان ذو الدمنة داوود فأولد داوود يوسف المقرا، فأولد يوسف محمداً ويعقوب، فأولد محمد يوسف أبا الصعاب، فأولد يوسف محمداً الأصفر لقب والحسن ويعقوب فدرجا فأولد محمد الأصفر يوسف ويعقوب فدرج يعقوب. وهذا البيت بزبيد من تهامة. وأولد يعقوب إبراهيم ومحمداً وأحمداً، فأولد إبراهيم محمداً والحسين وعلياً درجوا وأولد محمد إبراهيم وعبد الله درج وعبد الله وفاطمة أم مالك بن الحسن الذي فيه المراثي من أبيه. وأولد أحمد الحسن لسان اليمن وإبراهيم. وأولد إبراهيم أحمد ويعقوب ومحمداً درج ورثاه عمه. والذي نقل من هذا البيت عن المراشي داوود في آخر عمره هو وابنه يوسف لاحقين بإخوتهم من بني الأزهر بن جزيل فخالطوهم مع بلحارث بالرحبة يسيمان فيها مالهما، وبرحابة وبصدور الخشب دهراً، ثم سكن يوسف صنعاء في آخر عمره وحمل بها هو وأولاده، وكان لهم بصر بالإبل لم يكن لأحد من العرب وأولد الحسن بن طارق نويرة فأولد نويرة طارقاً الأصغر، فأولد طارق الحسن، فأولد الحسن بن طارق أبا حبش فأولد نويرة طارقاُ الأصغر، فأولد طارق الحسن، فأولد الحسن بن طارق أبا حبش فأولد أبو حبش علياً وموسى، فأولد موسى يزيد وهريناً، وأولد علي سليمان وقريظة والحسين بن علي بن أبي حبش أبيات كلها. وهي أبيات آل أبي حبش، فنوا جميعاً في حطمة التسعين ومائتين باليمن، وذلك أن مالهم فني، ورقّت وجوههم من المسألة، فاعتفدوا، وأوصدوا عليهم وعلى أهاليهم وعيالهم أبوابهم فماتوا رحمهم الله، فلم يبق منهم أحمد، سوى طفلة درجت من خلل بين حجرين فأخذها بعض بني الأزهر بن عبد الرحمن فرشّحت عندهم وزوجت فيهم. وسوى رجل كان نازحاً عنهم إلى ما يصالي بلد شاكر فقد بقي له عقب.

 

وأولد العباس بن طارق عبد الرحمن والوليد، فأولد عبد الرحمن محمداً وعميلاً والأزهر، وأولد الوليد بن العباس سليمان، فأولد سليمان المسلم وعصيّة ابني سليمان، فأولد المسلم حميداً وموسى ابني المسلم فأولد موسى بن المسلم هريناً وسليمان وزيداً. وأولد حميد بن المسلم المسلم وعصية وسيفاً والعباس، فأولد العباس الموفق وعبد الرحمن وإسحاق وإدريس، فأولد الموفق أبا علي وأحمد، وأولد إسحاق بن العباس أبا الغيث، وأولد إدريس بن العباس ميموناً، وأولد عبد الرحمن بن العباس الأزهر الأصغر بن عبد الرحمن الأصغر. وأولد الأزهر بن عبد الرحمن الأكبر الحسن والعباس بيتين وأولد محمد بن عبد الرحمن ميموناً وأحمد وجعدبة ثلاثة نفر بني محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن طارق انقضى نسب الطوارق.

وأولد عبد الله بن أدهم عامراً؛ فأولد عامر أدهماً، فأولد أدهم عبد الله فأولد عبد الله عامراً وسعيداً، فأولد سعيد محمداً وعامراً وعمر بني سعيد، فأولد عمر مغيثاً وعبد الله، وأولد مغيث سعيداً، فأولد سعيد جعفراً وموسى ويزيداً وعمراً بني سعيد بن مغيث، فأولد جعفر سياراً وأجدعاً وأدهماً وعيسى بني جعفر بن سعيد. وأولد موسى بن سعيد بُريهاً وهريناً ومنقذاً بني موسى بن سعيد. وأولد يزيد بن سعيد محمداً وحميداً ابني يزيد بن سعيد. وأولد عمر بن سعيد بن مغيث نهداً. وأولد عبد الله بن عمر محمداً وبريهاً وعمر وأحمد، فأولد محمدٌ سليمان وعيسى وعبيداً، وأولد عيسى بن جعفر حسيناً وعلياً ابني عيسى. وأولد أحمد بن عبد الله عبيداً وحميداً، فأولد حميد سليماناً. وأولد بريه بن عبد الله موسى وعيسى ومهدياً وهمداناً أبا عازم بني بريه بن عبد الله فأولد موسى بن بريه هريناً، وأولد عيسى بن بريه مغيثاً وعبد الله، وأولد همدان بن بريه عامراً ومحمداً ابني همدان هؤلاء بنو عبد الله بن عمر.

وأولد عامر بن سعيد فلفلاً، وأولد فلفل حميدة وزنجياً ابني فلفل، فأولد حميدة علياً وعزّاماً ابني حميدة، وأولد زنجي سعيداً وخشيناً، وأولد خشين المحترم، فأولد المحترم محمداً وعبد الملك وأبا زياد، فأولد أبو زياد علياً ويعلى وعبيداً، فأولد يعلى عيسى وعبد الله، فأولد عيسى يعلى. وأولد عبد الملك بن المحترم حزاماً وموسى، فأولد موسى هاروناً. وأولد حزام قتراً. وفي ابن حزام هذا وهمدان ومهدي ابني بريه يقول الهمداني لبعض سفيان بن أرحب:

غدرتم بمهدي على الأمن سرقة ... وبيّتم همدان وابن حزام

ثلاثة أبطال تريك وجوههم ... إذا سفرت ما تحت كل ظلام

كثير وكشير وسقيل بطون صغار انقضى بنو عبد الله بن أدهم، فانقضى نسب الأداهم.

وأولد عبد الله الأفقع بن قيس مالكاً والوليد، فأولد الوليد عبد الله وسعيداً، فأولد عبد الله الصباح، فأولد، الصباح عبداً وهو عبد الله أيضاً، فأولد عبد الله بن الصباح يزيد، فأولد يزيد المهاجر وموسى وسعيداً وعوسجة، فولد المهاجر عبيداً ومحمداً وأحمد وغوثاً وسعيداً. وأولد عوسجة الصباح ويعلى، فولد الصباح عبيداً وعوسجة والحسن. وأولد موسى بن يزيد هريناً، فولد هرين بن موسى موسى. وأولد سعيد بن الوليد بن أقفع الحكم والوليد، فولد الحكم سعيداً، فولد سعيد محمداً، فولد محمد سليمان. وولد الوليد بن سعيد سعيداً وآل مرّ وآل يعقوب، فولد سعيد حميداً، فولد حميد عبد الله، فولد عبد الله إبراهيم ومحمداً.

 

وأولد مالك بن الأقفع عبد الله ويزيد، فولد يزيد بن مالك جابراً وعبساً، فولد عبس أعبس وعيسى. وولد عبد الله غوثاً ويزيد ومعبداً، فولد غوث مغيثاً، فولد مغيث سعيد فولد سعيد مالكاً والحكم، فولد مالك محمداً والوليد، فأولد محمد سعيداً وعيسى وعبد الله وعمر، وأولد الحكم سعيداً ويزيد، فأولد سعيد جعفراً ومغيثاً. وأولد معبد بن عبد الله عبد الرحمن والحكم، فأولد عبد الرحمن سعداً وغوثاً، فأولد سعد يزيد، فأولد يزيد محمداً وحميداً. وأولد غوث بن عبد الرحمن أحمد ومحمداً، فأولد أحمد جعفراً، فأولد جعفر أحمد، وأولد الحكم بن معبد حميداً وعبيداً، فأولد عبيد علياً، فأولد علي سليمان ومريساً. وأولد يزيد بن عبد الله بن مالك بن الأقفع الحصين وموسى والوليد وغوثاً ومحمداً وعبد الله. وأولد الحصين بن يزيد بن عبد الله الصّباح، فأولد الصباح عبيداً، فأولد عبيد الرامي وحصيناً وأحمد. وأولد محمد بن يزيد بن عبد الله الحارث، فأولد الحارث محمداً، فأولد محمد عبد الله، فأولد عبد الله الوليد، فأولد الوليد عبيداً. وأولد غوث بن عبد الله بن مالك بن الأقفع يزيد، فأولد يزيد غوثاً فأولد غوث محمداً، وأولد محمد الحرّاث، فأولد الحراث محمداً. وأولد عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن مالك الوليد، فأولد الوليد عبيداً مضى الأقافع. وانصرم بانصرامهم نسب قيس بن ربيعة.

وأولد زنباع وهو منصور بن ربيعة مشعباً وعمراً وشراحاً وحرباً بطن. وهم الحربيون بالسبيع بن السفل من ولد قيس. فأولد مشعب شنيفاً، وشراحاً وهو شريح وعبيداً. فأولد عبيد أبا الربيع، فأولد أبو الربيع شنيفاً، فأولد شنيف سليمان بن شنيف كان شريفاً نبيهاً وأولد شنيف بن مشعب عمران وموسى ومحمداً وعبد الرحمن وعلياً وإبراهيم وفراساً والوليد، فأولد عمران بن شنيف العباس ومحمداً وأبا سليمان بيت. فأولد العباس بريهاً وعيسى وشنيفاً وموسى وسعيداً ودويداً وسليمان. وأولد عبد الرحمن بن شنيف موسى، وأولد علي بن شنيف حسبنا. وأولد محمد بن شنيف عبيداً وحسيناً وعلياً. وأولد إبراهيم بن شنيف عيسى وإسماعيل وموسى، فأولد إسماعيل يعقوب، فأولد يعقوب إسماعيل وموسى، فأولد إسماعيل بريهاً ويعقوب، وأولد موسى بن إبراهيم عيسى، وأولد الوليد بن شنيف أبا علي، فأولد أبو علي الحسن، فأولد الحسن علياً وإبراهيم والوليد. وأولد فراس بن شنيف عبد الله وحميداً وعبيداً، فأولد حميد سليمان، فأولد سليمان عبيداً ويزيد والمشاعب تنازع بني فراس، فبنو شنيف تقول: لم تعقب إلا فراس بن شنيف، وبنو شريح بن مشعب تقول: لم يعقب إلا فراس بن شريح بن مشعب. وأولد سليمان بن شنيف عبد الله، فولد عبد الله حميداً، فولد حميد يزيد، فولد يزيد سليمان وعبيداً وبريهاً، فولد سليمان علياً ومالكاً ودويداً وحميدة، فولد علي الحسن، فولد الحسن معمراً. وولد عبيد بن يزيد المضاء، فولد المضاء عبيداً ومحمداً والحسن، فأولد عبيد خطيباً. وأولد بريه بن يزيد يعقوباً، فأولد يعقوب إسماعيل. وولد مالك بن سليمان بن يزيد عبيداً ومحمداً وبريهاً، فأولد عبيد محمداً، فأولد محمد عبد الله وعبديداً وأحمد وعيسى ومشعباً. وأولد بريه بن مالك بن سليمان يزيد وقيساً. وأولد حميدة بن سليمان إبراهيم وإسماعيل. فأولد إبراهيم إسماعيل ونعمة، فأولد إسماعيل علياً. وأولد دويد بن سيمان أحمد ومسلماً، فأولد مسلم سليمان وإبراهيم ومعمراً وعمران وعامراً، فأولد سليمان علياً وعبيداً.

أولد شريح بن مشعب عبيداً وفراساً وعكرمة، فأولد عبيد المهدي، فأولد المهدي المسلم وعبيداً وسميعاً وبريهاً وموسى وعيسى، فأولد سميع عراوة وعضية وسليمان. وأولد بريه بن المهدي المهدي وموسى وعيسى، فأولد المهدي إبراهيم. وولد عيسى بريهاً، فأولد بريه محمداً وأحمد. وأولد المسلم بن المهدي موسى، فأولد موسى ميموناً، فأولد ميمون المعمر. وولد عكرمة بن شريح الوليد، فأولد الوليد عيسى، فولد عيسى سلمان وهمدان، فأولد سلمان عبيداً وأحمداً، وأولد همدان موسى وعيسى، وانقطع آل عضية بن سريع البتة انقضى بنو زنباع، وانقضى بانقضائهم بنو ربيعة بن عبد.

بنو منبه بن عبد بن عليان بن أرحب

 

وأولد منبه بن عبد الحارث وينبز بالسكران وحرباً وعيينة درج والبطنين وهو قطيط وعمراً الأعلم فأولد الباطي حجلاً وعياشاً. وأولد الحارث عمراً ومربداً وهم المرابد بالسبيع من السفل وبني حرب والحزن درج وعبد الله الأزرق وهم الزرقان والمحترم وعنترا بطن. وهم العنترات وحبلان وهم الحبالات. وعمرو الأعلم يقال: هو ابن الحارث ليس بابن منبه. فأولد مربد بن الحارث سعيداً وصفوان. فمن ولد سعيد آل عوف، منهمشعيب المفحم وبنو عمه. وكان شعيب هذا آخر الناس جواباً للملوك وللسوقة. وأخباره كثيرة نادرة. ومن صفوان بن مربد المواجة آل موزجي وهم جماعة بالسبيع.

وأولد حرب بن الحارث وقد يقال أنه درج والمولد حرب بن منبه عبد الله وأبا صاب، فولد عبد الله بن حرب أبا عتيبة بطن. وهم العتيبات، فأولد أبو عتيبة يزيداً، فولد يزيد سليمان فولادته آل يعقوب. منهم يزيد بن أبي عتيبة الأصغر سيد أرحب في أيام يعفر والبشير، وكان وجيهاً عند الواثق والمتوكل. وولد أبو صاب شنيفاً، فولد شنيف جهيساً، فولد جهيس عبيداً، فولد عبيد جهيساً وشنيفاً ونصراً. وولد المحترم وكان قتل في بعض حروب مذحج غوثاً، فأولد غوث مالكاً، فأولد مالك غوثاً فأولد غوث مالكاً في الإسلام، فولد مالك غوثاً فولد غوث مالكاً وأبا فسحة وعبد الرحمن فقد كل ولده. فأولد أبو فسحة محمداً، فأولد محمد جعفراً، فأولد جعفر لقمان وآل لقمان من أشراف بني عبيد بالجوف، منهم مالك بن لقمان كان والي الجوف في أيام المأمون وخطاب الحوالي.

وولد عبد الله الأزرق قاسماً وجميلاً فولد قاسم عمران، فولد عمران هارون، فولد هارون عمران وعثمان. فولد عثمان قاسماً، فولد قاسم عبد الله، وولد عمران أحمد وكلّ باقيهم. وولد جميل بن الأزرق الأزهر، فولد الأزهر عتبة وجميلاً لهما بقية.

وولد عنتر علياً بن عنتر وعياشاً بن عنتر، فولد عياش يزيد، فولد يزيد همدان بيت لهم بقية. وولد علي بن عنتر عتيراً، فولد عتير علياً، فولد علي الأجدع، فولد الأجدع عاصماً وعلياً، فولد علي أجدع وأبا الحسين. وولد عاصم المحترم.

وولد حبلان زياداً وداوود وعبد الله، فولد داوود موسى. والمضاء. وولد عبد الله يزيد.

وولد الأعلم بن حارث سليلاً، فأولد سليل شرمة أبا الشرمان في بني رهم من الهجن وعمراً وذؤاباً الوفيين وهما وفيا همدان، وفيهما يقول فروة بن مُسيك:

والله لولا معمر وسلمان ... وابنا عرار ووفيا همدان

أذن تواردن حوالا نوفان ... يحملننا وبيضنا والأبدان

أي لولا معمر وبنو سلمان وبنو الوفيين. وإنما سميا الوفيين لأنهما كانا في بعض حروب همدان ومذحج قد أصابا اثنتي عشرة عاتقاً من السبايا فصيراهنّ إلى إخواتهما واجتنبا زيارة أخواتهما من أجل السبايا مع الإحسان إليهن في معايشهن حتى جرى السداد ووقع الصلح فردّاهن جميعاً كما هن ما كشف لواحدة منهن قناع، فأعظمت ذلك العرب منهما فسميا الوفيين.

فأولد ذؤاب عمراً الطريد، ويقال الخليع، وكان عدا على لقاح لمالك بن أمية أبي الأجدع بن مالك المعمري كانت في جوار بني قيس بن ربيعة، فتناصت فيها بنو ربيعة وبنو منبه ابنا عبد. ودخلت بنو عميرة بن عبد مع بني ربيعة، ودخلت سفيان بن أرحب مع بني منبه وهم أخوال عمرو الطريد فلما رأت ذلك بنو عليان مالوا إلى بني ربيعة وبني عميرة، وبلغ ذلك شرحبيل بن أبرهة بن الصباح فأصلح بينهم وحمل باللقاح عن آل المجرم، وخلع عمرو بن ذؤاب طريداً فأجارته أخواله من سفيان فلبث فيهم وقتاً، ثم أحدث فيهم وخرج فجاور في مذحج، وكان فاتكاً منكراً شجاعاً، وهو القائل:

وأيّ بلاد الله أو أي قيعة ... سلكتُ فلم أسفك بعرصتها دما

وهو القائل في جوار بني كدادة من مراد بعد جواره في بني غُطيف:

كأني في كدادة عن غطيف ... معلى سرح مُقرنة حماراً

ويقال أن له بقية بالكوفة انقضى نسب بني عبد بن عليان.

بنو مُجلد بن عليان بن أرحب وهؤلاء بنو مجلد بن عليان. وأولد مجلد بن عليان ثمانية رجال: قيساً وزرارة والغلام وظالماً والأصهب وهم باليمن وربيعة ومالكاً والحارث هاجروا.

فبنو قيس وبنو زرارة بالسبيع وحاوة ورخمات ويسمون الصرادف لانضمامهم إلى بني صردف بن ذيبان الأكبر، وهم لهم أحلاف، ومنهم قوم بخمر.

 

وولد الغلام نخلة وحمانة، فولد نخلة آل علي وهم آل عثمان وآل حطابة. وأولد حمانة آل عمرو وهم آل عصية وآل مطرف هؤلاء كلهم بنو الغلام في البطان من الجوف.

وولد ظالم ثابتاً بطن يعرفون بآل أبي صمي وآل رداد، ولهم بقية.

وأولد الأصهب آل أبي سعيد. له بقية، منهم يزيد بن أبي سعيد كان أنجد أهل الظاهر انقضت مُجلد.

بنو ذيبان الأصغر بن عليان بن أرحب وأولد ذيبان بن عليان سيفاً وشريحاً وسمرة وفَهراً بفتح الفاء فمن بني شريح آل يزيد وآل قدامة وآل أبي دويد وآل الهيصم وآل الهيثم وآل عباد ويقال إنهم من غطيف وبنو الحارث وبنو صالح وبنو مشرق في صبارة بن سفيان. وأما أهل فويح بالمغرب فمن ذيبان الأكبر انقضت ذيبان، وانصرم بانصرامها نسب عليان بن أرحب.

 

بنو سفيان بن أرحب وأولد سفيان بن أرحب معاوية وضيافاً وصبارة وبارياً وقد تقول أرحب في خطابها بارى، كما تقول العرب عذارِي وعذارَى ومهارِي ومهارَى.

فأولد معاوية بن سفيان سلمان وعميرة. فولد سلمان بن معاوية لأياً ومعاوية وعميرة وهم من قتلى الضرك وبشراً وزينباً وهم الزينبون بخرفان، فولد لأي بن لمان كعباً وقيساً وعمراً ومالكاً، فأولد مالك بن لأي عبدَ الله وسعداً، فأولد سعد مالكاً، فأولد مالك قيساً وأبا سلامة وهو أسند فولد أبو سلامة بن مالك عاصماً وأبا عبد الرحمن وأبا مرجح وعبد الله وعمر، فأولد عاصم عبد الله، فأولد عبد الله عبيدَ الله بن عبد الله وأمه آمنة بنت عقبة بن زحر بن ذي الحصين بن السبسبي فأولد عبيد الله عركز وهو كرز إلا أن العين زيدت فيه، وكان من بني عركز بيت بصنعاء، منهم العراكزة في البيداء.

وكان أبو سلامة قد أصاب رجلاً من بني علوي بن عليان كان يسأله دماً، وكانت ضياف أخوال العلوي، فغضبوا فيه مع بني علوي فهرب عنهم أبو سلامة حتى لحق بعمر بن الخطاب فوضع يده في يده، فاحتمل عمر دية العلوي وولاه حمى الربذة، فعقبه بها إلى اليوم. وفي ذلك يقول أبو سلامة:

ذكرت الحيّ أرحب آذوني ... وكيف بهم على شحط الديار

فمن خيرى بني علوي انشعبنا ... فطيبة مسكني وبها قراري

أتاني الضيم أفقدني دياري ... وأبدلني ديارهم بداري

وكان الموت أيسر من مُقام ... على ضيم وإن أسبق بثاري

فآثرت الممات على مقام ... أسام الخسف فيه مع الصغار

أسام قضاء ما هو لي قضاء ... فتهضمني ضياف وآل باري

سقى قومي بني لأي ملثّ ... هزيم دائم التهتان جار

وأولد قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي نمطاً، فأولد نمط قيس بن نمط الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة والملتقي به بمكة أيام كان يدعو العرب، وكان قد تزعم له بالنصرة على أن يؤامر همدان في ذلك، فبدرت على النبي صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين الأنصار، فقدم عليه ابن نمط وهو في المدينة فسماه رسول الله الوفيّ، وكتب له بطعمة من خيوان ومن عمران بالجوف فكانت تلك الطعمة تجري على أعقابه من الرجال والنساء حتى قطعها يحي بن الحسين العلوي.

وأولد عبد الله بن مالك بن لأي بن سلمان كعباً، فأولد كعب مالكاً، فأولد مالك كعباً، فأولد كعب مالكاً أبا الحارث الذي يقول فيه الأعشى:

أبو الحارث القول فارس سيد أرحبا

وكان سيداً شريفاً، وولاه عمر الربع في خلافته، وابنته أم الحارث أم أولاد إسماعيل بن الأشعث. وكان عند إسماعيل بن الأشعث أيضاً قمام بنت الحارث بن هانيء بن الحارث بن جبلة بن حجر بن شرحبيل الكندي.

 

وأولد عمرو بن لأي عامراً، فأولد عامر قيساً، فأولد قيس مالكاً، فأولد مالك هانئاً، وأولد هانيء خطاباً زنة عقال كان من أصحاب علي عليه السلام وهو الذي أصاب عبيد الله بن عمر يوم صفين. وأولد بشر بن سلمان مالكاً، فولد مالك معاوية، فولد معاوية سيف بن معاوية كان من أشراف همدان في الجاهلية، وله يوم مذاب على عامر وبني سليم، ومذاب في بلد سفيان، وكان سبب وصول أحياء قيس إليها وصولهم إلى صعدة غازين لخولان، فتحصنت عنهم وحلت بياض الحقل فانبثت خيل قيس إلى حدود أرحب فاحتلوا لقاح شنيف بن معاوية، ومد الصارخ فأغارت سفيان ومن عليان وعذر فهزموا القيسيين وقتلوا فيهم واسترجعوا أخيذتهم، وفي ذلك يقول سيف بن معاوية:

لما رأيت الخيل جئن أفايحا ... يضبرن بين صفاصف وروابي

قرّبتُ سابحة اليدين رجيلة ... تهوى بي المَرطى هويّ عقاب

ودعوت قومي فاستجاب لدعوتي ... منهم فوارس نجدة وضراب

حتى إذا لحقت أوائل خيلنا ... أخراهم وجزعن بطن مذاب

ولت فوارس عامر وسُليمها ... رُعباً وما غنموا جناح ذباب

وتركن فارسهم صريعاً مجهضاً ... وخضبن لمته بشرّ خضاب

يطمو بجائفة كأن فروغها ... فوق الرهابة منه لون مَلاب

وولد عميرة بن سلمان سلمان الأصغر وعبادة وحبشياً وسوطاً وورقان وثروان وخضارة وهم الخضارات.

وقد يظن من يجهل أرحب أن بني ثروان هؤلاء من بني ثروان غُطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد، وليس ذلك إلا من اتفاق الأسماء، فهذه الأبطن غير سلمان من الهجن.

فأولد سلمان الأصغر حجراً بطن وهم الحجيرات منهم آل الفرج فرسان أرحب. وكان أبو سهيم بن الفرج أفرس همدان وأنجدها، وكان قد ضيق على وادعة وبغى عليهم فرماه أحد بني معمر فقتله، فبلغ قيمة جواده ولأمته ألف دينار، وسعد بن سلمان ومالك بن سلمان ومكرة بن سلمان والأصيد بن سلمان ولأي الأصغر بن سلمان الأصغر. فأولد لأي عميرة، فأولد عميرة مالكاً، فأولد مالك عمراً ويكنى أبا زيد، وكان سيداً شريفاً، وهو الذي ذكره قيس بن نمط للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد خلفت في الحي فارساً مطاعاً أو سيداً مطاعاً وأنا أعرض عليه السلام وأوافيك من قابل، وهو ممن سهد الرزم، ونقع الصارخ يوماً فاستعجل فركب فرسه بلا حزام، فقالت امرأة من الحي: أقبض حيزوم فرسك يا أبا زيد، فقال:

ليس له اليوم حزام غيري ... إذا الجبان هاب ظهر العير

رجلي ريماه وعقد السير

فأولد أبو زيد مسلماً ومروّحاً وكلا بطون. فأولد مسلم هانئاً الأكبر. من ولده هانيء بن علي والكاسان وآل حميد.

وأولد مكرة بن سلمان عميرة، فأولد عميرة بن مكرة بن سلمان عبد ود، فولد عبد ود فروة، فولد فروة الهيثم. وآل مكرة أهل لسان.

وأولد الأصيد بن سلمان حماراً بطن. وبنو الأصيد الذين عدوا على عمرو بن معدي كرب بالحلوى من بلد سفيان فأخذوا فرسه ولأمته، وكانت بيضته قد بقيت عند بني سلمان. ثم صارت إلى ابن نهد المعمري شراء أو موهبة، فهي عند آل نهد اليوم. وفي بني الأصيد يقول عمرو بن معدي كرب:

يا بني الأصيد ردّوا فرسي ... إنما يفعل هذا بالذليل

عوّدوه مثل ما عوّدتُه ... مقحم الصفّ وإيطاء القتيل

انقضى نسب سلمان الأصغر، وهم بيت سفيان وأشرافها، وهم أغير العرب، لا يبني واحد منهم منزله إلا مفرداً، ولا يدخل إلى حرمته حصاناً ولا حماراً ولا شيئاً من أزواج الحيوان ولا قنّاً ولا شيئاً من هذه الأشياء.

وأولد ثروان بن عميرة خضارة وهم الخضارات بطن.

ويقال أن بني ثروان بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد. قال أبو محمد: ليس من ثروان غطيف، ولكن اسم وافق اسماً. ويقال: هو خضارة بن عميرة.

وولد معاوية بن سلمان أرحب وذعفان ويقول بعضهم ذعفان بن سلمان، فأولد ذعفان سباعاً وجبيراً ويقول بعضهم أن عبادة وذيبان من صلب ذعفان، لا من سلمان. وهؤلاء من الهجن. وإنما سموا الهجن لأنهم لأمهات شتى غرائب. فأولد جبير الفهم بن جبير وجابر بن جبير وعبد العزي بن جبير وهم العزيون. وبنو جبير أنجد الهجن، والهجن من أنجد همدان وأرجله.

 

وأما بنو رهم من الهجن فإنه يقال أن أمهم رهم وهم لآباء شتى. تقول همدان أمهم رهمة. وقال أبو محمد: رهم من أسماء النساء والرجال أشهر من رهمة. وقد يسمى الرجل رحمة وجارية وخارجة وأسماء وجميلة وجمانة، وهذه في النساء أعم. وهم بنو قيس وبنو سعد والشرمان وآل الحر وبنو مالك. فأما بنو مالك فمن بني سعد بن سلمان بن عميرة بن سلمان. والشرمان من بني الأعلم من بني منبه بن عبد بن عليان. وبنو سعد من باري بن سفيان. وبنو قيس من بني حي بن خولان. وبنو الحر من مراد.

وأولد أرحب بن معاوية بن سلمان معاوية قتل في حرب خولان انقضى بنو معاوية بن سفيان.

نسب بني ضياف بن سفيان بن أرحب وقال يوسف بن همام بن محمد بن يوسف بن الضحاك بن يوسف بن عقبة بن زيد بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران بن ضياف بن سفيان وهو عالمهم والمنظور إليه منهم: لم يولدْ ضياف إلا عرمان، وبطون ضياف منتشرة من عمران. قال: وخبرني أبي عن آبائه أن اسم ضياف زيد بن سفيان وكان يضيّف ماله فسمي ذا الأضياف، وكان له ذود من إبل حمر وذود من إبل صهب وذود من إبل سمر، فبذلك سمي ذا الأضياف ثم قيل ضياف على حد التخفيف.

فولد عمران بن ضياف قيساً والأيهم وربيعة والشعشع أربعة بني عمران. فأولد قيس بن عمران بني شبيب وبني الخراش والمذاعير وآل أبي ضبيعة. وأولد ربيعة بن عمران بني بديح وبني سهم. وأولد الشعشع بطناً يقال لهم ألغز منهم نجيم وعديل ويعفر من رؤساء صدان اليوم، وسميت صدان من ضياف بأنها سكنت صدان وادياً بالمغرب. ويسمى قيس بن عمران أسداً، وذلك أنه هاج جمل له وصال فلم يقرن لأحد إلا له، فإنه مازال يضربه حتى جرجر وناخ وكان عفريتاً من الإبل، فسمي بذلك أسداً لما أقرن له الجمل بعد أن تصهمم على الناس وصال.

فمن ولده قيس الأصغر بن نصر، وإليه يلتقي بنو الخراش وبنو شبيب.

وأولد الأيهم بن عمران المخاشن بطن منهم اليوم زيد بن يزيد، ومحمد بن أبي الغيث، ومحمد بن أبي الخير.

ومن أشرافهم عبد الرحمن بن الضحاك بن يعقوب بن أبي زيد بن عبد الرحمن بن يوسف بن عقبة بن خراش بن عقبة بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران بن ضياف. وفي أبيه الضحاك يقول أبو الحارث بن المقدم الرضواني:

إن الذي أزهى ضيافاً ملكه ... نسل الكرام شريفها الضحاك

قوم تعلى من بكيل ذكره ... شبه الهلال زها به الأملاك

ومن وجوههم عبد الله بن عيسى بن موسى بن عيسى بن سلمة بن بجير بن عبد الرحمن بن شبيب بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران وسيد البجيريين وحليم ضياف ورأسها اليوم. وبجير بن أحمد بن يوسف بن محمد بن سلمة بن بجير بن عبد الرحمن بن شبيب بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران بن ضياف.

فأما حماة ضياف وذوو بعدها فهم بنو الخراش وبنو شبيب وبنو بديح وفيهم القادة والفرسان.

فأما بطون الخراش فبنو الضحاك وبنو أبي زيد وبنو الخطاب.

وبطون شبيب بنو بجير وبنو كثير وبنو ثابت وبنو شريك وبنو الوليد.

وبطون بديح بنو عبد الله، وبنو دبة وهم الدبيون ورأسهم اليوم صبرة بن إبراهيم، وبديح بن بديح وهم أهل الأعصر.

ومن وجوه ضياف بيت يقال لهم القضاة من ولد قيس بن عمران هم والررسون.

وغير ابن همام يقول: أولد ضياف مع عمران زيداً وملهان انقضى نسب ضياف.

نسب بني صُبارة بن سفيان

بن أرحب وهذا نسب صبارة بن سفيان: وأولد صبارة بن سفيان ربيعاً ومحارباً، فأولد الربيع الحارث، فولد الحارث عبد الرحمن والصعب فولد عبد الرحمن عبد الله، فولد عبد الله ماتعاً، وذراعاً وعُلياً بضم العين وحكيماً، فولد ماتع طريفاً. فولد طريق تميماً، فولد تميم يوسف، فولد يوسف عرواة ومحمداً، فولد عرواة مأسوراً ويوسف. وولد محمد بن يوسف عيسى.

وولد ذراع بن عبد الله عتبة بن ذراع، فولد عتبة يوسف، فولد يوسف ميموناً، فولد ميمون يوسف، فولد يوسف عبيداً وميموناً.

وولد عليّ بن عبد الله جبيراً، فولد جبير حجيجاً، فولد حجيج عيسى، فولد عيسى موسى، فولد موسى عيسى.

وولد حكيم بن عبد الله طريفاً ومشبعاً، فولد طريف فياضاً، فولد فياض زياداً ويزيد.

 

وأولد الصعب بن الحارث موسى، فولد موسى طارقاً، فولد طارق تميماً وبشراً، فولد تميم حميداً والأزهر. فولد حميد يوسف وتميماً، فولد تميم الأزهر وإبراهيم. وولد يوسف أحمد. وولد الأزهر يزيد وسعيداً، فولد سعيد طارقاً وأكرم ويزيد. وولد بشر بن طارق يحي وسعيداً فولد يحي سعيداً، فولد سعيد يزيد وسليمان وسلمان. وولد سعيد فلفلاً، فولد فلفل مسلماً فهؤلاء بنو الربيع بن صبارة.

وولد محارب بن صبارة عامراً ونمطاً وصخراً ومالكاً وساوان، فولد صخر عبد الله، فولد عبد الله الغطريف وحدية فولد الغطريف خثعماً، فولد خثعم بريهاً. وولد عامر بن محارب جعدبة فولد جعدبة علياً ونويراً. وولد مالك بن محارب حمرة والوضاح، فولد الوضاح سبيعاً وبريهاً، وولد حمرة غيلان بطن فهؤلاء بنو محارب بن صبارة.

وأما المشارق في صبارة فإنهم من ذيبان بن عليان.

وقال ابن همام الضيافي إن أباه قال: ولد صبارة تميماً ومحارباً وربيعة وهو ربيع وساوان. فمن ربيعة الطوارق وبنو ماتع وبنو قطنة. ومن بني محارب بنو جعدبة وبنو ذهل، ومن بني ساوان بنو دهيم وبنو رفيع وآل خنيس وآل حباش، ورؤساؤهم بنو تميم انقضت صبارة.

وأولد باري بن سفيان باري بن باري، فأولد باري بن باري أبيراً وهم الأبيرات وحالباً وأدرم ومدركاً أربعة أبطن، منها انتشرت أبيات باري، وهم بنو الجعد وبنو حكيم وبنو واقد وهم المواقدة وبنو علكم وبنو عليس وبنو حريق وهم الحيقات وبنو معبد وهم المعبدات منهم بنو بشير وبنو عمرو رؤساء الجميع، وصاحب مغازيهم زنجي وأبو النسور ابنا أسير من بني معبد بن المثنى بن رحمة بن عبد الله بن عمرو بن أدرم بن باري. وبنو قصيف وهم القصافات وبنو حقيل وهم الحقيلات ومن الحقيلات الغلام بيت انقضى باري بن سفيان، وانقضى بانقضائها نسب أرحب.

وأرحب اليوم في بلد همدان خمسة آلاف، وبالعراق منها عدد كثير. فمن أرحب العراق في أيام الدولة أبو حسان المقوم بن عمرو، وكان أحد ثقات هارون الرشيد وقواده، وإليه حوّل الراية من سليمان بن أبي جعفر، وكان أحد الفرسان وسمّي بن عمران، وكان من فرسان هارون المعدودين، وعمير بن أبي المهلب، ويزيد بن أبي معشر، وجناب بن أبي سلول، والنعمان بن مالك والمخارق بن عروة وعلقمة بن سمط قاتل العوام بن عائذ القيسي، وقاتل زفر بن غياث اليمني. وحبيب بن الحباب قاتل نعمان بن عامر الذهلي من بني شيبان، وكعب بن سليم قاتل الضحاك بن مالك بن حجر التميمي. ومنهم أوس بن ضمرة وكان من الأشداء. ولكل هؤلاء أخبار ونجدات مشهورة. منهم أبو اليسع كاتب المنصور انقضت أرحب.

بنو كريم بن الدعام بن مالك: وأولد كريم بن الدعام الأكبر برطاً وكتافاً ونشور وكهلان.

بنو ربيعة بن مالك: وأولد ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل شاكراً بطن، ونهماً بطن وشاعراً بطن.

الشاكريون فأولد شاكر أمير بن شاكر، ودهمة بن شاكر، ووائلة بن شاكر، والحارث بن شاكر، ويشكر فيما يقال.

فأولد الحارث صرماً قيل أنه ابن لشاكر وأنه أولد أميراً ودهمة، كذا قال الرئيس الكباري.

فولد وائلة ألغز وواهباً وبداء وجذيمة أربعة ابطن. فأولد ألغز أجدع وشعرة وسوادة ونحاراً وسحرة والحارث وعتراً وهم العتور دخلوا في جذيمة بن زيد بن عميرة بن بداء ورامياً وهم بنو رام ومرة والحارث. هذه ألغز. فمن ألغز السجف بن قيس بن الحارث بن يزيد بن عمرو بن الحارث بن مرة بن ألغز الشاعر والمتجرد بن قيس بن ربيعة بن مرة بن ألغز صاحب رايتهم يوم غزوا زبيد، ومنهم قديم بن المقدام بن ربيعة بن مالك بن عمرو بن بداء بن الحرق بن الحارث بن ألغز كان شريفاً سيداً. وأولد بداء بن وائلة عميرة وزيداً والقصاص، فولد عميرة لخماً وزيداً وولد القصاص الحشاش، فأولد الحشاش أصيلاً وهم الأصيلات بطن.

ومن ولده الحشاش الأصغر الذي صبحه ابن معدي كرب على غرّة فاحتمى منه بموضع يقال له ممر، وفي ذلك يقول:

ويوم ممرّ قد حميتُ لقائحي ... وضنئي عن أبناء جُعف ومازن

وأوّلني صبري ومهر قصرته ... على الدرّ من خور الصفايا العواطن

فخابوا، وما إن خاب من دم خيرهم ... شباة متلّ في يميني مارن

ومنهم معقل بن زيد بن بداء رئيسهم يوم لقوا خثعم وبجيلة.

 

وأولد واهب بن وائلة كعباً وعمراً وهميماً. فأولد كعب زقراً لغة في صقر. وهم الزقور وعُقيلاً وهم العقيلات. وولد جذيمة بن وائلة سحمة وربيعاً، فولد ربيع وائلة، فولد وائلة جذيمة فاتح حرب قضاعة وهو القائل في تلك الحرب:

يا لهمدان بن زيد إنما ... نفل الحرب لنا حين نشدّ

نقتل الأقران في يوم الوغى ... ولنا الساعد منها والعضد

لا يملّ الحرب يوماً مثلكم ... فيكم الثروة تخشى والعدد

لكم الخيل جياداً سخرت ... ولها الأنفال في يوم الطرد

ورماح من أبينا إرثها ... ورّث الشيخ بنيه ورفد

يا لخولان بن عمرو أنصفوا ... قبل ننفيكم من أوطان البلد

وذروا الحقل وخلوا من دنا ... في هضاب ونجود وسند

فولد جذيمة جلهمة وكنة وعرماً ونمطاً وقيساً والأسود وكبيراً وهصيصاً وهو من قتلى الضرك.

من ولده المجالح بن عمرو، وكان فارس همدان في عصره، وهو الذي أسر عمرو بن معدي كرب، ومنّ عليه، فقال عمرو في ذلك:

لعمري لقد منّ المجالحُ منّة ... عليّ فنعماها له آخر الدهر

ومن وائلة ملالة بن عبد الشاعر، وعبد الرحمن بن عبيد قاتل عبد الله بن زياد بالكلتانية انقضت وائلة.

وأولد أمير بن شاكر منبهاً والحارث ومالكاً وعبد الله ونصياً وقعطاً وظربان بطون. فولد الحارث بني عبد فمن بني عبد بنو عثمان وبنو سيف وبنو مالك وبنو نمرة وبنو الذوّاد. وولد منبه بن أمير عامراً، فولد عامر أخنس ونصراً ومحمداً وعلياً بني عامر بن منبه انقضت أمير، وهي اليوم أثرى شاكر، وذهبت عليها وائلة ودهمة بالصوت والنجدة.

وولد دهمة بن شاكر وابش بن دهمة وثوابة بن دهمة حياً ونوفاً وحطيان بني وابش بطون كلها. فمن بني حطيان قيس بن زرارة من بني عمرو بن حطيان كان من أصحاب علي وكان يتعين له. وقيس بن الأرقط بن الحارث من ولد عمرو بن حطيان شهد القادسية وكان من فرسانها. وعمرو بن الحصين بن النعمان من بني عمرو بن حطيان الشاعر جاهلي، وعمرو بن الحارث بن الحصين بن النعمان الذي يذكر الأبناء أنه عقد الحلف بينهم وبين همدان. وأولد نوف بن وابش قيساً وظبيان وعبيداً وعلهماً وسليمان. وأولد حطيان عمراً وعبد الله وأبا سلمة وغسان ووهباً بني حطيان. وأولد حي بن وابش أجدع ووازعاً وجهماً وصفوان وحازماً. وأولد ثوابة بن دهمة عيلة بكسر العين وجذيمة وعفراً وهم العفور ونسراً وهم النسور وغراباً وهو غرابة، وهم الغرابات وساوان وجعدة وهم الجعود وجحشاً وسعيداً وصفياً وهم الصفيات انقضى شاكر.

بنو نهم إخوة شاكر وأولد نهم بن ربيعة حرباً وشهراً وعصاصة ووثيراً بالثاء أربعة أبطن بني نهم. فأولد عصاصة الأحنف وحاجباً وجناحاً ووازعاً وأخرم وأفدع ويزيد وأميناً. فأولد يزيد زيداً، فأولد زيد يزيد ذا القفا وهم الأقفاء. وقفاه سيف كان له صعديّ بحد واحد وقفاً، يقال إنه قتل به يوم جيش العكار من مذحج مائة. ويقال بل بلغ عدد من قتل به طول عمره مائة وفيه يقول يوم جيش العكار.

لأضربن بذي القفا قفا رجل ... وأصبر النفس ابتغاء ما جمل

وهو القائل:

فأقسم لولا البلسدان وذو القفا ... وذو الجرم فات الخلّ يوم حراض

إلى عوحلي حاب فسرطين الفها ... أوامن ليست تمتنى بمخاض

البلسدان وذو الجرم رجلان من نهم رارزا نفوسهما يوم جيش العكار، وآليا لا يبرحان حتى تبرح نصب حجارة بين أيديهما، فكان الظفر لهما ولحزبهما. والجرم: صدرة من أدم قال راجز نهم يوم العكار:

قد وُجد الأفدع صعباً جلداً ... أعيط من بيت أمين صردا

وابن أخيه ذو القفا قد ردّا ... جيش العكار خائباً مرتداً

ببطن جاب وكساه الحدّا ... حتى يوفى مائة وعدّا

أي وزيادة.

فأولد ذو القفا بشراً وظبيان وأبرش وسلمة بطون.

ورأس الأقفاء اليوم وصاحب مغازيهم الحسين بن الطاهر.

وأولد أمين بن عصاصة الأفدع الأصغر وجهماً وموفياً بطنين.

وأولد حاجب بن عصاصة معناً وأحمر ومورعاً وعبد الله وشهاباً بطون كلها. ومنهم بنو عبد العزيز لا أدري إلى أي هذه البطون هم.

 

وأولد أخرم بن عصاصة ملحان ونائماً وهم النوائم وحكيماً ويحبر بطون كلها ومنهم آل ياسين وآل عباد.

وأولد وازع بن عصاصة محمداً وعبيداً، فأولد محمد يزيد بطن منهم آل أيوب وآل الأعسر. وأولد عبيد معدياً وهم المعادية والأقبّ ابني عبيد. والمعادية والأقبّ بادية متوحشون لا معايش لهم إلا من الصيد أو ماشية تسير.

وأولد الأحنف بن عصاصة جذيمة والأجم وسناناً، فولد الأجم شلاً وطلقاً. وأولد أفدع الحسن والعرموم والمعافى.

وأولد وثير بن نهم القوّام والمخدر، فأولد المخدر المفضل وعوسجة والأبرش فدخل بنو الأبرش من الأقفاء في أبرش بن المخدر وعذيراً وآل أبي الخير. وأولد القوام بن وثير آل السمح بني علي بطون كلها.

وأولد شهر بن نهم منبهاً والأجدع ونجدة وهم النجدات وسرحاً وبادية وسلامان وعزيزاً، فأولد سرح نعمة وعمراً بطنين وأولد الأجدع بن شهر ربيعاً وسعيداً وكثيراً ويزيد ومالكاً وطلحة وأسفع غير أسفع علوي. بطون كلها، قال ابن مروح: وحدر وشيباً وشبيباً ويعرف بنو شبيب بالقصار. وأولد نجدة بن شهر سوادة وسرحاً. وأولد منبه بن شهر حرجلة وهم الحراجل والأثعل والحارث وشدّاد وحازماً وعلياً والمفضل وعمراً بطون كلها. فأولد عمرو زيداً، فأولد زيد منبهاً، فأولد منبه برّاقة، فأولد برّاقة عمرو بن براقة فارس همدان وشاعرها في عصره ونجدها، وهو صاحب الكلمة المشهورة عند العرب، وهي في عقب خبره. وكان أغار عليه قوم من مراد في رجب فاستاقوا إبله، فأراد الغارة عليهم، فنهته همدان عن انتهاك حرمة رجب واستشار في الغارة عليهم امرأة من مراد يقال لها سلمى كانت متزوجة في نهم، فقالت: إني أنهاك عن تلفات جريم تعني الذي أغار عليه من مراد فلج وأغار عليهم فنال منهم حاجته، واسترجع ما كان أخذ له، وقتل منهم وأسر، فقال:

إذا الليل أدجى واستقلت نجومه ... وصاح من الإفراط هام جواثم

ومال بأصحاب الكرا غلباته ... فإني على مرّ الوثيقة حازم

تقول سليمى لا تعرّض لتلفة ... وليلك من ليل الصعاليك نائم

تقول سليمى لي من القوم إذ رأت ... وجوه كرام لوّحتها السمائم

ألم تعلمي أن الصعاليك نومهم ... غرار إذا نام الغنيّ المسالم

وكيف ينام الليل من جلّ ماله ... حسام كلون الملح أبيض صارم

نقدت به ألفاً وسامحت ربه ... على النقد إذ لا تستطاع الدراهم

وكنت ذا قوم غزوني غزوتهمفهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم تحالف أقوام عليّ سفاهةوجروا عليّ الحرب إذ أنا سالم

فلا أنا أدعى للهوادة بعدما ... تُمال على الحيّ المذاكي الصلادم

متى تجمع القلب الذكي وصارماً ... وأنفاً حمياً تجتنبك المظالم

متى تجمع امال الممنّع بالقنا ... تعش ماجداً أو تخترمك المخارم

كأن جريماً إذ أبى أن يردّها ... ويذهب مالي ميت العقل حالم

كذبتم وبيت الله لا تأخذونها ... مراغمةً مادام للسيف قائم

ولا صلح حتى تُقدع الخيل بالقنا ... وتضرب بالبيض الخفاف الجماجم

إذا جرّ مولانا علينا جريرة ... صبرنا لها، إنا كرام دعائم

ونمنع ولانا ونعلم أنه ... كما الناس: مجروم عليه وجارم.

وهو القائل:

ألا إن حرباً بين أفناء مذحج ... وبين أمين حيث حلت كرامها

لحرب يغصّ الشيخ منها غبوقه ... وتظهر من سوق النساء خِدامها

فأشرعت صدري دونها لرماحهم ... فأحرزت نفسي إن تراخى حمامها

فرب طموح في العنان تركتها ... بسائلة الحصحاص ملقى لجامها

وعادية سوم الجراد وزعتها ... بطعن كساها منه ردعاً كِلامها

دنوت لها تحت العجاج فأدبرت ... شواكلها اليسرى كثيراً سهامها

فأولد عرمو بن برّاقة الحارث، فأولد الحارث عمراً وكان معمراً وأدرك الحسين بن علي عليه السلام فسأله عن الأصماء والأنماء في الصيد فقال: كل ما أصميت، ودع ما أنميت وقد ذكرنا خبره بكماله فيما تقدم.

 

وأولد حرب بن نهم جشم وحريباً وحشيراً وبدراً والأملح وبارقاً والهيثم وبشراً والسنا. فمن بارق بن حرب آل مروح أشراف نهم في أقيال ملح وبران وبنو إبراهيم وبنو حشيش. ومن آل الهيثم وآل موسى وآل عمران وآل مطرف. ومن آل بشر بنو الضحاك وبنو عبد الله وبنو ماجد. ومن آل السنا بنو محمد وبنو علي وبنو الذيال. ودخلت بنو حريب في بني شهر، منهم بنو العريان، وهاجر العريان واسمه حارث وشهد بعض أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقاتل في إزار بقوس وقرن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا العريان؟ فسمي العريان. وله طعمة بجوف المحورة ودخل معه في الطعمة النجدات. وجوف المحورة: بستان، فالقرى، فالقرطة وهم جوف مراد. ومن ها هنا رأى بعض نساب همدان أن النسا والهيثم والعريان بنو نجدة بن شهر.

وأولد جشم بن حرب ربيعة، فأولد ربيعة عبداً، فأولد عبد جعالاً، وكان مكيناً عند تبع، وملكه على بكيل، وله معه أخبار عجيبة يطول ذكرها، وهو القائل:

بنى لنا أولونا فوق عالية ... مجداً دعائمه من تحته زلق

حتى استوينا على أشراف رابية ... عند الثريا بها الأرواح تختفق

لا يفتح الناس باباً حين نغلقه ... ولا يكون لباب دوننا غلق

الناس أرض ونحن السقف فوقهم ... نحن السماء وهم من تحتنا خلقوا

إن نحصر الرأي لا ينظر به أحد ... وإذ نغب عن ظهور الحي يرتفقوا

خالي يزيد أبو بشر به هُزمت ... جيش العكارة إذا أرداهم الحمق

والقصيدة أكثر من هذا. ويقال أن هذا البيت الآخر لعمرو بن براقة وقدمت إلى جعال جذام في حمالات كانت بينهم وبين إخوتهم بني عدي بن الحارث بن مرة بن أدد فقال: وكم مبلغ ما جئتم تسألونني؟ قالوا: نسألك ألفي ناقة وأربعمائة، فحمل لهم بها وقال:

لقد علمت أفناء قحطان أننا ... إلينا يصير المجد في كل مجمع

وأنا قبيلٌ في عصانا صلابة ... إذا زعزعت أحلامنا لم تزعزع

ويوم جذام قد كفيت عشيرتي ... حملت بألفي ناقة وبأربع

فلم يبلغوا جهدي، ولكن حملتها ... على كاهل مني ذلول موقع

بأكلبها سلمتها ورعاتها ... وذلك من كل بمرأى ومسمع

ولو حملوني ضعفها لحملتها ... عليّ ولم أنكل ولم أتخشّع

ومن شعراء بني حرب حراب بن الورد بن الحراث وهو القائل.

ألا هل أتى القبائل من بكيل ... وأفنا حاشد خبر الخبير

بأنا قد جلونا العار منها ... ومنهم بالمهندة الذكور

بقتل منّبه وبني عصاص ... وحرب جذّ أوباش العكور

بكل أغرّ حربيّ نجيد ... وأبيض صارم لون الغدير

يطايرن الأكفّ عن التراقي ... كشذّان الجراد لدى المطير

صبحناهم بأحصد مستكفّ ... كهضب القور أشرق من هجير

كأن القوم حسين تنطقوهم ... ذرى قشعان أو حيدى وعير

قشعان وحيدى وعير جبلان في غائط الجوف.

قتلنا من يحق القتل منهم ... وأبنا بالسلاب وبالأسير

وسقنا كل مُقربة كناز ... وكوماء تدافع في الجرير

ومن حول وماخضة وعوذ ... حوانٍ نحو أسقبهن حور

إذا انبعثت تبادر قادماها ... بشحّاب تخور به درور

فلما أن بلغنا حيث شئنا ... وكنا بين أهبة والوتير

ضربنا السهم في خرد حسان ... ومال من بعولتها كثير

وجانبنا خصائص من رجال ... ونصّبنا المراجل للقدور

وبيّعنا غواليها برخص ... وأرسلنا الجزارة في الوفور

انقضت أنساب نهم، وانقضى بانقضائها نسب همدان وتصرم به كتاب الإكليل من أخبرا اليمن وأنساب حمير.

والحمد الله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وسلامه.

أسماء الله الحسني